اعلنت مصادر عسكرية كردية امس الجمعة ان المقاتلين الاكراد حققوا تقدما كبيرا وباتوا على بعد عشرين كيلومترا من كركوك المدينة الاستراتيجية الغنية بالنفط في شمال العراق.
واكد عدد من مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني انهم وصلوا الى بلدة قره انجير بعد تمشيط المنطقة التي زرعت فيها القوات العراقية الغاما مضادة للاشخاص والدبابات قبل الانسحاب من مواقعها.
ويأتي تقدم قوات الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر على جزء من كردستان بعد انسحاب جنود عراقيين من مواقعهم على سلسلة جبلية تشرف على مدينة جمجمال التي تبعد اربعين كلم شرق كركوك اثر غارات جوية اميركية.
وتدفق عشرات من المقاتلين الاكراد (البشمركة) امس الجمعة عبر ما كان يعد جبهة عراقية قائلين ان القوات العراقية تراجعت على ما يبدو في اتجاه محور كركوك النفطي الشمالي.
وقالت طلائع عائدة من مهمة استطلاع ليلية في المرتفعات المشرفة على جمجمال انهم لم يلاقوا معارضة ويعتقدون ان القوات الحكومية العراقية انسحبت.
وجمجمال بلدة صغيرة في منطقة يسيطر عليها اكراد معارضون للرئيس العراقي صدام حسين في شمال العراق. وقصفت طائرات حربية امريكية قمم التلال المشرفة على جمجمال في اخر مرة يوم الاربعاء وتركت القوات العراقية وراءها مدافع مورتر ورشاشات في مواقع حصينة.
وقال مام رستم احد القادة الاكراد ارسلنا نحو 300 من مقاتلي البشمركة الى الجبهة الى الان... عاد العراقيون الى كركوك على ما يبدو. لديهم خطوط دفاعية هناك فيما يسمى بالحزام حول كركوك. ولم يتمكن رستم من تأكيد رواية لمقاتلي البشمركة عن العثور على خمس جثث في موقع قرب خط المواجهة انهار يوم الخميس. وقال الملازم نوزاد انه لم ير اي قوات عراقية اثناء استطلاع ليلي خلف الخطوط.
وتحظى كركوك الغنية بالنفط التي تقع على بعد 35 كيلومترا الى الغرب من جمجمال باهمية استراتيجية كبرى في الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين والذي بدأ قبل تسعة ايام.
والتقدم الذي تحقق في جمجمال هو اول تطور من نوعه على طول خط المواجهة الذي يفصل القوات الحكومية عن المقاتلين الاكراد الذين يقومون بحماية الجيب الشمالي.
وسمح لصحفيين بالتجول بسيارة لمسافة كيلومترين تقريبا عبر خط المواجهة الى المرتفعات المشرفة على جمجمال. وتبع التقدم تزايد في النشاط الامريكي في المنطقة فيما يعتبر بداية لجبهة شمالية جديدة. وهبط مظليون امريكيون في شمال العراق ليلا حيث تضع واشنطن قوة قوامها الف جندي من اللواء 173 المحمول جوا.
وقال مراسلون من رويترز في مدينة السليمانية شمال العراق امس الجمعة انهم شاهدوا ست عربات قتال امريكية تمتليء بجنود يحملون رشاشات ثقلية تتوجه على ما يبدو الى حلبجة حيث تتمركز جماعة من المقاتلين الاسلاميين المتشددين.
والاهمية العسكرية لسقوط الجبهة المقابلة لجمجمال غير واضحة. ولم يرد شيء عن حدوث اشتباكات وتعهد قادة البشمركة بعدم شن هجوم من جانبهم على كركوك والموصل في الشمال الغربي.
وتعارض تركيا ان يشن الاكراد اي هجوم على كركوك والموصل خوفا من ان تؤدي حصة في الثروة النفطية وقدرا اكبر من الحرية في عراق ما بعد صدام الى تشجيع الاقلية الكردية المتململة في تركيا.
ويتطلع الاكراد الى جعل كركوك عاصمة دولتهم الاتحادية المستقبلية بعد الاطاحة بنظام الرئيس صدام حسين. وكان عشرات الاف الاكراد طردوا من المدينة في اطار سياسة التعريب التي امر بها الرئيس صدام حسين. لكن سيطرة الاكراد على مدينة كركوك المبنية على احتياط نفطي كبير يستخرج منه ثلث النفط العراقي تقريبا، ستقلق انقرة التي تخشى ان تزيد الثروات النفطية من رغبة الاكراد في اقامة دولة مستقلة.
ويتقاسم الاتحاد الوطني الكردستاني مع منافسه الحزب الديموقراطي الكردستاني السيطرة على كردستان العراق التي لا تخضع لسلطة نظام بغداد منذ 1991.
وقد سبق حركة المقاتلين الاكراد على خطوط الجبهة عملية انزال لالف مظلي اميركي ووصول فرق القوات الخاصة الاميركية الى كردستان.ويوم الخميس، سيطر المقاتلون الاكراد على اول موقع مهم اخلاه الجيش على الطريق المؤدية الى كركوك. لكن العراق نفى ذلك.