بعد ان فشلت في منع وقوع الحرب وضربت الولايات المتحدة وبريطانيا بقرارات الامم المتحدة ممثلة في مجلس الامن عرض الحائط يبدو ان هذه المنظمة الدولية اقتنعت بالامر الواقع وفضلت ان تتولى ما تسمح به واشنطن بدل ان تقف مكتوفة الايدي.
هذا التوجه الجديد بدا واضحا في التصريحات التي ادلى بها سفير المسكيك في الامم المتحدة اغيلار زينسر ليل الاربعاء الخميس عندما قال ان الوضع في العراق وخصوصا لجهة المساعدات الانسانية سيطغى على اعمال مجلس الامن الدولي خلال شهر ابريل الحالي رغم ان المجلس لا يزال منقسما حول الحرب.
وقال الدبلوماسي المكسيكي الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجلس ان المجلس سيركز على المدى القصير وفي هذا الوقت على المساعدات الانسانية.
واضاف لا تزال الاراء مختلفة في المجلس. ولكن الحرب مستمرة، اما متى وكيف ستنتهي فانها امور غير واضحة مؤكدا وجود تيار في المجلس يريد ان يعطي الامم المتحدة دورا كبيرا في العراق.
واضاف يجب ان لا يكون هذا الدور ثانويا بل رئيسيا في اشارة الى النقاش القائم حاليا حول شكل وجود الامم المتحدة في عراق تسيطر عليه القوات الاميركية.
وفي مؤتمر صحافي عقده عقب جلسة مغلقة لمجلس الامن الدولي قال زينسر ايضا ان المشاروات حول العراق ستجري كل اسبوع مرة واحدة على الاقل. وخصص مجلس الامن جلسته ليوم امس الخميس لبحث وضع البعثة الدولية للمراقبة في العراق والكويت التي انسحبت عشية اندلاع الحرب من المنطقة الحدودية التي كان يفترض ان تراقبها.
واكد الدبلوماس المكسيكي ان نائبة الامين العام للامم المتحدة لويز فريشيت ستقدم ايضا تقييما للوضع الانساني في العراق.
وسيقوم مدير برنامج النفط مقابل الغذاء بينون سيفان بتقييم وضع هذا البرنامج وخصوصا في ما يتعلق بحساب التعويضات.
وهذا الحساب الذي تموله عائدات بيع النفط العراقي بمقدار 25% مخصص لدفع تعويضات للكويت عن الاضرار التي لحقت بها اثناء احتلالها من قبل العراق عام 1990.
واوضح الدبلوماسي المكسيكي ان سيفان سيطلعنا على كيفية استخدام الاموال الموجودة في هذا الحساب، على ضوء القرار الهادف الى تفعيل برنامج النفط مقابل الغذاء.
وينص القرار 1472 الذي اعتمد بالاجماع يوم الجمعة الماضي للسماح باستئناف البرنامج على امكانية اقتطاع مبالغ من هذا الحساب بصورة استثنائية شرط ان تسدد، لتلبية الحاجات الانسانية للشعب العراقي بشكل افضل.