تأتي الندوة التي رعاها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وتنظمها وزارة المعارف حاليا تحت عنوان (ماذا يريد المجتمع من التربويين وماذا يريد التربويون من المجتمع) في ظل متطلبات ملحة فرضتها ظروف المرحلة وواقع مراجعة ذاتية لمتطلبات العملية التربوية والتعليمية في المملكة للحاق بركب التقدم العلمي والتطور العالمي الذي يفرضه سوق العمل وعصر العولمة في اطار الشريعة السمحاء والتقاليد الراسخة.
التقت (اليوم) بعدد من تربويات الساحل الشرقي واستطلعت آراءهن حول الندوة.. ونقلت مطالبهن وآمالهن التي يتطلعن إليها نحو مستقبل أكثر إشراقا..
النظرة الإيجابية
@ وفي البداية تقول فوزية بنت عبدالله المهيزعي ـ مديرة مكتب الاشراف التربوي بمحافظة الخبر ـ تعتبر وزارة المعارف مؤسسة مهمة تدعم وتسعى من اجل تحقيق النهضة التنموية الشاملة لهذا جاءت هذه الندوة من منطلق ان الاداء التربوي يسير نحو الافضل, وان كانت تلبيته حاجات المجتمع مرتبطة بالوعي العام بهذه الحاجات المتغيرة, كذلك بغرض النجاح الذي يهيئ لتطوير وتفعيل الاداء التربوي, وهنا يجب على المجتمع ان تكون نظرته الايجابية والبذل لا ان يطلب من المؤسسات التربوية تحقيق الأهداف دون مد يد العون او المساعدة لتحقيق ذلك.. لان الامل النهائي يكمن في رؤية طالباتنا ذوات شخصيات ايجابية وفاعلة قادرة على شق طريقها بنجاح.
صباح الصالح: رؤية متبادلة
@ مديرة مكتب الإشراف التربوي بمحافظة القطيف صباح بنت أحمد الصالح تلخص مايريده التربويون من المجتمع في:
1. تذليل العقبات في وجه التقدم الشامل.
2. تقديم الدعم فكريا وماديا ومعنويا.
3. توفير فرص الدراسة لكل طامح أو طامحة.
4. وأخيرا توسيع نطاق فرص التوظيف للتربويين.
اما ما يريده المجتمع من التربويين فهو إحياء تاريخ الامة ومنجزاتها وإعداد الدراسات والبحوث التي تتصل بالمجتمع ومشكلاته وقضاياه ومشاركة المجتمع في تحقيق تقدمه ونموه الفكري والاقتصادي واكتشاف الموهوبين وتبنيهم ثم التعاون مع الاعلام في نشر الأفكار التربوية والتوعوية والتطلعات المستقبلية, كذلك نشر وسائل التعريف المتصلة بميادين التخصص المتنوعة بما يدعم المواطنة والقدرة على المشاركة في التنمية.
وتوجز رؤيتها المستقبلية في ان يواكب التعليم كل التطورات الجارية على الا تتعارض مع قيمنا وأسس شريعتنا الاسلامية, تعديل المناهج تبعا لاحتياجات المجتمع المتجددة, كذلك التركيز على الجانب النوعي والإنتاجي بدلا من الجانب الكمي اضافة لتطوير اهداف التعليم ووسائله وأساليب تدريسه.
الحنو: فرصة حقيقية
@ وتتفق معها مديرة مكتب الاشراف التربوي بمحافظة رأس تنورة عائشة بنت حمد الحنو وتضيف ان تحقيق أساليب التعليم يتيح للمعلمة فرصا حقيقية للابتكار والبحث والتجديد في عملها للعناية بالتطورات الحديثة في مجال التخصص بالمهارات التدريسية الخاصة باختيار التقنية التعليمية الحديثة ووسائلها المعاصرة واستخدامها في التدريس وأن توفير هذه الوسائل في جميع المدارس لمواكبة المتغيرات مع الحفاظ على الهوية الاسلامية مع فتح قنوات اتصال بالمجتمع المدرسي.
