أفاد تقرير نشر في تلفزيون سي.بي.اس ان خطة امريكا لمهاجمة العراق تستند الى اطلاق مئات صواريخ كروز يوميا اعتبارا من شهر مارس.. في هذه الأثناء انتقد كولن باول الموقفين الفرنسي والألماني ورفض تمديد مهمة المفتشين الدوليين الذين طلبوا استجواب علماء عراقيين في الخارج.
خطة الحرب
قال تقرير المحطة التلفزيونية الامريكية ان الخطة تستند الى اطلاق 300 او 400 صاروخ كروز يوميا في مارس في بداية حرب ضد العراق بما يزيد على اجمالي عدد الصواريخ التي اطلقت خلال حرب الخليج بأكملها.
وتكهن مسؤولون ومحللون امريكيون منذ اشهر بان هجوما على العراق سيكون خاطفا وضخما يهدف الى اخذ بغداد على غرة.
لكن التقرير الذي نقلته المحطة عن مصادر لم تحددها في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) قدم تفاصيل جديدة حول استراتيجية البنتاجون في وقت تقوم فيه ادارة الرئيس جورج بوش ببناء حشود عسكرية ومحاولة اقناع الرئيس العراقي صدام حسين بان القوة ستستخدم اذا لم ينزع اسلحته، ورفض متحدث باسم البنتاغون التعليق.
وانضمت صحيفة واشنطن بوست إلى شبكة التلفزيون في توقع ان يكون مارس موعدا محتملا لبدء عمل عسكري.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولي دفاع ومحللين يوم السبت انه رغم عمليات نشر القوات خلال الاسابيع الخمس الماضية فان البنتاجون بدأ للتو ارسال عناصر قتالية الى الخليج ولن يتسنى حشد القوة اللازمة لغزو العراق قبل أواخر فبراير أو مارس.
وقال تلفزيون سي.بي.اس ان خطة المعركة المسماة الصدمة والرعب تركز على التدمير النفسي لرغبة العدو في القتال أكثر من التدمير الفعلي لقواته المسلحة.
وقال التلفزيون اذا التزم البنتاغون بخطته الحربية الحالية .. ففي يوم ما من مارس سيطلق سلاح الجو والبحرية ما يتراوح بين 300 و400 صاروخ كروز على اهداف في العراق بما يزيد على ما اطلق خلال حرب الخليج الاولى التي استمرت 40 يوما.
وفي اليوم الثاني تدعو الخطة إلى اطلاق ما يتراوح بين 300 و400 صاروخ اخر.
وخلال حرب الخليج 1991 اجتاحت قوات تحالف بقيادة الولايات المتحدة الكويت ودمرت فرق الحرس الجمهوري العراقي في اضخم معركة دبابات منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت شبكة التلفزيون ان الهدف هذه المرة هو القيادة العراقية وان الخطة القتالية وضعت بحيث تتجاوز الفرق العراقية كلما امكن.
وفي هذه الاثناء، انتقد وزير الخارجية الامريكي كولن باول الدعوة الفرنسية والالمانية الى منح مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة مزيدا من الوقت في العراق بقوله ان هذا لن يؤدي الى شيء. وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية نشرت أمس السبت اعرب باول عن احباطه ازاء دعوات فرنسا والمانيا من أجل منح فرق التفتيش مزيدا من الوقت للبحث عن أدلة على وجود اسلحة دمار شامل.
وقال مزيد من الوقت كي يحدث ماذا؟ مزيد من الوقت كي يفعل المفتشون ماذا؟ ماذا سنعرف خلال شهرين أو ثلاثة في ظل عدم تعاون عراقي وهو ما سيحدث على الارجح؟
واضاف لم اسمع بعد من أي من نظرائي الاوروبيين شيئا بشأن متى سيشعرون بالارتياح فيما يتعلق بعمليات التفتيش. والمشكلة في هذا هي ان المسألة ليست المفتشين .. المسألة هي العراق. وقال باول لصحيفة فاينانشال تايمز اتخاذ قرار بشأن ما اذا كانوا سيحصلون على مزيد من الوقت ليس بيد المفتشين لكنه بيد مجلس الأمن. ورغم ابداء احباطه ازاء موقف فرنسا والمانيا هون باول من اهمية الأمر فيما يتعلق بالعلاقات بين الدول الثلاث.
وأكد باول ان الرئيس جورج بوش لم يتخذ بعد قرارا بشأن خوض حرب مبديا الأمل في امكان التوصل الى حل سلمي. وقال مازالت هناك امكانية للتوصل الى حل سلمي. لكن الوقت ينفد. واقر بأن واشنطن لم تفعل ما فيه الكفاية لاقناع الامريكيين والمجتمع الدولي بان هناك مبررا للحرب.
وجاءت اقوال باول برفض منح مهلة اخرى للمفتشين بعكس ما كان افاد به مسؤول امريكي، امس، من ان الادارة الامريكية تدرس خيار تمديد مهمة المفتشين، لكن قرارا في هذا الشأن سيستند الى قاعدة هل العمل الذي يقومون به مثمر؟
وأعرب السناتور ريتشارد لوغار، بعد سماعه ايجازين من وزيري الخارجية والدفاع كولن باول ودونالد رامسفيلد، عن اعتقاده ان عمل المفتشين سيستمر.
وفي وقت لاحق، صرح الناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية مارك غوزديكي ان الوكالة ستطلب غدا من مجلس الأمن ان يمنحها بضعة أشهر لمواصلة عمليات التفتيش في العراق، كما ستدعو بغداد الى ابداء مزيد من المرونة. وبرزت أصوات داخل الولايات المتحدة تطالب بالتريث قبل اعلان الحرب. وحذر السناتور الجمهوري البارز تشاك هاغيل العضو في لجنة العلاقات الخارجية من الاندفاع الى الحرب في غياب ائتلاف متعدد الجنسية قوي، بينما قال السناتور الديموقراطي طوم داشل ان علينا العثور على دليل يثبت ان صدام لا يزال يحتفظ بأسلحة دمار شامل.
وفي البيت الأبيض صرح الناطق باسم الرئاسة الامريكية آري فليشر ان الرئيس (جورج) بوش يعتبر رفض العراق السماح لمفتشي الامم المتحدة باستجواب علماء عراقيين غير مقبول. وذكّر بان العراق ملزم بموجب القرار 1441 باحترام هذا الطلب. وسئل هل هذا الرفض كاف للقيام بتحرك عسكري، فأجاب ان بوش لم يصل بعد الى هذا الاستنتاج. وقال: هذا ليس موضوعاً للتفاوض، ولا للتباحث، ليس لصدام حسين الخيار. وخلص الى ان رفضه دليل آخر على ان لدى العراق شيئاً يخفيه. ومن اجل السلام يجب ان يسمح العراق ويشجع علماءه على اجراء مقابلات خاصة ويجب ان يفعل ذلك من دون تأخير ومن دون مناقشة. وبعيد التحذير الامريكي، اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية العراقية ان الامم المتحدة طلبت اجراء مقابلات مع ثلاثة علماء عراقيين وأن دائرة الرقابة الوطنية العراقية ابلغتهم شخصيا وشجعتهم على اجراء هذه المقابلة وذلك تنفيذا للفقرة السابعة من البيان المتفق عليه بين الجانبين (العراق والامم المتحدة) في العشرين من الشهر الجاري.