عزيزي رئيس التحرير
قرات ما كتب في هذه الصحيفة .. وغيرها من الصحف ما يسطر عن العوانس وأسباب عنوستهن والحلول لتلكم الظاهرة المنتشرة.
مكثت مدة من الزمن أقلب الصحف اليومية والمجلات الشهرية قارئا ما تعرضه عن العوانس والحق انني وجدت أسبابا موحدة في هذه الظاهرة , ولقد اطلعت على حلول ونتائج قابعة في ميزان الاجتهاد فحسب , وبعدما صرت مطلعا بكثرة على هذه الظاهرة .. حاولت أن اجمع نتيجة بحثي مضمنا إياه حلولا آمل أن تلقى النجاح وتتوج بالفلاح .. وبعد فأني أقول:
العنوسة ظاهرة وجدت في عصرنا ونحتسبها ظاهرة ليست محلية فحسب بل أقليمية , أسمتها الدول (ظاهرة) كيف لا والفتيات قابعات في بيوتهن . ولقد شاء الله سبحانه وتعالى للفتاة السعودية ان تكون عانسا مما يدفعنا الى مزيد من بث الأمل والتفاؤل لأن هذا الأمر ليس بيدي أو بيد الفتاة او بيد ولي أمرها فالأمر حينئذ مقدر ومنتهى فلماذا الحزن , وما شان الجزع وعلام التضجر والتأفف .. ومع هذا فإننا لا يمكن ان نقول ان هذا قدر ونجلس مكتوفي الأيدي كيف لا و(وقد جعل الله لكل شيء سببا) ومن اهم الاسباب التي أدت الى عنوسة الفتاة عضل الأب ابنته عن النكاح جاعلا نفسه موقع التشدق والوكيل .. يريد خاطبا شروطا لا نحسبها إلا تعجيزية والفتاة لا حول لها ولا قوة .. إذ كيف تجرؤ على محادثة والدها .. والتوضيح له أنها مستعدة للتنازل عن أشياء كثيرة طالما أن القضية إحصان لها ولبعلها فيا للعجب أين هؤلاء من قوله عليه السلام (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) إن القضية ليست مباهاة وليست قضية مرابحة ومزايدة بل القضية هي الستر فحسب فمن منا لا يرضى لنفسه الستر , وحينها لا يمكن ان نلقي اللائمة على الأب فحسب بل ان الفتاة أيضا لها نصيب الاسد في ذلك فما ان يتقدم لها خاطب حتى ترفع راية الحرب معلنة أنها لن تقبل به زوجا حين تنتهي من دراستها ومضيفة الى ذلك خروجه عن بيت أهله . وأن يكون ذا مرتب عال ومنزلة رفيعة في عمله واخشى في يوم من الايام أن يأتي من خمسة الشروط واللغة الانجليزية زيادة ومبالغة في التنطع ولا حول ولا قوة الا بالله أيتها الفتاة . ان الشاب الذي عنده نية الزواج للزواج لن ينتظرك أنت وشروطك التعجيزية .. فيا ترى ما الذي أفاده ذاكم التعجيز على غيرك من الاخوات.. انظريهن ان شئت قابعات خلف اسوار البيوت ينتظرن فارس الأحلام ولو قدم على أتان اعرج لا على حصان أبيض , ومع هذا نلقي اللائمة أيضا على شبابنا هداهم الله فالشاب في زماننا هذا قد اولع بفتيات الفضائيات وهام بأوصافهن الخادعة حبا فشبابنا اليوم يريد فتاة سحرية يريدها نحيلة القد , خضراء العين , شقراء الشعر , وما رأي نفسه قبل أن يشترط وأنا هنا لا اتهكم بخلق الله تعالى بل أعيب تلكم الشروط التي ما انزل الله بها من سلطان فحسبنا من المرأة دينها , وما عرف عرفا بجمالها وصفائها , وكما أنني اوجه أصابع الاتهام مرة أخرى الى الثلة من الشباب لماذا نراهم يولون مدبرين من ديارهم الى ديار غيرهم ليتزوج أجنبيه، ان مثل هذا الصنف لا يفكر بالعواقب ولا يرى أبعد من طرف انفه فيا ترى لو طلقت المرأة زوجها فما مصير الابناء حينها , وهل انتهت فتياتنا حتى نذهب لغيرهم ان الجميع يطالب بسعودة الوظائف ونسوا أو تناسوا سعودة الزواج ؟ كيف لا والمواصفات عالية ان أردت في الأخلاق فمثلا لا حرج وان أردت بالجمال ففتياتنا ملكات الجمال وان أردت الدين فأكثر الله من أمثلهن وانا لا اتكلم عن الشاذ والنادر بل أتكلم عن الكثير والعموم , خلاصة هذا أن الاسباب في العنوسة مشتركة من الجميع سواء من الفتاة او من ولي أمرها او الشاب ولا يمكن ان نشير بأصابع الاتهام الى أشخاص دون غيرهم بل القضية متكافئة من جمع الاطراف , ولعلي هنا ارسم حلولا وعلاجات في هذه القضية فنحن دائما ما نعلق حلولا متواضعة وننسى العلاجات المعنوية الرافعة للهمم والمحفزة للمعنويات فيا فتاة الاسلام اين انت من التوكل ألم تقرئي قول الله عز وجل (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) ومن التقوى ـ أقرئي قول الله تعالى ( ومن يتق الله يحعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يتحسب ..) أين أنت من الصبر (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ) كيف لا نصبر والله جل وعلا يقول ( ان مع العسر يسرا ) يا فتاة الاسلام أين أنت من الدعاء ألم تسمعي قوله تعالى (ادعوني استجب لكم) هل دعوت الله تعالى ذات يوم ان يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على الخير والطاعة .. إذا كان الجواب ـ بلا ـ فبادري إذن وإن كان بنعم فلا تستعجلي الإجابة وارتجي ساعة الظفر.ورسالتي اليك أيها الأب الوقور .. لماذا عضلت ابنتك اتحب ان تدعو عليك.. أتحب ان تهجرك .. ان طمعك بمالها الذي تتقاضاه جراء عملها لن يفيدك يوم تغرغر روحك وتزهق نفسك .. انج بجلدك .. زوج ابنتك كي تنجح فلا تندم حينما لا ينفع الندم .. واليك أيتها الفتاة ارسل أزكى عبارات الدعاء بأن يمن عليك بالزواج العاجل والفرج القريب فتشبثي بالدعاء وقولي وداعا للذنوب .. قفي بباب الله تعالى وتضرعي فستجدي الفرج القريب إنشاء الله ـ أهمس عليك ـ أخيتي ـ ألا تتشددي في مطالبك فعمرك كالوقت الثمين ان لم تبادري وتقضيه بالفائدة ولى عنك وتركك ـ أخيتي ـ لا تيأسي من ورح الله بثي في نفسك روح الأمل ..وانتصري على شيطانك .وطبقي ما قلته وانا موقن بإذن الله تعالى بالفرج .. انتظري لقرع بابكم .. وانتظري رنين هاتفكم .. ليكون بعدهما السعادة والسرور إنشاء الله . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ,, والله من وراء القصد.
سليمان بن فهد المطلق
بريدة