هدى الدعيج: هذا المطلوب
@ اما مديرة مكتب الاشراف التربوي بمحافظة بقيق هدى بنت مطلق الدعيج فتدعو الى توفير عدة امور لتطوير الاداء العلمي, منها اختيار المعلم الكفء من الناحية العقلية والنفسية ليكون قدوة حسنة واعداد برنامج تدريبي للمعلم قبل مباشرته العمل فعلا مع متابعة قدراته وخضوعه لاختبارات ومقاييس عديدة لاثبات الكفاءة, كذلك توفير البيئة المدرسية المناسبة في المدارس اضافة لتوفير عدد من المرشدين في كل مدرسة يتابعون فعليا الوضع النفسي والسلوكي للطلاب مع التركيز على تطوير المناهج لتصبح مناسبة للمهارات المطلوبة من الطالب وإكسابه مهارات الثقة بالنفس.
وتضيف: ان نظام التعليم الحالي لا يلبي احتياجات العمل خاصة فيما يتعلق بالمرأة, فكل الخريجات يتجهن للتدريس, ولتحقيق التنويع لابد من ايجاد مراكز تدريب ومعاهد لتوجيه هذه الطاقات نحو خدمة سوق العمل الفعلي.
منيرة العلي: تكوين جمعية
@ اما مديرة مكتب الاشراف التربوي بمحافظة النعيرية منيرة بنت حمدان العلي فتقول: ان مايريده المجتمع من التربويين يتلخص في حسن المنطق والمظهر والانضباط واتزان الشخصية والمساهمة الفاعلة في اصلاح نظام التعليم وفيما يتعلق بما يريده التربويون من المجتمع فان أهمه تكوين جمعية من اولياء الامور لدعم المؤسسات التربوية معنويا وماديا وضرورة وجود الوقف الخيري الذي يعود ريعه على العملية التربوية وتقديم مزايا للموهوبين والمتميزين ودعم المجتمع للبرامج التدريبية بالمؤسسات التربوية.
المغلوث: توظيف النظم
@ وترى رئيسة شعبة تقنيات التعليم بادارة تعليم البنات بالمنطقة الشرقية فايزة بنت عبدالعزيز المغلوث: اننا نحتاج الى مايسمى توظيف اسلوب النظم system approach في تقنيات التعليم اولا, مما يعني عدم الاستخدام العشوائي او المرتجل او غير المنظم للاجهزة او المواد العلمية إذ إن واقع التعليم المطور فرض ضرورة الأخذ بالتقنية الحديثة, لان اتجاه التربية الحديثة الى تنشئة الفرد واعداده مهنيا لم يقتصر على أهداف الدرس او الموضوع بل توسع لاعداد الفرد ليكون مواطنا صالحا.. من هنا يجب ان تتضافر الجهود التربوية لتكون مناهجنا في كل المراحل التعليمية مترابطة ومتتابعة لتخدم كل مرحلة المرحلة التي تليها وبالتالي تعزز الاهداف المطلوبة.
مديرات المدارس
@ وعن مقترحاتهن لايجاد تكامل بين المدرسة والبيت وكيفية اشتراك المجتمع في القرارات التي تتخذها المدرسة وتقييمهن تفاعل البيئة الاجتماعية مع الاهداف التعليمية والتربوية والمطلوب من القطاع الاهلي كانت آراء بعض مديرات المدارس كالتالي:
@ فوزية بنت عبدالعزيز الصانع (مديرة الثانوية السابعة بالدمام): على التربويين ان يحققوا حلم المجتمع في ان يكون قويا بثقافته وعلمه وتمسكه بهويته الاسلامية والعربية ومواكبة العصر بمتغيراته المختلفة وعلى المجتمع ان يكون داعما ومهيئا لكل الظروف المناسبة معنويا وماديا.
