ترى هل هناك ما هو أجمل من الذكريات الحلوة والمناسبات الجميلة التي حينما نتذكرها تحيى في دواخلنا أشياء وأشياء وربما يكون من الصعب علينا احتواؤها أو السيطرة عليها أو التحكم فيها ؟
وهل هناك أجمل من أن نجد الوقت الكافي لمعايشتها والغوص في أعماقها وتذكر كل لحظة فيها وكأنك تعيشها الآن وتستمتع بها ؟
بل هل هناك أجمل من أن تظل مشغولاً أو مهموماً وإذا بمن يذكرك بتلك اللحظات الحلوة والأشخاص المميزين في حياتك ويقول لك أتذكرهم ؟ أتذكر الاسم بالذات ؟ وذاك الموقف بالتحديد ؟ وتلك المناسبة دون غيرها ؟ وامام تلك التساؤلات ذات المغزى تخنقك العبرة رغماً عنك وتصمت لحظات لتسترجع خلالها أروع اللحظات التي عشتها في حياتك وأجمل المواقف التي مرت عليك ولكن بشيء من الأسى والحزن الداخلي وكأنك أمام شريط سينمائي يعرض لك تلك الأيام الحلوة والذكريات التي لا تنسى تلك الأشياء الجميلة التي طالما تمنيت أن تظل فيها وتحياها كما هي بكل دقائقها وتفاصيلها حتى تلك اللحظات قد تقول لي ولكن ليس كل الذكريات كما هي بالصورة الحلوة التي تصفها فكثير منها فيه الألم والتحسر وكثير منها لا ينبغي أن تفكر فيه لأنه يفتح بداخلنا جراحا قديمة كنا قد نسيناها أو حاولنا تناسيها أو كنا نعتقد نسيناها وأنا اتفق معك فيما قلته وفيما تؤمن به. ولكننا أحيانا ولظروف لا نعلمها ولأسباب خارجه عن ارادتنا تحتاج حتى لتلك اللحظات والذكريات مهما كان فيها من ألم ومهما ولدت بداخلنا مرارة خاصة تلك الأمور المتعلقة بالتجارب العاطفية الخارجة عن نطاق سيطرتنا وتحكمنا .
فنحن أحيانا بحاجة للحظات صمت حزينة، بحاجة لأن نبكي بيننا وبين أنفسنا، لأن هذا يشعرنا بأننا مازلنا نحب رغم كل شيء ولأن هذا يشعرنا بأننا مازلنا قريبين مما نحب ومازلنا باقين على العهد والود مهما مرت السنون صحيح أن كلا منا سوف يذهب لحاله أحيانا أو سوف يجد نصيبه في مكان آخر أو مع شخص آخر ولكن هذا لا يعني أن ننسى بسهولة تلك الذكريات الحلوة التي كانت من أمتع لحظات حياتنا .
