يتواصل معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية كأحد اهم المعارض الجماعية التي تشهدها البحرين لأبرز فنانيها ..الدورة الجديدة للمعرض هي الدورة الواحدة والثلاثون وفيها تتقدم أسماء وتراوح أخرى كما تظهر تجارب او اسماء جديدة.
يخضع المعرض السنوي منذ أعوام الى لجنة فرز تشكلت هذا العام من الفنانين احمد فؤاد سليم (مصر) سامي محمد (الكويت) , إبراهيم بو سعد (البحرين) أما لجنة التحكيم فشكلت من الفنانين الشيخ راشد أل خليفة (البحرين) محمد القاسمي (المغرب) منى السعودي (الأردن) فرانسين هنريخ(فرنسا) وقد منحت اللجنة الفنانة بلقيس فخرو جائزة المعرض الكبرى , وهي المرة الثانية التي تحصل فيها فخرو على الجائزة , ومنحت جوائز أخرى للفنانين شفيقة الهرمي وعمر الراشد وآخرين.
عبر المعرض عن تنويع بين أعمال الحفر والنحت والخزفيات , وأعمال التصوير الزيتي او المائي وغيرها من الفروع الفنية , وقدم المعرض تجارب فنية جديدة لعل أبرزها منحوتة خالد فرحان 1977 التي تم عرضها خارج القاعة .وفي مدخل المتحف الذي احتضن أعمال المعرض ويتحدث بعض أصدقاء الفنان أنه التقطها كجذع شجرة كبيرة من شاطئ ارتاده مرارا في تفكير لعمل فني انتهى على هيئته التي تشكلت أفقيا وامتدت لأمتار وقدم مهدي البناي عملا شغل مساحة كبيرة اعاد فيها عرض قطعه الخزفية في كابينات تحتمل أكثر من دلالة , وحافظ على أناقة العرض وهيئة القطعة خاصة في هيئتها الانسانية المتوجة بأكليل فوق الرأس ويمثل الفنانات واسماء أخرى عبد الرب علي على الحداد وسلمان التيتون وآخرين جيلا من الشباب الذي يتطلع الى التجريب ومحاولة البحث في صيغ وأفكار جديدة على مستوى التجربة الفنية في دولة البحرين.
بدا الانتقاء لأعمال المعرض على درجة أقل من مستويات الأعوام السابقة ,ومع ان لا علم بمستوى ما تقدم به الفنانون من اعمال إلا أن مستويات أقل من المتوقع جاءت في المعرض الذي غيب في بعض دوراته السابقة بعض الاسماء الرائدة.
برزت في المعرض أعمال جمال عبد الرحيم الحفرية , وتعبيرية جعفر العريبي اللونية واختصاراته الانسانية وتأليفات شفيقة الهرمي التي أثرت في بعض الفنانين البحرينيين , وتعبيرها اللوني كما أنشأ عباس الموسوي لوحته على بنائية هندسية لم تخل من الوحدة المعمارية المجردة , كما يتصل عمل عبد الرحيم شريف بتعبيريته الانسانية , وهو يعالج الوجه الانساني , كما يتناول عبد الله المحرقي فكرته بكثير من التكثيف الدرامي الذي يختار معه رموزا حيوانية كالحصان ويواصل عدنان الحمد صيغه وتناولاته الانسانية على اختزال يتضح اكثر من أعماله السابقة كما تبرز صيغ على المحيميد الحروفية وكذا تناولات عمر الراشد التي تعود الى معرضه وجوه أو (المرأة /الحياة) وصيغه الزخرفية الأسبق.
المعرض تضمن مشاركة بعض اسماء الجيل الأول واسماء أخرى من الأجيال التالية , فكانت مشاركة عبد الكريم العريض وراشد العريفي وأحمد العريفي وعباس المحروس وعبد الكريم البوسطة والمحرقي والمحيميد وناصر اليوسف , وأحمد باقر , كما شارك في المعرض بديع بوبشيت ومحسن التيتون وعلى الكوفي ومريم فخرو وأحمد عنان وعبد رب الرسول الغائب وعلي ابراهيم مبارك وعلي أحمد خميس ومريم الغرير وآخرون كما شارك الشيخ راشد ال خليفة وابراهيم بوسعد خارج التحكيم.
قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام الذي نظم المعرض أشار في تقديمه للمعرض , وفي الدليل الملون الذي تم توزيعه على الزوار أن معرض هذا العام إذ يشير الى القيمة الحقيقية لتطور هذه الحركة فإنه يطرح مهمة التجاوز وبلوغ آفاق وفضاءات جديدة تبرهن على ما تختزنه حركة التشكيل في بلادنا من طاقات ومواهب وأن المعرض من أبرز مظاهر النشاط الفني سنويا في مملكة البحرين , وأنه يواصل تطوير ادواته بفعل المتغيرات التي باتت تترك ظلالها الايجابية عليه.
الملاحظ ان القاعة التي يتم فيها العرض السنوي جهزت بشكل جديد ومع هذا التجهيز قلت المساحة المتاحة لعرض الأعمال التي لم تتصف بالمساحات الكبيرة كما هي في بعض الدورات السابقة , كما يتم عرض أعمال منتقاة لفناني البحرين في قاعة عرض أصغر بالمتحف أقيم فيها بعض المعارض المحلية والعربية.