@ فتحية بنت عبدالله الفوزان (مديرة ابتدائية الامير فيصل بن فهد بالدمام): على التربويين ان يسعوا لتحقيق الاهداف الدنيوية المرحلية القريبة كالاخلاق وتطهير النفس وسمو الروح والامانة والتآخي والعدالة وغيرها من اهداف اسرية او اجتماعية او شخصية او عالمية, كذلك وضع فلسفة واضحة ذات أصالة وثبات بعيدا عن الاهواء والانحراف والشطط الفكري وعلى المجتمع ان يتسع افقه وألا يتبع نظرية واحدة ويحبس نفسه في قوالب جامدة بل يطبق تربية اسلامية تبدأ بالفرد وتنتهي بالانسانية جمعاء.
@ فاطمة بنت سيف الدوسري (مديرة الابتدائية 33 بالدمام): يطلب المجتمع التركيز ودراسة ارتقاء سلوك الفرد وتقوية الوازع الديني والاهتمام بالعلم والتربية, كذلك حماية افراد المجتمع من المستجدات التي تؤثر على نهضته وتقدمه, اما التربويون فيطلبون تقدير جهودهم ووضع الخطط التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع وانشاء المراكز بشكل اكثر فعالية.
@ فاطمة بنت حمد خليفة العمر (مديرة متوسطة القاعدة بالظهران): دعت لضرورة ايجاد قنوات اتصال اكثر فعالية بين المدرسة والمنزل من خلال التواصل المشترك بينهما والتعريف المتبادل باهمية دور كل منهما وطالبت القطاع الاهلي بالتعاون مع المؤسسة التعليمية بالدعم والمشورة والمساهمة في الندوات والحملات التوعوية والدورات والبرامج التدريبية والمعارض وكافة الانشطة التربوية.
@ ابتسام بنت عبداللطيف الدوسري (مديرة ثانوية الربيعية): فتضيف: لمزيد من التكامل بين البيت والمدرسة فانها تركز علىالامانة من جهة المدرسة في اعطاء صورة كاملة وواضحة للبيت عن الطالبة بغض النظر عن اي اعتبار, كذلك الامانة من جهة البيت باعطاء صورة كاملة عن الظروف النفسية والاجتماعية والبيئية مع المتابعة المستمرة من قبل اولياء الامور عن طريق الزيارة المباشرة او الاتصال الهاتفي او مفكرة الواجبات.. ودعت لمشاركة المجتمع في القرارات المدرسية من خلال وسائل الاعلام المختلفة واللوحات الارشادية والاكثار من الموضوعات المنهجية التي تبرز دور المعلم وأهميته مع عدم التشهير بالمعلم عند اي خطأ.
@ فتحية الصحن (مديرة الثانوية الرابعة بالقطيف): تقترح لتنمية التفاعل ضرورة بث الوعي التعليمي والتربوي بين اولياء الامور اعترافا بدورهم في دفع عجلة التطوير وطرح استبانات دورية عن كيفية تخطي صعوبة تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية مع رفع آراء اولياء الامور الى الجهات المختصة كذلك عقد اجتماعات دورية بينهم ومسئولي التعليم.
وعن كيفية اشتراك المجتمع في قرارات المدرسة تشترط التخطيط السليم واكتشاف المشكلات مبكرا وحلها قبل ان تتفاقم مع اشتراك المجتمع والمدرسة في وضع الحوافز للطلبة.
@ حنان بنت سلطان العسكر (مديرة الابتدائية الثالثة بالخويلدية): هناك فجوة واسعة بين البيت والمدرسة لذا لابد ان تكون العلاقة بينهما متلازمة لأن التكامل من ابجديات البيئة الصحيحة للعملية التربوية والتعليمية, واعترفت بأن بعض الاسر لاتدرك جهود المدارس, مقترحة دعوة اولياء الامور للاجتماعات الدورية واصدار نشرات توجيهية للآباء وتشجيعهم على المبادرة بالتفاعل مع المدارس مع عمل لقاءات ودية بين اولياء امور الطلاب والطالبات الراسبين والمدرسة بعيدا عن الطابع الرسمي لمناقشة أسباب الضعف والرسوم.
ودعت لتحويل المنافسة بين القطاعين العام والخاص من الاعتماد على التكلفة المادية فقط الى نوع من الخدمات التعليمية التي يحتاجها التعليم العام من بحوث ودراسات وخبرات.
