كشف مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة اكدت لروسيا انها تحرص كثيرا على تجنب قصف مبان مدنية ودبلوماسية خلال الغارات على بغداد.
لكنهم قالوا ان تأكيدات واشنطن في اعقاب مسعى ديبلوماسي قامت به روسيا اعلنت فيه رسميا عن قلقها من مخاطر عمليات القصف على بغداد، لن تكون بالتأكيد كافية لطمأنة موسكو.
وقال مسؤول انهم يتخوفون فعلا من ان يحصل لسفارتهم ما حصل لسفارة الصين في بلغراد، خلال عملية قصف اخطأت هدفها واصابت السفارة الصينية في بلغراد ابان النزاع في كوسوفو في 1999.واضاف هذا المسؤول كل ما نستطيع ان نقوله لهم هو اننا لن نستهدفهم عمدا. لكن لا استطيع فعلا ان اقول ما اذا كانوا مقتنعين بهذا الجواب.
وقال مسؤول اميركي آخر طلب ايضا عدم الكشف عن هويته ان لا شيء يدل على ان قذائف سقطت على بعد 600 متر من السفارة الروسية في بغداد. واضاف بالتأكيد، ان جدران سفارتهم ستهتز قليلا، لكن هذا لا يعني انها اصيبت. نحن نعرف اين تقع.
وكانت روسيا قد استدعت سفير الولايات المتحدة لدى موسكو يوم الاربعاء للاحتجاج على هجمات جوية امريكية على بغداد قالت انها اصابت احياء سكنية في بغداد وعرضت سلامة الدبلوماسيين الروس في سفارتها هناك للخطر.
وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن انتقاد موسكو الحاد للحملة على العراق قائلا ان الوفيات التي تحدث في الحملة تبرر الموقف الروسي. لكنه استدرك بقوله انه ليس من مصلحة موسكو ان ترى هزيمة الولايات المتحدة وكرر دعوته الى احالة الامر مرة اخرى الى الامم المتحدة.
ووجه الاحتجاج الدبلوماسي الروسي ضربة اخرى للعلاقات المتوترة بين البلدين قبل ساعات من اول اجتماع مباشر بينهما منذ بدء الحملة الامريكية لاسقاط الرئيس صدام حسين قبل اسبوعين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان بعد استدعاء السفير الامريكي الكسندر فيرشبو يطالب الجانب الروسي السلطات الامريكية باتخاذ اجراءات عاجلة وشاملة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الاحداث الخطيرة وغير المقبولة في المستقبل. وفي اشارة الى الغارات الجوية يوم الاربعاء على منطقة سكنية قرب السفارة الروسية قال البيان سلامة اعضاء التمثيل الروسي الدبلوماسي تعرضت لخطر مباشر.
وروسيا التي تربطها علاقات اقتصادية ومصالح نفطية وثيقة بالعراق ضمن عدد محدود من الدول التي لم تخل سفاراتها في بغداد. وقالت وكالات انباء روسية ان نحو 26 من افراد البعثة الروسية مازالوا يعملون في السفارة.
وقال بوتين في كلمة القاها في تامبوف جنوبي موسكو ان سقوط قتلي في حملة العراق يؤكد صحة الموقف الروسي.ولكنه في تصريحات اذاعها التلفزيون قال انه ليس من مصلحة روسيا ان ترى الولايات المتحدة وقد هزمت. ما هو في مصلحتنا ان نرى هذه المسالة اعيدت الى اطار الامم المتحدة ... وكلما اقترب حدوث ذلك كان افضل لكل الدول المعنية بهذا الصراع.
وزادت حدة انتقادات روسيا للعمل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة على العراق وللضحايا المدنيين رغم فترة طويلة من التحسن شهدتها العلاقات بين موسكو وواشنطن.
وفي واشنطن قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ان مسؤولين امريكيين ابلغوا السلطات الروسية ان القوات الامريكية تستخدم اسلحة دقيقة التوجيه مع الحرص على تفادي انزال ضرر لا داعي له بمواقع غير عسكرية وانها تعرف مكان السفارات في بغداد.
وقال متحدث باسم السفارة الامريكية في موسكو ان السفير اوضح ان الغارات الجوية على بغداد تتم باستخدام اسلحة موجهة بدقة وانها لا تستهدف الا اهدافا عسكرية عراقية.
ورفض افتراضات بان العلاقات التي شهدت تحسنا متناميا بين واشنطن وموسكو قد تتضرر بسبب الخلافات بشأن العراق غير انه اقر بان هذه الخلافات تسببت في بعض العوائق على مسار العلاقات. وقال العلاقات الثنائية ستتغلب على هذه العاصفة مشيرا الى المصالح الاقتصادية المتبادلة والجهود العالمية لمكافحة الارهاب واستخدام اسلحة الدمار الشامل.