مفردات لغة الحرب المحتملة على العراق طغت على قمة ترسييرا الثلاثية, فاذا اعتبر يوم أمس الفرصة الاخيرة امام مجلس الأمن لنزع أسلحة العراق سلما فيما اطلق عليها بوش (لحظة الحقيقة) فذلك يعني بوضوح ان طبول الحرب سوف تقرع خلال ايام معدودات, بل ان القمة اخذت تركز على أوضاع العراق بعد الحرب وكأنها بدأت في العد التنازلي لاندلاع ألسنتها, فالمحاولة الاخيرة للدبلوماسية انقضت واضحى الامر خطيرا للغاية وماعاد هناك متسع من الوقت للحديث عن مبادرات جديدة بل لم يبق هناك متسع من الوقت لادلة قد يقدمها العراق للمفتشين الدوليين حول اسلحة الدمار الشامل فمفردات لغة القمة توحي بأن باب المساعي الدبلوماسية قد أغلق, وأن باب التعاون مع المفتشين الدوليين أغلق هو الآخر ولم تبق الا مفردة الحرب خيارا اخيرا لابديل عنه لنزع اسلحة العراق المحظورة بالقوة وفي خضم سلسلة من التصريحات التي اطلقها اكثر من مسئول عن قرب موعد الحرب, وبعيدا عن لغة التشاؤم فان السبيل الأمثل لاحتواء ازمة العراق هو العمل على بسط نفوذ الشرعية الدولية واستبعاد لغة القوة ذلك ان احترام تلك الشرعية يعني فيما يعنيه استمرارية الرسالة الحيوية الكبرى التي تضطلع بها المنظومة الدولية منذ ان وضعت الحرب الكونية الثانية أوزارها حفظا للأمن والسلم الدوليين ونزع فتائل التوتر في كافة بؤرها فالحرب المحتملة على العراق سوف توسع الخلافات الحالية المحتدمة بين الدول الكبار في مجلس الامن وهذا التوسع من شأنه أن يلحق افدح الاضرار بمصداقية الامم المتحدة كما ان الجنوح الى اختيار الحرب ضد العراق سوف يؤجج كراهية شعوب العالم التي بدأت في الظهور للولايات المتحدة وقد يؤدي على الآماد القصيرة والطويلة الى نشوء بؤر جديدة من بؤر الارهاب في عديد من دول الشرق والغرب وتلك مشكلة كأداء سوف تواجه الولايات المتحدة وتقض مضاجعها في هذه الفترة العصيبة التي تقود فيها حملة عالمية كبرى لاحتواء تلك الظاهرة وتقليم أظافر رموزها.