عزيزة بنت عبدالله الخفرة (مديرة المتوسطة السادسة بالجبيل): ان أصعب ما يواجهه التربويون هو عدم فهم المجتمع للعلاقة بين المنزل والمدرسة واعتقاده ان التربوي هو المعلم والمربي في آن واحد غير مدركين مدى المسموح به من حدود التربية ودور المعلم الا ان يربي بل ان يساعد في التربية وفي حدود تهذيب سلوكيات الطالب بما يوافق متطلبات المدرسة.
التربية هي دور المجتمع والتعليم دور التربوي لذا فنحن نريد من المجتمع المساعدة في التعليم وهذه هي المعادلة المشتركة التي يجب الحرص عليها.
@ طرفة بنت صالح العريفي (مديرة المتوسطة الثانية بالجبيل): تلخص العلاقة بين التربية والمجتمع في 4 مذاهب فلسفية:
1. المذهب المثالي: الذي ينظر الى التربية على انها كيان قائم بذاته.
2. المذهب الارادي: ويرى أنه يمكن للتربية ان تغير العالم مهما كانت بنية المجتمع.
3. المذهب الحتمي: ويرى ان نمط التربية ومستقبلها خاضعان لعوامل البيئة والمجتمع.
4. المذهب التشاؤمي: ويعتقد ان التربية هي اصل كل الفساد المتفشي في العالم.
وتحدد مايريده المجتمع من التربويين في عناصر التكييف الاجتماعي وتنمية الابتكار والاختراع وتحقيق الحراك الاجتماعي وامداد الفرد بالمهارات اللازمة لاداء مختلف الوظائف.. اما مايريده التربويون من عدم ارتباط المدرسة بحاجات المجتمع وتطلعاته كذلك عملية انتقاء الطلاب التي ألقت بالكثير منهم خارج السور المدرسي.
وعن ابرز عناصر التطوير فترى انها تتلخص في تعديل البنية التربوية لفتح اوسع مجال امام المتعلمين وتحوير التربية لتكون عملية مستمرة وتوعية الطلاب بحقوقهم والقضاء على النظم التربوية القائمة على السلطة وابدالها بنظم الحوار والرأي, والتركيز على المعرفة الذاتية وتجريد العمل التربوي من الطابع التسلقي واعطاء منح للفئات المحرومة وتقوية نظم التوجيه والارشاد والتوسع في التعليم اللاحق لمرحلة الالزام واعطاء المدارس حرية الحركة واللامركزية وتغيير دور المعلم من الدور السلطوي الى المعلم الموجه والمرشد مع التركيز على التكنولوجيا الحديثة.
@ فوزية بنت سعد البوعينين (مديرة الابتدائية السابعة بصفوى): لتفعيل الدور التربوي والتعليمي مع المجتمع لابد من وجود صندوق اقتراحات للمواطن ينقل برحابة صدر ما يدور في الأذهان كنوع من المشاركة الاجتماعية كما ان المواجهة وتبادل الرأي عناصر مهمة ايضا.
@ سارة الصعيب (مديرة الثانوية الثالثة بصفوى): تضيف ان اعلى مستويات المشاركة الاسرية ان ينتمي احد افرادها للمجلس المدرسي وتشجيع مساهمات الطلاب في الانشطة التي تتعلق بالمجتمع من اعمال خيرية ومساعدة الآخرين والاعمال التطوعية الاخرى كحماية البيئة.
وترى ان التعليم استثمار تربوي ذو عائد بطرق شتى لذا تكون مشاركة القطاعات الاهلية مهمة من خلال مساندة ميزانيات المدارس ومساعدتها بالاجهزة التقنية المتطورة.
@ وضحى بنت محمد الدوسري (مديرة الثانوية الاولى ببقيق): تركز على القدوة المدرسية الصالحة التي تؤثر في الطالبات بشكل مباشر للمساعدة في حل المشاكل بطريقة تربوية وأفضلها استخدام اللغة التي يجيدون فهمها والتعرف على خصائصهم عن قرب.. وهذا يقضي على الكثير من التناقض بين الاهداف التربوية وما تتلقاه الطالبة في البيت.
