لم تكن الحرب الدائرة حاليا في العراق سوي حلقة من سلسة تطبق على عنق صناعة الطيران الدولية بدأت اولي حلاقاتها مع تداعيات احداث 11 سبتمبر وما ترتب عليها من هلع من ركوب الطائرات ومن زيادة مبالغ فيها احيانا في الاجراءات الامنية علي الطائرات بالاضافة الي ماشهدتة بعض المناطق السياحية من تفجيرات وتحكمت كل هذه المعطيات في مصير ومستقبل شركات الطيارن فمنها من افلس ومنها من اوشك علي الافلاس ويحاول اصلاح اوضاعه المالية بتقليل نقفات التشغيل والاستغناء عن موظفين ولالغاء بعض الرحلات العامل عليها .
وتجئ الحرب في العراق كآخر حلقة من هذه السلسلة الخانقة فعلى الصعيد العالمي طالبت شركة دلتا الاميركية للنقل الجوي الحكومة الامريكية مساعدة شركات النقل الجوي واعادة بناء هذا القطاع الذي يعاني حالياً من ازمة خانقة.
وطالبت من الحكومة الاتحادية ان توفر فوراً تكاليف الامن في الطيران باعتباره امناً قومياً وان تخفض الرسوم على النقل الجوي بما يتيح اعادة بناء مناسبة لهذا القطاع في الوقت الذي يتعين على الشركات نفسها مضاعفة جهودها لخفض تكاليفها.
وكشف تقرير ان رئيس مجلس ادارة ثالث اكبر شركات النقل الجوي الامريكية ان هذه التدابير يجب ان تتخذ على الفور حتى تتمكن الشركات من الاستمرار في عملها.
وقد شدد على ان الحكومة مدعوة لتحمل عبء نفقات الامن التي تقدر بحوالي 4.3 مليارات دولار سنوياً، وان تخفف في الوقت نفسه المستوى الحالي الكبير للرسوم وتعاني شركات النقل الجوي الامريكية ازمة حادة منذ هجمات 11 سبتمبر وكانت قد اعلنت شركتان هما يونايتد ايرلاينز وير اس ايرويز العام الماضي افلاسها في ظل الحرب.
وعلى جانب اخر اعلنت منظمة الطيران المدني الدولية ان حركة الطيران المنتظمة نمت بنسبة 2%، في وقت تتواصل فيه معاناة شركات الطيران العالمية نظراً لان حركة الطيران ما زالت اقل بما بين 2 و 3% مقارنة بمستويات عام 2000.
واضافت الوكالة التابعة للامم المتحدة ان بيانات مبدئية اظهرت نمو حركة الركاب بنحو 1% في عام 2002 من حيث المسافة التي يقطعها الراكب بالكيلومترات في حين زادت حركة الشحن بنسبة 4% من حيث الحجم بالطن للكيلو متر الواحد.
وظل عدد الركاب المسافرين في جميع انحاء العالم مستقراً عند 1.6 مليار راكب سنوياً في حين بلغ حجم حركة الشحن 30 مليون طن، وبينما سجلت شركات الطيران في اسيا والشرق الاوسط اكبر معدل نمو، منيت شركات الطيران في اوروبا وامريكا الشمالية بأكبر تراجع.
وافادت الوكالة ان الوضع المالي لصناعة الطيران لا يزال محل شك واضافت يريد كثير من الركاب الحصول على اسعار ارخص مما يؤثر على الايرادات في وقت تواجه فيه شركات الطيران تكلفة اعلى.
وكما اعلنت شركة اميركان ايرلاينز اولى شركات لطيران عالمياً، انها ستخفض رحلاتها الدولية بنسبة 6% خلال ابريل رداً على تراجع حركة الملاحة المتوقع واكدت في بيان لها انه من الواضح ان الجميع يتردد في القيام برحلات دولية في الوقت الراهن. واشار البيان إلى خفض الرحلات الدولية بنسبة 6% يشكل رداً اول على النزاع في الشرق الاوسط مشيراً إلى ان الشركة الامريكية قد تتخذ اجراءات جديدة وفقاً لرد فعل المسافرين على الاحداث.
وقررت اميركان ايرلاينز الغاء عدة رحلات من الولايات المتحدة إلى اوروبا الشهر المقبل خصوصياً إلى لندن وباريس ومن الولايات المتحدة إلى اميركا اللاتينية، خصوصاً بيليز وغواتي مالا وبنما.
واوضحت الشركة انها لا تتوقع حالياً خفض رحلاتها الداخلية بين الولايات المتحدة الامريكية خصوصاً تلك التي خفضت بنسبة 7% مقارنة وتوقع التقرير الخاص بالشركة انه ما اذا خفضت الرحلات المقررة للشهر المقبل سيؤثر في لوظائف والجدير بالذكر ان اميركان ايرلاينز 4400 رحلة يومياً إلى اكثر من 250 مدينة في 41 بلداً.
وعلى صعيد تأثر الرحلات الجوية إلى دول الشرق الاوسط بالوضع العسكري امام بالنسبة اير فرانس فمن الواضح من خلال توضيح المسئول بالشركة انها ستعدل جدول رحلاتها في شهر ابريل المقبل وستعلن برنامجاً جديداً المقبل لكنها ستحتفظ بجميع الرحلات باستثناء رحلاتها إلى تل ا بيب حتى ذلك الحين.
وفي بيان لشركة الخطوط اليونانية الوطنية اليونانية اولمبيك اعلنت تجميد رحلاتها إلى دول الشرق الاوسط، وتخفيض معظم الرحلات إلى عواصم دول اوروبا.
يأتي هذا بعد ايام قليلة من اعلان منافستها يو اس ايرويز عن افلاسها في اول حالة من نوعها في الولايات المتحدة في اعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي الحقت اضراراً جسيمة بصناعة الطيران العالمية.