المشكلة:
دكتور فهد اشكرك على حسن تواصلك مع قرائك وقربك منهم وهذا ليس بغريب عليك د. فهد لا أعرف بماذا أبدأ رسالتي هذه التي اشعر بالحرج الشديد وأنا أحدثك عنها ولكن مشكلتي أنني منذ فترة وانا أشعر انه ليس لدي ثقة بنفسي لدرجة حطمتني وضيعت علي الكثير من الفرص خاصة وأنا خريجة من ثلاث سنوات وكلما تقدمت الى وظيفة طلب مني مقابلة وهذا أشد ما أخشاه لأنني لا استطيع مواجهة من هم أمامي فلقد قبلت كمحاضرة ولكن لأنني فشلت في المقابلة الشخصية فقد ضاعت مني فرصة كبيرة ما زلت اندم عليها حتى الآن والمشكلة الأكبر ان ثقتي ليست في محيط العمل بل حتى داخل الأسرة مع زوجي الذي كثيرا ما ينتقدني ويعيرني ويستغل ضعفي أمامه لأنني لا استطيع ولا أعرف كيف اواجهة في المطالبة بكل حقوقي التي يفترض أن يوفرها لي كأية زوجة أخرى.
أرجوك د. فهد ساعدني هل من طريقة لزرع تلك الثقة فيي فأنا بحاجة اليها الآن أكثر من أي وقت مضى ولا أريد أن أكون أضحوكة بضعفي هذا.
أختك ريم خ ص ـــــــ الخبر
الرد:
اشكرك اختي ريم وثقي أن ما تحدثتى عنه ليس أمرا سهلا فلك كل الحق فيما تخشينه وأن كنت أشعر أن الثقة لديك كانت موجودة منذ فترة طويلة ولكنها بدأت تنتزع مؤخرا وهذا ما كنت أريد معرفته كي يكون تشخيصي سليما وبالتالي نتحدث عن النقاط التي تهمك ولكن طالما أنك لم تحددي شيئا من هذا القبيل فإنني ـ بعد إذنك ـ سوف أعرض عليك بعض الأساليب التي يمكن أن تطبيقها ليكون تفكيرك إيجابيا وأنت أدرى مني بتلك الأساليب اقصد أي منها أنت تطبقين وأي منها لا عموما اليك تلك التفاصيل لكن لابد من تطبيقها وأخذ المبادرة المستمرة في تنفيذها ولا تخجلي ان لم تتمكني منها دفعة واحدة فالمسألة مسألة وقت والاساليب هي:
خالطي الأشخاص الايجابيين , فمن الصعب على الشخص منا أن يكون تفكيره ايجابيا وهو يخالط مفكرين سلبيين في كل شيء ولذلك من الأفضل لك أن تقضي وقتك مع هؤلاء الذين يستطيعون تحقيق أهدافهم إذا آمنوا بقدرتك.
اعدي قائمة بالإيجابيات والسلبيات وهذا الاسلوب لا يوضح الأمور فحسب , بل يدل ايضا على الطريق السليم.
خصصي وقتا للتفكير .. تأكدي من أن تخصصي نصف ساعة على الأقل كل يوم للتفكير والتخطيط بما تريدين القيام به , واذهبي الى مكان هادئ لا يزعجك فيه الآخرون , اهدئي.. فكري في أهدافك واحسبي تقدمك حتى الآن وجدوى الأفعال التي يجب أن تقومي بها لتحقيق هذه الأهداف.
اجبري نفسك على التركيز على ايجابيات فعندما تتسلل اليك أفكار سلبية عليك أن تتوقفي وتعيدي النظر , تعودي على البحث عن الاسباب التي تفسر لماذا يمكنك ان تقومي بشيء بدلا من لماذا لا يمكنك القيام به.
تعلمي ان تتعاطفي مع الآخرين , انظري الى الموقف من منظور الآخرين وحاولي أن تفهمي لماذا يتصرفون هكذا , وماذا يمكن ان تفعليه لتكوين علاقة ايجابية وبناءه معهم.
افتحي انت الحوار فكثير من الناس وأنت منهم حسب كلامك يتسمون بالخجل وإذا كنت تعتقدين أنك تكرهين الحديث الى الغرباء او الاشخاص العاديين الذين تتعرفين عليهم بشكل عارض , فاعلمي انك لست وحدك وتشير الابحاث إلى أن 40% من البالغين يرون أنهم يتسمون بالخجل لذا افترضي أن الطرف الآخر يشعر بالخجل وبادري بالخطوة الأولى لتبدئي حوارا معه.
كوني كريمة في المجاملة فمثل هذه المجاملات تساعدك على تكوين علاقات ايجابية مع الآخرين مما يشعرك بقدر من التحسن وأن كنت لا تميلي الى الطرف الآخر , فقومي بتهنئته إذا حقق نجاحا , فربما تكتشفي ان كل واحد منكما اساء في حكمه على الآخر تجنبي المواقف التي تنطوي على الضغوط أيا كان نوعها وحاولي أن تبتعدي عن مكان الازعاج أو الحرج الذي لا داعي له.
أبدئي يومك بايجابية .. فكري في الأشياء التي تجدينها والأشياء التي اسعدتك ولا تفكري في المشكلات أو كل الأشياء التي تتمنين ان تصلي اليها أو التي ربما لا تصلين اليها ابدا.
@ خذي راحة عندما تنزعجين من الآخرين او المواقف التي لا تستطعين السيطرة عليها وقومي بشيء مختلف تماما إلى ان يصفو ذهنك.
@ كوني واقعية ومن ذلك ان تحددي لنفسك أهدافا يمكن تحقيقها ثم قسميها الى اهداف صغيرة وحاولي أن تحققي شيئا واحدا على الأقل كل يوم لتصلي في النهاية الى هدفك فالانجازات اليومية وأن كانت صغيرة تمنحك الثقة اللازمة لتحقيق أهداف كبيرة وبعيدة.
@ خاطري بشكل مدروس فإذا لم تنتهزي الفرصة أبد فلن تحققي أبدا شيئا ذا قيمة.
@ تعلمي أشياء جديدة ففي عالم التكنولوجيا الحديثة والفائقة اليوم , إذا لم تتعلمي فستجدين نفسك مهمشة.
@ انظري الى النكسات بشكل بناء فالمقاومة تجعلك قوية.
@ فكري قبل أن تتحدثي فإذا كانت لديك عادة التحدث أولا ثم الندم بعد ذلك , فتعلمي ان تسيطري على أعصابك وقومي بذلك كل يوم لفترة قصيرة حتى تقوى السيطرة على أعصابك.
@ ارتدى ملابس مناسبة وانظري حولك وحاولي أن تشاهدي ماذا يلبس الناس والبسي مثلهم فلا شيء يمكن ان يزيد من ثقتك مثل معرفتك انك تبدين جيدة في مظهرك وأن الآخرين يدركون ذلك
@ اعتني بصحتك وحافظي على شكلك.
@ ساعدي الآخرين وافعلي شيئا لمصلحة الآخرين بدون ان تتوقعي أي شيء في المقابل سيساعدهم في علاقتهم معك كما يشعرك بالعظمة.
هذه باختصار شديد بعض النقاط يا ريم واتمنى ان تفكري بها جيدا وحاولي الأخذ بها مع كل تمنياتي لك بالتوفيق.