@ موضي بنت حمود الركيبي (مديرة الابتدائية الرابعة بالنعيرية): تقسم فئات تفاعل البيئة الاجتماعية مع الاهداف التربوية والتعليمية, فئة تقوم بدورها الايجابي وتجتهد لتحقيق هذه الاهداف, وفئة ترى ان دورها هو توفير الدروس الخصوصية, وفئة ترى ان دورها يقتصر على توفير حاجياتهن الاساسية فقط وفئة لا تعرف اصلا ما الاهداف التربوية وفئة تقوم بتشجيع بناتها وتنمية التنافس فيهن.
@ مصبوبة بنت سالم الرحباني (مديرة ثانوية النعيرية): تضع معادلة من نوع متميز: تفاعل بيئي + تعليم ذو مستوى عال فرد متعلم ومتطور يستطيع ان يتعايش مع بيئته ويحافظ على موروثاته وتاريخه الاسلامي والحضاري.
@ سارة بالحارث (مديرة متوسطة التحفيظ بالنعيرية): ترى انه لايوجد اي تفاعل بين البيئة الاجتماعية والاهداف التربوية, بل انها ترى ان هذا التفاعل هدام في أغلب المبادئ التي تحاول المدرسة غرسها وتنميتها.
وتدلل على ذلك بأنه اذا طلبت المدرسة متابعةحفظ القرآن توفر الأسرة وسائل اللهو وغيرها مما يضيق به المجال.
اقتراحات المشرفات
وعن رؤيتهن لمستقبل العمل التربوي ومقترحاتهن لتحسين البيئة التعليمية ماديا ومعنويا وهل تقدم المؤسسات التربوية تعلميا يفي بحاجة المجتمع كانت آراء بعض المشرفات على النحو التالي:
@ شعاع الفويرس (مكتب الاشراف التربوي بالقطيف): ترى ان ماتقدمه المؤسسات التربوية لايفي بحاجة المجتمع, لذا تقترح التوسع في إيجاد بيئة تعليمية تتوافر فيها شروط تلائم سيكولوجية كل مرحلة وفتح قنوات تأهيلية تتناسب مع طبيعة المرأة مما يساعد على توجيه مسار مشاركتها, وضرورة تأهيل جميع الخريجات تربويا وثقافيا قبل ممارسة العمل الفعلي وتقديم دروس عمل سريعة لتطوير اداء الموظفات.
@ خزنة المطيري (مكتب الاشراف التربوي بالنعيرية): تقول انها اكثر تفاؤلا ولا ينقص فقط سوى ان يقوم التربويون بدورهم في مجال تربية النشء وتقترح مساعدة اصحاب الافكار التربوية الناجحة ماديا كي ترى نتائج ابحاثهم النور, كذلك تطوير المناهج بما يواكب عصر الانفتاح والتطوير التقني وتعديل اتجاهات الطلاب والمجتمع نحو التخصص التقي والعناية باعداد وتطوير المعلم وتدريبه.
@ سامية بنت عبدالله آل مسعود (مكتب الاشراف التربوي بالقطيف): تحدد مايريده المجتمع من التربويين في الوعي بحقيقة دورهم وتحمل مسئوليتهم في ذلك, أما التربويون فيريدون مجتمعا يكون اداة موصلة الى تثبيت المفاهيم الاسلامية ويعترف بكينونتهم فيه وينظر اليهم باحترام وتقدير كذلك ان يركز المجتمع على وسائل التعليم الفاعلة ويعين على التربية بأيسر الاساليب.
@ نادية سعيد العبدالجبار (مشرفة طلابية بالثانوية الثانية بالقطيف): تركز على ايجاد البيئة الصالحة اولا والاهتمام بالبيئة التعليمية بتزويدها بالجديد والمطور دائما من اجهزة ومناهج ووسائل تعليمية.
