حينما يتحدث الشيخ احمد آل مبارك.. تحلق معه الى حيث عبق الذكريات والادب والتاريخ في سماء ابداعية تلمع بنجوم الفكر والسياسة والثقافة واذا كنا على مسافة ساعات قلية من تكريمه يصبح اللقاء معه اشبه بساعات الفجر عندما ترتسم على محيا السماء فرحة بامتطاء الفارس لجواده الاصيل.. ليقطف اجمل ثمرات العمر في ارض الثقافة والتراث.. ومرتع الوفاء والكرم بـ (الجنادرية).
تحدث الشيخ عن مشاعره التي تختلج في صدره قبل تكريمه من ولاة الامر وخطواته الواثقة والقادمة في فضاءات الثقافة والادب.. ومرئياته الفنية. واجاب عن اسئلة (اليوم الثقافي) حول هذه الامور.
@ كيف تثمنون تكريمكم ومنحكم وسام الملك عبدالعزيز من يد صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز في امسية الثقافة بالجنادرية؟
ـ هذه مكرمة ملكية كريمة لها كل التجله والاحترام وهذا يدل على انهم وكما عودونا لهم لفتات كريمة تجاه افراد شعبهم، فلم يغفلوا او تشغلهم مسئولياتهم الجسيمة عن تقدير من يرونه في محل التكريم.. وهو ما يشعرنا بالفرح ويحفز ابناء الوطن على العطاء لما يشعرون من رعاية كريمة.
@ كيف علمتهم بنبأ التكريم؟ وما المشاعر التي حملتها تلك اللحظات؟
ـ اخبرني بعض اعضاء اللجنة بان هناك اتجاه لتكريمي ثم وجه الي الاستاذ العزيز التويجري خطابا قبل شهرين يؤكد خبر تكريمي وموعده واحسست في تلك اللحظة بمشاعر عميقة اختلجت في صدري بالغبطة والسرور.
@ يعد تكريمكم باعلى وسام في المملكة نظير رحلتكم الطويلة التي طرزتها انجازات عديدة للوطن. هل وصلتم الى آخر محطات (رحلة الالم والامل)؟
ـ رحلة الالم والامل رحلة لم تنته بعد مادمت حيا والحياة مركبة من امل يسبق تحقيق الانسان لامنية من امنياته والالم لابد منه عندما يعجز الانسان عن تحقيق هذه الامنية او تلك والباري عز وجل يقول في كتابه الكريم (ولقد خلقنا الانسان في كبد).
@ وانتم على بعد ساعات من التكريم.. من تفتقدون في هذه المنافسة لكم؟
ـ هذا السؤال يشعرني بالاسى وكنت اتمنى لو كان والدي واخواني ابراهيم وعبدالرحمن حاضرين يشاركوني الفرحة.. اما مازالت افتقدهم في كل المناسبات لكنها سنة الله في خلقه.
@ من تتمنون حضورهم مراسم التكريم؟
ـ اتمنى وجود كافة الرفاق والاصدقاء وكل ذي قربى وهم كثيرون، ومن هؤلاء الاصدقاء القدماء مثل عبدالله محمد الرومي ومحمد عبدالعزيز العلمي ورفاق الدراسة في الاحساء ومصر الشقيقة ممن لم اتواصل معهم كثيرا بسبب البعد والظروف الصحية التي تمنعني من زيارتهم بشكل دائم.
@ هل لكم ان تطلعونا على ابرز مشاريعكم الثقافية بعد التكريم؟
ـ حقيقة نحن نفكر في تطوير (الاحدية) من خلال طباعة امسيات المسجلة على شرائط (الكاسيت) واتاحتها للجميع ليتواصلوا مع نشاطاتنا اينما كانوا وهذا يحتاج الى جهود اسأل الله ان يعينني عليها.
