اعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن مفتشي الامم المتحدة عثروا الخميس الماضي في منزل العالم العراقي فالح حسن حمزة على ثلاثة الاف صفحة من الوثائق التي اهملتها السلطات العراقية وتتحدث عن تكنولوجيا لتخصيب اليورانيوم وكيفية صنع القنبلة النووية.
وفي مقابلة مع شبكة سي.ان.ان الأمريكية برفقة كبير المفتشين الدوليين هانس بليكس في لارنكا (قبرص) تساءل البرادعي عن الاسباب التي ادت بالعراق ان يهمل التحدث عن هذه الوثائق التي تعود على حد قوله للثمانينات.
وقال: حصلنا على نحو ثلاثة الاف صفحة من وثائق اصلية باللغة العربية ونحن في صدد ترجمتها حاليا.
يبدو انها تتحدث عن تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم وتخصيب الليزر التي تستخدم في صنع قنبلة نووية، كنا نعلم ان هذه التكنولوجيا موجودة في العراق منذ نهاية الثمانينات ولكن لم نتوصل الى الوثائق الاصلية حتى الان وهذا بالذات ما كنا نريد ان نلح عليه: يجب ان يبدي العراق تعاونا اكثر ومن المفترض ان لا نعثر بأنفسنا على هذه الوثائق.
وقال هانس بليكس من جهته أنه لا يجب ان تكون هناك اماكن محمية والمنازل الخاصة لا يجب ان تبقى خارج نطاق عمليات التفتيش معتبرا ان هذه القضية تدل على انه اذا وجدنا وثائق في منازل خاصة فهذا يعني انه من الضروري ان نفتشها واذا توقف المفتشون عن ذلك فقد يكون ذلك مؤشرا سيئا.
لكن العالم العراقي فالح حسن حمزة (55 عاما)، مدير مصنع الرازي التابع لهيئة التصنيع العسكري العراقية، بما وصفه اساليب المافيا التي يتبعها المفتشون الدوليون لنزع اسلحة العراق، مؤكدا انه رفض عرضا قدموه له بمغادرة العراق ومساومة أجرتها معه مفتشة أمريكية في الفريق خلال عملية تفتيش صاخبة جرت الخميس الماضي.
ونفى حمزة نفيا قاطعا وجود اي علاقة بين الوثائق التي عثر عليها مفتشو الامم المتحدة في منزله والبرنامج النووي العراقي القديم ودعا البرادعي لمواجهته في كل كلمة وردت في الوثائق لاثبات أنه ليس هناك شيء جديد يخفيه العراق.
واوضح ان المفتشة استغلت غياب الموظف العراقي الذي كان يرافقها للحظات لتعرض عليه مغادرة البلاد عن طريق الادعاء بمرافقة زوجته المريضة الى الخارج للمعالجة، فأجابها: لا شكرا.
والعالم العراقي حمزة الذي يحمل شهادة من جامعة ادنبرة في بريطانيا عمل في وكالة الطاقة الذرية العراقية حتى عام 1994. واكد ان الوثائق التي عثر عليها المفتشون لديه هي في جزء كبير منها اعمال نشرها او اطروحات اشرف عليها. وقال اني على استعداد لمناقشة هذه الوثائق مع المفتشين واحدة واحدة. واضاف: للاسف لقد ادلى السيد البرادعي بتصريحات متعجلة قبل العودة الى الوثائق القديمة.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) عن مصدر في وزارة الخارجية العراقية قوله ان الدبلوماسي الروسي يولي فورونتسوف منسق الامم المتحدة المكلف بمتابعة ملف المفقودين الكويتيين والممتلكات المفقودة وصل امس السبت الى العراق في اول زيارة له منذ تعيينه.
واثر لقاء مع وزير الخارجية العراقي ناجي صبري صرح فورونتسوف بأنه تطرق مع الوزير العراقي بالخصوص الى مصير الطيار الأمريكي مايكل سبيشر المفقود منذ ان اسقطت طائرته فوق العراق سنة 1991.
وقال فورونسوف للصحافيين بما ان سبيشر فقد خلال العمليات فان حالته يمكن ادراجها في اطار هذه المفاوضات وقد كنا بصدد مناقشة هذه المسألة مع الوزير. وجرت أمس السبت تظاهرات في أنحاء شتى من العالم ضد الحرب الأمريكية المرتقبة ضد العراق.
فقد احتشد حوالي 15 متظاهرا في دمشق و8 آلاف في بيروت وخمسمائة في عمان وثلاثمائة في القاهرة ومائة في الرباط وأمس الأول كانت هناك ثلاثة آلاف في البحرين.
وفي طوكيو تظاهر اربعة آلاف ودعيت حوالي عشر مدن يابانية اخرى للمشاركة في مسيرات وحفلات موسيقية وحلقات مناقشة، وفق ما افاد المنظمون في لجنة وورلد بيس ناو التي تضم جمعيات سلمية. وفي باكستان، تظاهر الآلاف في روالبندي ولاهور وكراتشي. والمئات في موسكو وعدة مئات من الآلاف في أنحاء من الولايات المتحدة وفي باريس وفيينا ولندن واسكتلندا وايرلندا وألمانيا واسبانيا والسويد.