افادت تقارير صحفية وإعلامية في لندن أمس ان تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا سيزيد من جهوده المحمومة في الأيام القادمة لمحاولة إقناع أعضاء حزبه بان الحرب ضد العراق والمشاركة البريطانية في الحرب ضد الرئيس العراقي صدام حسين قد تكون ضرورية. وأوضحت صحيفة صنداى تليجراف ان تيسا جاويل وزير الثقافة والسكرتير الإسكتلندي هيلين ليديل كانا من بين أعضاء البرلمان الذين طلبوا من بلير أن يعمل للتصدي للتهديد المتنامي والجماعي من قبل ناشطي حزب العمال الحاكم غير المقتنعين بضرورة نشوب حرب ضد العراق. وقالت هيلين جاكسون عضوة البرلمان عن حزب العمال لراديو لندن (ان الحكومة البريطانية تحتاج لعمل أكثر وضوحا وأنها مصممة تماما أن تعمل من خلال إطار الأمم المتحدة. وان مهاجمة العراق دون قرار دولي من الأمم المتحدة ستحدث ضررا والكثير من التعاسة فى داخل الحزب) وفى غضون ذلك أوضح استطلاع للرأي أجرى لحساب شبكة (أي. تي .في) التلفزيونية ونشر امس ان 53 في المائة من البريطانيين سوف يؤيدون هجوما تقره الامم المتحدة على العراق ولكن 13 في المائة فقط يؤيدون هجوما تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا وحدهما0 كما اوضح الاستطلاع ان 58 بالمائة من البريطانيين يرون ان الرئيس العراقى صدام حسين لا يشكل تهديدا كافيا لتبرير حرب ضد نظامه0 ويأتي الاستطلاع بعد يوم واحد من تصريح كلير شورت وزيرة التنمية الدولية البريطانية بانه يجب على بريطانيا الا تنضم الى الولايات المتحدة فى حرب من جانب واحد على العراق وان تكبح جماح واشنطن. وتبحر بعد غد الخميس حاملة الطائرات ارك رويال من بورتسموث فى جنوب إنجلترا تتبعها في الأيام المقبلة حوالي 15 سفينة تقل نحو ثلاثة الاف من جنود البحرية البريطانية0 وذكرت صحيفة التايمز ان حكومة بلير ستعلن في الأيام المقبلة تشكيلة القوات البرية للمساهمة البريطانية في الاستعدادات العسكرية الأمريكية فى الخليج. وقالت ان بريطانيا يمكن ان ترسل عشرين الف جندي من سلاح البر ومئات من دبابات شالنجر2. وأضافت ان حجم المساهمة البريطانية سيبلغ بعد وصول المجموعة البحرية البريطانية والتعزيزات المقررة لسلاح الجو / طائرات حربية من طراز جاغوار وتورنيدو اكثر من 38 الف رجل فى القطاعات العسكرية الثلاثة الجوية والبرية والبحرية 0 ومن جانبها اعتبرت صحيفة اندبندنت ان توقيت الإعلان عن الاستعدادات الجديدة للحرب جاء لمواجهة التذمر المتزايد بين حلفاء الولايات المتحدة وفشل مفتشي الأسلحة الدوليين في الكشف عن أدلة دامغة ضد الرئيس العراقي صدام حسين مما يجعل احتمالات القيام بعمل عسكري مبكر تتراجع.