@ هل وجدت هذه الفكرة ترحيبا من رواد (الاحدية).؟
ـ هذه الفكرة لم نعرضها بعد على رواد الاحدية ونرحب نرهب بمن يتعاون معنا في نشر ما تم طرحه وله ان يضع اسمه عليها.
@ وماذا عن نشاطكم الثقافي في مجال التأليف بعد صدور كتابكم الاخير (رحلة الالم والالم)؟
ـ انا على وشك الانتهاء من كتاب يصدر قريبا بعنوان (سوانح الفكر) يدون مجموع من الخواطر والآراء ووجهة نظر في كثير من مسائل الحياة المختلفة اضافة الى كتاب بعنوان (عبقرية الملك عبدالعزيز) ما يزال في طور المراجعة.
@ طالب العديد من الادباء والمثقفين من امثال الاستاذ خليل الفزيع والدكتور بسيم عبدالعظيم والاستاذ عبدالله الشباط وغيرهم بانشاء ناد ادبي يجمع شتات الامسيات (الاحسائية) كيف ترون هذه الفكرة؟
ـ انشاء نادي ادبي في الاحساء اسوة ببقية المدن الرئيسية بالمملكة اعتبره (يوم عيد) واعتقد ان الجميع متفقون على ذلك وسيقبل عليه كافة المهتمين بالادب والثقافة في الاحساء وكثرة الامسيات في الاحساء ظاهرة صحية في ظل عدم وجود النادي وهي ايضا دلالة على نجاح الفكرة اذا دخلت حيز التنفيذ.
@ بمناسبة النادي الادبي كيف تقيمون تجربتكم في النادي الادبي بجدة ونظيره في المنطقة الشرقية وانتم احد دعائم الناديين؟
ـ تركت النادي الادبي في جدة عام 1405 بعد انتقال وزارة الخارجية الى الرياض وكنت احد الناشطين فيه من خلال القاء المحاضرات والمداخلات في المناقشات العامة وانا مازلت اتابع ما يجري في نادي جدة عبر ما تكتب الصحف لصعوبة ذهابي الى هناك.
ولاشك في ان النادي الادبي بجدة الاقدم في المملكة لذلك تعتبر انجازاته كبيرة وطبع من الكتب اكثر من كافة النوادي الاخرى بالمملكة مع هذا فان النادي الادبي بالمنطقة الشرقية قدم خدمات جيدة للمثقفين والادباء رغم حداثة عهده والمستقبل امامه وانا دوري فيه اشرافي اكثر من كوني مشاركا في محاضراته.
@ هل تعتقدون ان جيل العمالقة ولى بغير رجعة؟
ـ لا الامل موجود في ان يعي الشباب دورهم في خدمة الامة ويقبلوا على العلم ويتركوا العبث وتضييع الوقت الثمين فيما لايجدي.
@ كانت لاسرالاحساء يد طولى في العلم والادب ماذا بقي من اسهاماتهم الثقافية؟
ـ للاسف، كبار المثقفين والادباء والعلماء رحمهم الله في الاحساء لم يعتنوا بالتأليف المدون وكانوا يقتصرون على الشفوي وعلى الرغم من كثرة العلماء في اسرة ال مبارك على سبيل المثال وشهرة بعض الاسماء الى يومنا الحاضر الا ان ماوصلنا منهم هو ماتم تأليفه في وقت متأخر مثل كتب الشيخ عبدالعزيز بن احمد المبارك المتوفي سنة 1360هـ والشيخ محمد ابراهيم آل مبارك عام 1404هـ.
@ وهل ما تزال تلك الاسر اراض ثقافية خصبة؟
ـ نعم مازالت اسر الاحساء التي قدمت العلماء ارضية خصبة للثقافة والامسيات الثقافية شاهد على ذلك وهناك افراد من تلك الاسر يدرسون الصغار العلوم والآداب في مجالسهم وان كانت المدارس الحديثة بدأت تأخذ مكان المدارس المنزلية الخاصة.