سعادة رئيس التحرير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ركزت بعض الصحف اليومية وبخاصة صحيفة (اليوم) على أسبوع المرور والحق يقال انه لوحظ في السنوات اهتمام رجال المرور بهذا الأسبوع حيث يتم التركيز على رفع درجة الوعي المروري لدى النشء بدءا من البيت والمدرسة وأولياء الأمور والجهات ذات العلاقة من صحافة واعلام كما يدعو مدير المرور الى تضافر الجهود بين رجال المرور والاخوة المواطنين والمقيمين في سبيل تحقيق المصلحة العامة للوطن.
وبناء على ما سبق فأنا كأحد المعنيين بهذه الدعوة أرى أهمية رفع الوعي المروري لدى بعض رجال المرور خاصة الجنود الذين ليس لديهم خبرة في تنفيذ لوائح وأنظمة المرور من ناحية وينقصهم فن التعامل مع المواطنين والمقيمين وبالتالي لن يتمكنوا من المشاركة الفعلية في تنمية الوعي المروري. وأود أن أطرح المثال التالي:
حدث أن أوقف أحد الجنود سيارتين بسبب السير في عكس الاتجاه وطلب الجندي من صاحب كل سيارة الرخصة والاستمارة. للأسف قام الجندي بمخالفة صاحب السيارة الأولى وبعد أن أوقف السيارة الثانية بسبب المخالفة رد لصاحبها رخصته دون مخالفة وعندما قال له صاحب السيارة الأولى لماذا لم تحرر للثاني مخالفة؟ قال: هذا عملي وأثناء الجدل بين صاحب السيارة الأولى والجندي مرت ثلاث سيارات مخالفة فقال له صاحب السيارة: وهؤلاء أيضا لماذا لم توقفهم وتخالفهم وتعاملهم بنفس المعاملة؟ قال الجندي بكل سخرية: أنا أقصدك أنت وأنا أخالف من أريد فقال له صاحب السيارة حسبي الله ونعم الوكيل. إن تصرف هذا الجندي لا يشجع على رفع الوعي المروري لدى المواطنين لأنه يظهر أمامهم أنه يعطي مخالفة لمن يشاء ويعفي من يشاء وهذا يؤدي الى خلل في العلاقة بين رجال المرور والمواطنين.
وعلى النقيض من سلوك هذا الجندي يوجد جنود على درجة عالية من الأخلاق الكريمة ويؤدون عملهم على أكمل وجه في اطار اللوائح المعمول بها ودون السخرية أو الاستهزاء بأحد المواطنين أو المقيمين. لذلك ينبغي عقد دورات تثقيفية لهؤلاء الجنود تهدف الى تنمية مهارات التعامل مع الآخرين وكذلك تدريبهم على استخدام أساليب ناجعة في تنمية الوعي المروري للمواطنين والمقيمين، هذا بالاضافة الى تدريبهم على كيفية التعاون مع الآخرين في سبيل تحقيق المصلحة العامة لهذا الوطن الحبيب. كما ينبغي عقد دورات تخصصية لهؤلاء الجنود بصفة دورية لاطلاعهم على كل جديد في مجال مهنته وبخاصة في كتابة التقارير التي يتوقف عليها مصائر بعض المواطنين أحيانا وكذلك تعميق مفهوم الرقابة الذاتية بمعنى أن يكون الجندي رقيبا على نفسه بعد الله سبحانه وتعالى. د. عبدالهادي الشيخ كلية المعلمين