يحتاج أي دوري في العالم إلى النجوم لكي تتميز مبارياته ولا يستغني أي تنافس كروي عن المواهب والتي تلعب الدور البارز والقوي في ارتفاع المستويات وتحقيق الإنجازات وإحراز أكبر قدر من الانتصارات وكلما كان الاختيار دقيقاً لهذه النجوم كانت المحصلة النهائية أكثر إيجابية. اشتهر من الماضي البعيد الدوري الإنجليزي بسخونته وعراقة الفرق فيه مثل ليفربول- ما نشستر- الأرسنال.. وبعد كأس العالم 1978م في الأرجنتين عمدت الأندية الأنجليزية إلى استقطاب أفضل نجوم البطولة من أمثال أرديليس من الأرجنتين الذي احترف في توتنتهام اللندني وحقق العديد من الإنجازات لفريقه بالإضافة إلى السماح للاعبي الدول البريطانية في الاشتراك في مباريات الدوري الإنجليزي دون قيود ولا تحديد عدد معين وهذا العامل أضاف الكثير من القوة إلى مباريات هذا الدوري نظراً لتعود النجوم القادمين من تلك الدول فبرزوا بشكل كبير اللاعب الإيرلندي وايت هايد مع مانشستر وتألق الأسكتلندي سونس وزميله الآخر داقليش مع ليفربول وغيرهم وبعد إحراز إيطالياً كأس العالم 1982م في أسبانيا اتجهت الأندية الإيطالية وبشكل كبير إلى استقطاب معظم نجوم العالم إلى أنديتها ومن أهم وأقوى الدول فاحترف البرازيليون زيكو في أودينزي وسقراط في فيدريتنا وفالكو في روما وجونيو في تورينو وسيريزو في سبروريا والنجم الفرنسي بلاتيني والنجم البولندي بونيك في يوفنتوس والنجوم الأرجنتينية مثل مرادونا في نابولي وباسريلا في فيورنتينا والألماني رومنيقة في الانتر وبريقل الألماني في فيرونا واحترف الثلاثي المرعب الهولندي باستنى وريكارد وخوليت في الميلان حتى أصبح الدوري الإيطالي خلال العقدين الماضيين أقوى دوري في العالم ولحق به الدوري الأسباني باستقطاب مجموعة من العناصر القوية البرازيلية من أمثال روماريو وببيتو ورونالدو ورفالدو وكارلوس.. والعناصر الهولندية من أمثال كليفريت- مارس- كوكو- زندن- مكاي.. ونجوم الكرة الفرنسية من أمثال زيدان وفيقو ونجوم الأرجنتين من أمثال لوبين وكريسبو قبل انتقالهم إلى إيطاليا وكذلك نهج الألمان في دوريهم والفرنسيون نفس النهج. نحن في الملاعب السعودية وبعد أكثر من 20 سنة من التجارب في مجال استقطاب اللاعبين الأجانب ألا نحتاج إلى اخضاع تلك التجارب إلى دراسة معينة لاستخلاص بعض الإيجابيات واستكشاف السلبيات فنحتاج إلى الدقة في الاختيار حتى لا تخسر الأندية من تلك الصفقات ومعرفة ماذا تحتاج الأندية وكيف تستفيد من الأجانب؟ وهل أثر وجود هذه العناصر على بروز الوجوة الشابة؟ وماذا قدمت تلك العناصر من إنجازات لأنديتها؟ ومن الضروري الاستفادة من تجارب الآخرين في شراء وبيع النجوم فلماذا مثلاً لا يعامل اللاعب الخليجي كلاعب محلي من أجل الاستفادة من بعض المواهب الخليجية البارزة. إن نتائج هذه الدراسة سوف تعود بالفائدة على الدوري السعودي وذلك من أجل جعل هذا الدوري من أقوى وأجمل المباريات في الوطن العربي.
@@ ناجي حسين الزاهر- العوامية