أننا نتذكر ونسترجع تلك الذكريات الحلوة لكي نعرف قدر من نحب ومكانته لدينا بصورة أكثر مما كنا نعرف، ونحن نحتاج لمثل هذه المعرفة لكي نتذكره بالخير وندعو له بالخير والسعادة والصحة والعافية أينما كان ومع من كان. فهل هذا قليل ؟
وحتى حينما يأتي من يذكرنا بتلك اللحظات والذكريات ويلاحظ علينا بعض التغيرات والحزن ويشعر بالذنب كونه كدر علينا مثل تلك الأحاديث أو الأخبار، فإننا لابد أن نفرح لانه أعطانا سعادة من نوع آخر لا يعلمها جعلنا نستعيد اشياء كنا بحاجة إليها، ولكننا لم نعرف كيف نسترجعها وكيف نتعامل معها. جعلنا نعرف حقائق حلوة عمن نحب وما نحب لم نكن نعرفها من قبل فهل هذا شيء بسيط ؟ وكثير من الناس اليوم عادة ما ينظرون للشخص الذي يعيش الذكريات على أنه انسان حالم أو خيالي أو مثالي أكثر من اللازم ويتناسون أن هذه الذكريات الحلوة الني نعيشها هي الدلال نفسه الذي نحن بحاجة ماسة إليه. هي الدلال الآخر الذي نبحث عنه بأسلوبنا الخاص. نعم فنحن أحيانا بحاجة لأن ندلل أنفسنا. ولكن الدلال المقصور هنا ليس فقط بشراء ما نحب وتوفير كل ما نحب كي نراه أمامنا وبجانبنا كلما احتجنا إليه، بل باستحضار تلك الذكريات الجميلة حينما نحن إليها واستشعارها بكل ما فيها وإذا اتفقنا سلفاً على أن الدلال هو مؤشر من مؤشرات الحب وطريقة من طرق التعبير عن حب غيرنا لنا، فهل يعني هذا أنني أن لم أجد من يدللني ان أحرم نفسي وأن أنغلق على نفسي واستبعد من مخيلتي حتى مجرد استرجاع الذكريات الحلوة ومعايشتها ؟ أمر صعب جداً على الانسان أن يجد نفسه محروماً حتى من أبسط حقوقه فقط لمجرد أنه يريد أن ينسى أو لمجرد أن غيره يريد ذلك !
أن الذكريات التي نحاول أن ننساها أو نتهرب منها أو نقلل من شأنها هي نحن بكل طفولتنا وبراءتنا وهي أحبتنا أغلى الناس لدينا وأقربهم إلى نفوسنا وألصقهم بنا .
الذكريات هي الأشياء والأشخاص التي لا تستطيع أن ننساها فهل تستطيع أن تنسى نفسك أو حتى أن تتظاهر بذلك ؟ حاول أن شئت أما أنا فلا أستطيع لان نفسي ليست وحدها. فهل فهمت ما أقصده وما أرمي إليه ؟ أرجو ذلك .
همسة
أو تعتقد
أنها لو كانت ذكريات غيرك
ولم تكن ذكرياتك أنت
كنت قد اهتممت بها ؟
وألتفت إليها ؟
وحرصت عليها ؟
أو حتى فكرت مجرد تفكير
في استرجاعها ؟
@ @ @ @
ولو كانت ذكريات عادية
كأي ذكريات أخرى
فهل كنت أتوقف عندها
بهذا الشكل ؟
وأتأملها بهذه الصورة
وأعيشها بكل ذرة فيها ؟
@ @ @ @
إنها ذكرياتك أنت
هي من جعلني
أعاملها معاملة خاصة
وهي من جعلني
أميزها عن غيرها
وهي من جعلني
أعتبرها حالة خاصة
@ @ @ @
إنها ذكرياتك أنت
هي من جعلني وأنا أسترجعها
تخنقني العبرة !
وتجبرني رغما عني
ورغم كل من حولي
عن أن أسمح لتلك الدموع الغالية
التي في مآقي
أن تسيل من عيني بغزارة
وأنا لا أملك حينها
سوى أن ألوذ بالصمت
دون البوح بكلمة واحدة
واستمتع بكل حرقة
للحظات الصدق الصافية
التي عشتها معك
وأجواء الحب الرائعة
التي لم أجدها سوى معك
@ @ @ @
إنها ذكرياتي السعيدة معك
هي من أجبرتني وتجبرني
الآن .. وغداً
وهي من شجعني وتشجعني
الآن .. وفي كل لحظة
على استرجاعها
والتوقف عندها
ومعايشة أجوائها
التي لا أدري أتعيشها أنت مثلي ؟
أم أنها ولت
ولم يبق منها
سوى أطلال قديمة
لا تعنى لك شيئا
سوى انها شاهد عيان
على تاريخ حب قد مضى
أو قصة حب انتهت فصولها
وتفرق أبطالها ؟
@ @ @ @
نعم انها ذكرياتي الجميلة معك
هي ما سوف تجعلني
وبإذن الله
على أن أحتفظ بها
بكل نقاوتها
وأصونها بكل ما أستطيع
وأزورها من حين لآخر
لأثبت لها
أنها وان كانت ذكريات
وإن كانت بقايا ذكريات
فهي بداخلي أكبر من ذلك بكثير !