@ جميلة بنت عائض القحطاني (مكتب الاشراف التربوي بالقطيف): تؤكد ان المؤسسات التربوية لم تخاطب المعلم على اساس الفروق الفردية لذلك تبقى برامج اعداد المعلم وتدريبه خاصية نمطية تقليدية وهذا يؤكد الحاجة الى اعداد القادة التربويين المبدعين في ظل التسارع المعرفي والتقني المتزايد.
وتضيف: إن هذا لن يحدث مالم تتمتع المؤسسات التربوية بقدر كبير من حرية الابتكار والابداع والبحث في الميدان التربوي وتطبيق النتائج الجديدة والجيدة, اضافة الى تبادل الخبرات فيما بينها عن طريق الورش والدورات والمؤتمرات.
@ سعاد بنت أمان الدوسري (مكتب الاشراف التربوي بالنعيرية): تدعو لاستخدام اساليب جدية في دراسة واقع العمل التربوي للكشف عن بعض القضايا, كذلك التقويم المستمر في ضوء أطر نظرية ومنهج علمي.
@ عائشة المنصوري (مكتب الاشراف التربوي بالخبر): تقترح وضع خطط مساندة لاسس العمل التربوي وتدريب منفذي هذه الخطط تدريبا إلزاميا ومجانيا خلال ساعات العمل، وتعيين موظفات مؤهلات خاصة في الارشاد الطلابي للمرحلة الابتدائية ومعلمة حاسب لجميع المراحل، اضافة لتوفير مبان مدرسية مجهزة وملائمة والاستغناء عن جميع المباني المستأجرة.
آراء المعلمات
وعن نظرة المجتمع للعمل المدرسي؟ ومقترحاتهن لبناء شخصية الطالبة عقائديا وفكريا وكيفية تفاعل البيئة الاجتماعية مع الاهداف التعليمية والتربوية؟ قالت بعض المعلمات:
@ نورة المحاسني (متوسطة التحفيظ بالنعيرية): نظرة المجتمع للعمل المدرسي تنقسم الى نظرة ايجابية تقدس العمل التربوي وتسعى لاستمراره، وأخرى سلبية تراها مكلفة ماديا وعدم وجود روح التعاون.
@ سندس العيسى (الثانوية الثالثة بالخبر): لبناء شخصية الطالبة، تقترح اعطاء الطالبة فرصة التعبير عن فكرها ورأيها دون تخطي الثوابت، وتعزيز الثقة بالنفس وغرس المبادئ الاسلامية وتطوير المناهج الدراسية القائمة على البحث والاطلاع والاهتمام بالشكل التربوي الفعال بالمكتبة المدرسية ثم التشجيع على العمل التطوعي المناسب لشخصية الطالبة.
@ جليلة علوي آل درويش (ثانوية الربيعية): تؤكد التضارب في نظرة المجتمع للعمل المدرسي والنسائي منه بالذات، فئة ترى انه المجال الوحيد المتاح للمرأة وفئة ترى انه من أنبل الاعمال.
وتنتقد عدم وجود تفاعل بين البيئة الاجتماعية والمدرسة، ولتحقيق ذلك تركز على مشاركة اكبر شريحة من المجتمع لخدمة الهدف التربوي.
@ مليحة ابو السعود (الابتدائية الثانية بالخويلدية): تركز على اهمية العلاقات العامة في ايجاد التفهم والتقدير لمشكلات المدارس، وعن طريقها يمكن تدعيم الاتصال بالبيئة الاجتماعية التي هي في اشد الحاجة لفهم التربية وتدعيمها.
@ وفاء الغريافي (الثانوية الرابعة بالقطيف): تدعو لإيقاظ حس الشعور بالمسئولية وتنمية روح التضحية والايمان بفكر الجماعة، كذلك أهمية الاعتراف بأن الخطأ امر طارئ وليس صفة ذاتية أكيدة.
