DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

م. علي السواط

م. علي السواط

م. علي السواط
أخبار متعلقة
 
قبل حوالي شهرين حضرت في مقر الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس بمدينة الرياض الاجتماع التحضيري الاول للجان الفنية المنبثقة عن اللجنة الاستشارية لكود البناء السعودي، وقد تطوعت كغيري من الزملاء المهندسين (الممارسين والاكاديميين) للمشاركة في هذه اللجان بجهودنا وخبراتنا المتواضعة لان مشروع كودنا البناء السعودي يعد مشروعا وطنيا كبيرا وهام وستنعكس فوائده وثماره المرتقبة على الجماعت والافراد بدون استثناء، عندما بدأ الاجتماع فوجئت بان المهندسين المتطوعين للعمل في اللجان الفنية لهذا المشروع الوطني الكبير يعدون على اصابع اليدين فقط، لقد كان العدد الاجمالي للمهندسين المتطوعين في لجنتي اللوائح المعمارية واللوائح الادارية والقانونية العامة لا يتجاوز خمسة وعشرين مهندسا في مختلف المجالات الهندسية، ونتيجة لهذا الاقبال الضعيف لم يخف المهندس علي الزيد رئيس اللجنة الاستشارية لكود البناء السعودي استغرابه من تدني مستوى المشاركة التطوعية من قبل المهندسين السعوديين، في بداية الامر توقعت ان هناك قصورا ما من قبل اللجنة الاستشارية للكود بحيث انها لم تتواصل مع مختلف القطاعات والجهات الصناعية والحكومية والاكاديمية على الوجه المطلوب، الا ان المهندس الزيد اوضح بانه تم توجيه (بضع مئات) من الخطابات على جميع الجهات ذات العلاقة في مختلف مناطق المملكة وطلب منها ان تحث مهندسيها المشاركة في هذا المشروع الهام، وهنا فقط ادركت ان المشكلة لم تكن في الاتصال بقدر ما كانت في شخصية المهندس السعودي الذي اصبح فريسة سهلة للاحباط، ربما يكون من غير الانصاف ان نلوم المهندس على عدم مشاركته في تلك اللجان واسباب ذلك كثيرة، فالمهندس السعودي يعيش مرحلة صعبة من الاحباط الوظيفي ويشعر بعدم التقدير والاهتمام، وفي هذه الحالة سيقابل ذلك لعدم الاهتمام ايضا سواء في العمل الذي يؤديه او حتى في المشاريع الوطنية التي يتطلب مشاركته فيها، الحقيقة ان هذا الامر اثار فضولي فطرحت سؤالا على احد الزملاء المهندسين عن مدى تقبله لفكرة المشاركة التطوعية في مشروع وطني هام ولكننا لسنا ملزمين بالمشاركة فيه لاننا نحن المهندسين لا نحصل على كثير من حقوقنا المشروعة المتعلقة برواتبنا وحوافزنا وترقياتنا وتأهيلنا وتدريبنا، فكيف نتحدث عما يتوجب علينا القيام به دون ان نتطرق لما يتوجب القيام به من اجلنا. لقد كانت رؤية هذا الزميل واضحة مع انها ليست مبررا كافيا للعزوف عن المشاركة التطوعية في بعض الاعمال الوطنية، فهو يرى بان حالة التهميش والاحباط التي يعيشها المهندس السعودي قد قتلت فيه اشياء كثيرة نتمنى ان لا يكون شعور المواطنة واحدا منها. انا اعتقد بان غياب المرجعية التنظيمية والمهنية الموحدة للمهندسين السعوديين تعد احد الاسباب الهامة في عدم تقبلهم للعمل التطوعي، فالجمعية المهنية تعتبر بمثابة البيت والاسرة والحاضنة للمهندس السعودي وتستطيع ان تعيد له ثقته بنفسه وتسعى لاستكمال حقوقه المنقوصة وتقوم في نفس الوقت بتوعيته بقيمة مشاركته التطوعية والواجبات المترتبة عليه تجاه المجتمع والوطن، وهذا الدور الهام ننتظره من الهيئة السعودية للمهندسين التي تم اقرار نظامها مؤخرا.