أكبر من تخيل أو تصوير !
@ @ @ @
ولم لا تكون تلك الذكريات
التي تعنيك أنت
شيئا جميلاً في حياتي ؟
طالما أشعرتني حينما أكون معها
وبشيء من الدلال
الذي أفتقده ؟
وأحن إليه ؟
بشيء من الجمال
الذي احتاجه في حياتي
ليضفي عليها معنى آخر ؟
ولحناً آخر ؟
ومذاقا آخر ؟
لم لا تكون كذلك
وأكثر من ذلك
طالما قوت بداخلي
شيئا من الأمل في الغد
ذلك الأمل الباقي
الذي مازلت احتفظ به
في داخلي
كي أقوى به بعد الله
ذلك الأمل الواعد
الذي منذ عرفته وأنا معك
وأنا أرفض أن يغادرني
لأنه جزء مني
بل كلي
@ @ @ @
يا الله .. !
يالها من جميلة تلك الذكريات
حينما نتذكرها
ونحن إليها
ونسترجعها
ونعيشها
ونغوص في أعماقها
@ @ @ @ قد تثير فينا الشجن
قد تثير فينا الحزن
قد تعود بنا إلى الماضي
الذي نرفض نسيانه
أو الذي نريد نسيانه
ولكن ألا يكفي تذكرنا لها
أنها مازالت باقية فينا
وأن أصحابها مازالوا معنا
في قلوبنا وأرواحنا
@ @ @ @
فما أحوجنا للرجوع إليها
حينما تقسو علينا الحياة
ونشعر أننا بمفردنا
لا أحد يفهمنا
أو يريد أن يفهمنا
@ @ @ @
ما أحوجنا لتلك الذكريات
حينما يأتي من بعيد
بعد وقت طويل
من يذكرنا بها
ويسترجعها معنا
ومن يرمز إليها
ومن يقول لنا :
اطمئن .. وطب خاطراً
فلست وحدك الباقي على الود
ولست وحدك من يتذكر اللحظات الجميلة
والمواقف الحلوة
ويحن إليها
ويتمنى استرجاعها معك
فهناك الآخر لا يقل عنك
هناك الآخر يسأل عنك
رغم ظروفه
رغم كل ما هو فيه
وهنا ورغما عنك
ودون أن تشعر
تسقط منك دمعة
وهنا لا يهم
أهي دمعة الحزن أم الفرح
فكلاهما حكاية
وكلاهما رواية
المهم أنها نزلت !
@ @ @ @
فما أروع تلك اللحظات
وما أحوجنا إليها
حينما يأتي إلينا
من يقول لنا
ومن يذكرنا
ويؤكد لنا
بأننا مازلنا كما نحن
في قلوب محبينا
لم تتغير نظرتهم لنا
ولم تتبدل أحاسيسهم تجاهنا
رغم بعد الزمن
رغم بعد المسافة
ورغم قسوة الظروف
@ @ @ @
إنها ذكريات
نعم ذكريات
ولكن ليست أي ذكريات
بل ذكرياتي الحلوة معك
هل تذكر ؟
كأني بك تقول الآن:
وهل نسيتها يوماً
كي أتذكرها الآن؟ .
أليس كذلك ؟
@ @ @ @
إنها ذكرياتي معك
أحن إليها من حين لآخر
أشتاق إليها بشدة
حينما أريد أن أتحدث من نفسي
أحاول أن أذلل بها نفسي
أحاول أن أعزي بها نفسي
لأني لا أملك غيرها
لا أملك سوى نفسي !