ماذا تقول الطالبات؟
وعن ملاحظاتهن على طبيعة العمل التربوي ومقترحاتهن لتطوير هذا الاداء التقينا ببعض الطالبات وكانت آراؤهن كالتالي :
@ ندى علي آل الثبيت (طالبة بالثانوية العاشرة بالدمام): تؤكد ان الوقوف على الواقع لا يعني اولا توجيه الاتهام نحو فئة بعينها، لان المصلحة الوطنية تقتضي نوعا من مراجعة الذات والنقد الذاتي وصولا للتعرف على القصور ومن ثم معالجته.
طبيعة العمل التربوي مليئة بالعناصر المتشابكة والتي تكمل بعضها بعضا رغم التداخل الشديد بينها.. المنهج الدراسي قيمة منهجية وعلمية تحتاج لمسايرة العصر الحديث معرفيا وتكنولوجيا، المعلمة وأهمية التدريب على العمل التربوي والتعليمي لتتلاءم واقعيا مع مستلزمات المرحلة، الطالبة وقدرتها على الاكتساب المعلوماتي المفيد الذي يربي طريقة تفكيرها وأسلوبها المنظم.. ثم مثلث عناصر التربية المنزل/ الاسرة / المجتمع.. وعلى كل ضلع تقع مسئولية كبرى.
المراجعة الدقيقة لكل هؤلاء توضح مناطق الخلل التي لا استطيع حصرها ولعل الندوة التي تقيمها وزارة المعارف تبين لنا ذلك وتضع العلاج، وهذا هو الامل كي نستطيع ان نقول اننا فعلا نحاول مواكبة العصر دون ما نراه حاليا من جلد للذات ونقد للمجتمع واركان العملية التربوية والتعليمية.
@ تهاني ثنيان الشمري (طالبة ثانوية بالنعيرية) : تقول ان طبيعة العمل التربوي جيدة رغم انه يميل كثيرا نحو التكرار واسلوب التلقين، كما أنه احيانا يلغي الحوار فلا يساهم في تشكيل شخصية الطالبة المستقلة بسبب الخوف من العقاب او لعدم القدرة على التعبير.. اضافة الى انه يهمش المواهب والملكات المبدعة. وتقترح الاهتمام بتدريب المعلمات في التدريس الحواري خاصة بالمرحلة الابتدائية وتنمية النقاش وضرورة تغيير المناهج كل 4 او 5 سنوات على الاكثر، والاهتمام بالمواهب الخاصة.
@ سهام فرحان العنزي (طالبة متوسط بالنعيرية): تتفق مع ما سبق وتضيف ضرورة قيام لجنة خاصة لجعل مهنة التدريس لا تقتصر على كتابة المعلومات بل فهمها وتوظيفها في مجالات الحياة المختلفة واضافة وسائل تعليمية مبتكرة وجديدة.
@ ندى اليمني (طالبة بالثانوية الثانية بالخبر): تلفت الانظار الى مفارقة لغوية هامة، المناهج باللغة العربية الفصحى، بينما إلقاء المعلمة باللهجة العامية، كذلك عدم وجود علاقة أسرية بين المعلمة والطالبة وانقطاع همزة الوصل بين الاسرة والمدرسة، لذا تقترح مراجعة المناهج علميا بتبسيط المادة العلمية ولغويا بتقريبها من اللهجة العامية او العكس.
@ خديجة عبدالرزاق الماء (طالبة بالثانوية الاولى بالربيعية): تبرز نقطة اختلاف النظام التعليمي المدرسي عن النظام التعليمي الاكاديمي في الجامعات تماما, مما يشعر الطالب بأن نتيجة تحصيله العلمي لا تفيده عند الالتحاق بالجامعة.
@ نهاد أحمد عسيري طالبة بالثانوية الثانية بالجبيل : تقول ان المربي لا يستطيع القيام بواجبه نحو مجتمعه ووطنه بمفرده فلا بد من التعاون بين جميع المربين.. فالمجتمع قد يقع احيانا أسير خطأ ازدواجية التربية بين البيت والمدرسة، نتيجة للتصادم بين آراء المربين (الوالدين والمعلمين) مما يولد زعزعة في نفوس الناشئة نفسيا وعقليا ويكونون غير قادرين على اتخاذ القرارات والتخطيط.