حذر الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي اتهم بالانحياز للموقف الامريكي من أن حرب العراق يمكن أن تتسبب في حدوث أزمة إنسانية وناشد مجلس الامن الدولي إعداد خطط لمواجهة هذه القضية. ويأتي تحذير عنان بعد اجتماع المجلس للاستماع إلى تقرير من كبير المفتشين الدوليين هانز بليكس الذي قدم برنامجا لنزع السلاح أقر بأن أهميته محدودة عمليا في ظل الوضع الراهن. وحضر هذا الاجتماع خمسة وزراء خارجية فقط هم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وروسيا وسوريا وغينيا، في حين مثلت سائر الدول العشر على مستوى مندوبي الدول في الامم المتحدة. وانتقد السفير الامريكي جون نجروبرونتي بعض زملائه في المجلس قائلا انهم لا يلمسون الواقع في العراق بإصرارهم على مواصلة عمليات التفتيش عن الاسلحة. وقال عنان إنه من المتوقع أن تزداد ظروف الحياة في العراق سوءا بعد أن توقف توزيع المعونات الغذائية من قبل المنظمة الدولية وتوقفت برامج إنسانية أخرى تحسبا للحرب. وأضاف أن البنية الاساسية المدمّرة في العراق لا تلبي احتياجات المياه والصحة والتعليم وأن أكثر من مليون طفل يعانون سوء تغذية مزمنا. وأكد أن الولايات المتحدة مسئولة طبقا للقانون الدولي عن رفاهية السكان العراقيين ، وناشد مجلس الأمن الذي يشهد انقسامات في الرأي بين أعضائه الخمسة عشر اتخاذ تدابير لتلبية احتياجات العراق الانسانية. وأضاف عنان أن الامم المتحدة طالبت منذ شهر بمبلغ 5ر123 مليون دولار استعدادا للحرب، ولكن مختلف الحكومات منحت حتى الان 34 مليون دولار. وناشد المندوب الامريكي المجلس أن يركز على المساعدات ، وقال ان واشنطن قامت بتخزين أغذية وأدوية ومواد تموينية أخرى ضرورية للعراقيين. وأضاف أن واشنطن قدمت أكثر من ستين مليون دولار إلى حوالي عشر وكالات ومنظمات تابعة للامم المتحدة لمساعدة العراقيين. واقترح أن يستمر برنامج النفط مقابل الغذاء الذي تشرف عليه الامم المتحدة لتزويد الشعب العراقي بالاغذية والادوية. وستعرض واشنطن على الامم المتحدة قريبا برامج لمساعدة العراقيين. ولكن السفير العراقي محمد الدوري رفض ما أسماه بالكرم الواسع لادارة بوش وذلك في معرض تنديده بالولايات المتحدة وبريطانيا وأسبانيا في حال شنت الحرب على بلاده. وقال الدوري إن الشعب العراقي لا يحتاج إلى ملايين الدولارات من الحكومة الامريكية. وقال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر إن مهمتنا الان هي أن نبذل كل ما في وسعنا لتحاشي كارثة إنسانية. وقال نظيره دومينيك دي فيلبان ان مجلس الامن يجب أن يتوصل إلى حل جماعي رغم الانقسامات داخله للمساعدة في تعمير العراق بعد الحرب. وحذرت بعض التقارير الاعلامية من أن أعداد النازحين العراقيين في حالة اندلاع حرب جديدة في منطقة الخليج قد تصل إلى حوالي ثلاثة ملايين شخص. وكان قرابة مليون شخص قد أصبحوا لاجئين نتيجة حرب الخليج الثانية في مطلع عام 1991.