توقع مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في دراسة له انهيارا كبيرا في اسعار النفط يصل فيها سعر البرميل الى نحو 15 دولار نتيجة التداعيات الاقتصادية على المنطقة بعد ان يتم تدفق النفط العراقى بكميات كبيرة . وقال المركز ان الساحة النفطية تشهد تجاوزات للحصص من قبل الاعضاء لتعويض انخفاض الاسعار والفوضى التى ستحدث بعد رفع الطاقه الانتاجية للعراق الى حدودها القصوى ما بين 4-6ملايين برميل يوميا .
واضاف انه بعد استتاب الامور فى العراق فانه سيكون موقعا مثاليا لاستثمارات دولية ضخمة وسريعة فى قطاع النفط يمكن ان ترفع الطاقة الانتاجية للعراق الى ستة ملايين برميل يوميا فى الاجل القصير اي من عام الى ثلاثة أعوام ويمكن ان يتجاوز 10 ملايين برميل يوميا فى الاجل الطويل .
واوضح ان الدول المصدرة للنفط تخسر اكثر من ستة مليارات دولار فى العام فى حالة انخفاض سعر برميل النفط دولارا واحدا فقط مما يعنى ان انخفاض سعر البرميل من نحو 28 دولار فى المتوسط فى الربع الأخير من عام 2002 الى نحو 15 دولار سيعنى فقدان البلدان العربية لنحو 80 مليار دولار من ايرادات صادرتها النفطية فى العام الواحد . واعتبر ان الخسارة هى كارثة بكل المقاييس وستعانى الدول المصدرة للنفط بشكل حاد وعنيف اذا حدث الانهيار لاسعار النفط مما يؤثر على اقتصاداتها ومستويات المعيشة فيها وبالتالى الاستغناء عن أعداد كبيرة من العمالة وتراجع أعداد السياح . واشار الى انه ستتدهور المؤشرات الرئيسية المعبرة عن أداء الاقتصادات العربية وبالذات معدل نمو الناتج المحلى الاجمالى ومعدل البطالة والموازين الخارجية حيث من المنتظر أن يسود الركود فى الأجل القصير على الأقل وأن تتعرض الموازين الخارجية للبلدان العربية المصدرة للنفط لتدهور درامى يقود الى تدهور عام فى تلك الموازين على الصعيد العربى .
وتوقع المركز من جانب اخر عودة الشركات العالمية للمشاركة فى أنشطة البحث عن النفط والغاز فى كبريات الدول النفطية موضحة ان الطلب العالمى على البترول سوف ينمو بمعدل اثنين في المائة سنويا فى المتوسط خلال الفترة 2000 - 2020 وبذلك يرتفع الاستهلاك العالمى من البترول من نحو 75 مليون برميل يوميا عام 2000 الى نحو 115 مليون برميل يوميا عام 2020 وهو ما يزيد بنحو 40 مليون برميل يوميا أو ما يعادل 53 في المائة . كما توقع أن يرتفع اجمالى العرض العالمى من النفط بنوعيه التقليدى وغير التقليدي من 74 مليون برميل يوميا فى الوقت الحاضر الى نحو 92 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020 اذ تقدر وكالة الطاقة الدولية احتياجات العالم البترولية عام 2020بنحو 111 مليون برميل يوميا وهو ما ينبغى توفيره من مصادر غير تقليدية وغير معلومة فى الوقت الحاضر .
وقال انه لا يوجد سوى الاوبك التى تتوقع ان ترتفع طاقتها الانتاجية من نحو 31 مليون برميل يوميا عام 2000 الى نحو 60 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020 .
واضاف انه فى داخل أوبك يوجد ست دول فقط سيكون لديها القدرة على توسيع وتنمية طاقتها الانتاجية بحيث ترتفع من نحو 24 مليون برميل يوميا حاليا الى نحو 48 مليون برميل يوميا عام 2020 وهذه الدول هى السعودية والامارات والكويت والعراق وايران وفنزويلا.