رغم مرور عشرة ايام على بدء الحرب الا ان قوات التحالف قررت خوض الحرب البرية ضد العراق مستخدمين قذفا جويا مكثفا ومتواصلا لم يكن متوقعا وفي المقابل نجد العراقيين يقاومون باستماتة وتماسك وهذا جعل قوات التحالف تفشل في سيطرتها الكاملة على أي من المدن العراقية فما زال القتال دائرا في البصرة وبغداد وغيرهما من المدن العراقية الهامة ومن الواضح ان العراق يستدرج قوات التحالف إلى الاقتراب اكثر من بغداد حيث يكون القتال البري على اشده ومن المتوقع ان تلقن القوات العراقية قوات التحالف درساً قتالياً خلال هذه الحرب البرية خاصة ان هناك دفاعات محكمة من جانب العراق في بغداد وفي الواضح ان قوات التحالف خدعت في المقاومة العراقية وكانت تظن انها لن تحتاج إلى وقت طويل للقضاء عليها تماماً وفرض سيطرتها على المدن العراقية ولكنها فوجئت باستماتة قتالية كبيرة من جانب القوات العراقية وهذا يبرر لجوء قوات التحالف إلى هجوم بري على المدن العراقية كما ان لجوء قوات التحالف للهجوم البري ضد العراق هو نوع من الغرور وسوء تقدير المخطط الامريكي للمقاومة والمنتظر مواجهتها على الاراضي العراقية فقد بنت الادارة الامريكية مخططها على اساس ان الشعب العراقي يبغض صدام حسين وسيتعاون الشعب مع أي قوات تسعى للاطاحة بنظام صدام ولكنها تناست شيئين الاول ان احساس الشعب العراقي بأن هناك قوة خارجية تسعى لاقتحام بلده حتى وان كان هذا بهدف تخليصها من نظام حاكمها الظالم سيوقظ ذلك داخلهم الروح الوطنية ويجعلهم يستميتون في الدفاع عن بلدهم مهما كلفهم ذلك والثاني ان الشعب العراقي تختلف طبيعته عن باقي الشعوب الاخرى فهو شعب يعيش في حروب منذ ما يقرب من ربع قرن واذا نظرنا للولايات المتحدة الامريكية نجدها منذ هزيمتها في حرب فيتنام تسعى لابراز قوتها العسكرية التي كثيراً ما كانت تلوح باستخدامها لانهاء بعض المشاكل الدولية وعن نفسي اتوقع طبقاً لسير المعركة حتى الان ان امريكا ستتعرض لهزيمة مثل التي تعرضت لها في فيتنام ولن تكون خسارتها على المستوى العسكري فقط ولكن على المستوى العالمي والسياسي والدبلوماسي الدولي بسبب تجاهلها المنظمات الدولية التي قررها العالم عام 1945 عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
*محلل عسكري وخبير استراتيجي