اعتبر وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد ان الخيار الدبلوماسي ووقت الحلول السلمية انتهى تماما بالنسبة للعراق لأنه يشكل أكبر خطر و تهديـد على أمريكا وحلفائهـا وعلى النقيض اعتبر ان الحل السلمي لايزال ممكنا بالنسبة لكوريا الشمالية .. وقال رامسفلد امام محاربين سابقين في واشنطن ان العراق وكوريا الشمالية كلاهما نظام ديكتاتوري قمعي وهما يطرحان تهديدات لكن وضع العراق فريد لانه اظهر انه يبحث عن الوسائل اللازمة لضرب الولايات المتحدة وحلفائها باسلحة دمار شامل.
وتهدد ادارة بوش بشن حرب في العراق اذا رفض الرئيس العراقي صدام حسين نزع اسلحته بالكامل لكنها تقول انه يمكن نزع فتيل الازمة مع كوريا الشمالية التي تطور علنا برنامجا نوويا عسكريا، عبر التفاوض.
واكد رامسفلد انه في حالة العراق، نحن نقترب الى نهاية الطريق لان كل الخيارات استنفدت.. واضاف في المقابل فان الوضع لا ينطبق على كوريا الشمالية.
نحن نواصل النهج الدبلوماسي مع الابقاء على قدرات عسكرية كبرى في الشرق الاقصى.
ورأى فيما يتعلق بالعراق ان قرار الحرب او السلم لن يتخذ في واشنطن ولا في الامم المتحدة في نيويورك، بل في بغداد، معتبرا أن المشروع طرح تساؤلات حول التمييز الذي تقوم به واشنطن بين الازمتين. وقال "لماذا تهدد الولايات المتحدة العراق بالتحرك العسكري في حين تواصل الدبلوماسية مع كوريا الشمالية.
واجاب الرد هو ان كلا من الحالتين مختلفة عن الاخرى. فالعراق وكوريا الشمالية كلاهما نظام ديكتاتوري قمعي وهما يطرحان تهديدات. لكن العراق فريد. فلم يتمكن اي ديكتاتور على قيد الحياة من المزج بطريقة قاتلة الى هذا الحد بين القدرة والعزم على الاعتداء على جيرانه والسعي لحيازة اسلحة دمار واستخدام اسلحة كيميائية ضد شعبه وجيرانه ودعم الارهاب.
وتابع بالطبع، كوريا الشمالية تشكل تهديدا، لكنه تهديد مختلف. تهديد يمكن في الوقت الحاضر على الاقل معالجته عن طريق الدبلوماسية وبصورة مختلفة.
واكد ان المشكلة مع كوريا الشمالية هي قبل اي شيء مشكلة انتشار الصواريخ البالستية، وأن الاسلحة البيولوجية التي يملكها كل من العراق وكوريا الشمالية اكثر قدرة على القتل من القنبلة النووية وتشكل خطرا داهما اكثر.
من ناحية اخري ، اعلن ناطق باسم الفيلق الثالث في سلاح البر الامريكي في فورت هود (تكساس) انه سيتم نشر 37 الف عسكري امريكي في منطقة الخليج.
ولم يوضح البنتاغون ما اذا كان هذا الانتشار تقرر حديثا او انه يندرج في اطار اوامر الانتشار التي سبق ان وقعها وزير الدفاع دونالد رامسفلد بهدف ارسال تعزيزات الى المنطقة تحسبا لاحتمال شن حرب على العراق.
وكان رامسفلد وقع قرابة رأس السنة اوامر بنشر 62 الف جندي ما سيرفع الى اكثر من 150 الفا عدد الجنود الاميركيين في منطقة الخليج والدول المجاورة بحلول منتصف فبراير.. واعلن الناطق باسم فورت هود سيسيل غرين ان موعد نشر اولئك الرجال ومعداتهم لم يحدد.
ويشمل الامر كتيبة المشاة الرابعة المؤللة وخصوصا اربعة الاف رجل من وحدة المناورة التي تتخذ من فورت كارلسون (كولورادو، غرب) مقرا لها.
وقال غرين ان العدد الذي سينشر في منطقة الخليج من هذه الوحدات سيضم 37 الف رجل بما يشمل وحدات الدعم. واوضح الناطق انه في اطار امر الانتشار السابق غادر 700 عسكري فورت هود منذ 11 يناير.
ويعتبر سلاح البر الامريكي كتيبة المشاة الرابعة بانها الاكثر فتكا في العالم والاهم انتشارا بين الوحدات الثقيلة في العالم باعتبار انها مستعدة لشن عمليات قتالية في كل الاتجاهات.
وتملك هذه الوحدة امكانات جوية وتستخدم اجهزة المعلوماتية في كل تحركاتها.
ومن ناحيته ، اعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون الاثنين ان لندن ستنشر 26 الف جندي في الخليج بينهم الوحدات الخاصة المعروفة باسم جرذان الصحراء و120 دبابة ثقيلة تشالنجر استعدادا للحرب المحتملة في العراق.
وبين الفرق العسكرية البريطانية التي اعلن الوزير هون امام مجلس العموم انتشارها، اللواء المدرع السابع (ومقره في المانيا) ولواء الهجوم المجوقل السادس عشر واللواء اللوجستي ال102.
واوضح الوزير انه سيتم ارسال 150 عربة مدرعة وارير لنقل الجنود و 32 قاذفة اي.اس-90 الى الخليج اضافة الى 120 دبابة تشالنجر التابعة للواء السابع.
واشار هون الى ان هذه المعدات تتناسب مع تلك التي تستخدمها القوات الامريكية في المنطقة.
وجنود اللواء السابع المدرع هم خلفاء قوات الفرقة المدرعة السابعة بقيادة الماريشال برنارد مونتغوميري الذي الحق عام 1942، هزيمة قاسية للجيش الالماني بقيادة الماريشال ارفين رومل في العلمين في الصحراء الليبية.
وكان رئيس الوزراء في تلك الحقبة ونستون تشرتشل قال "قبل العلمين، لم ننتصر مرة واحدة، وبعد العلمين، لم نهزم مرة واحدة".
ويمثل الجنود ال26 الفا الذين سينتشرون في الخليح قرابة ربع قوات المشاة البريطانية (114800 بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية).
واشار هون الى ان قرار استخدام القوة لم يتخذ بعد وان مثل هذا القرار ليس وشيكا وليس محتما.
والمتحدث باسم المحافظين المكلف الدفاع، برنارد جينكان، اعرب عن دعم حزبه غير المشروط للحكومة العمالية في هذه المسالة.
وسبق ان غادر مئات من مشاة البحرية بريطانيا على متن سفن البحرية الملكية بينها حاملة الطائرات ارك روايال وحاملة المروحيات اوشين.