تعرض الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم بزعامة المستشار جيرهارد شرويدر لهزيمة تاريخية في انتخابات الولايات التي أجريت أمس الأول مما دفع أحد قادة الحزب إلى الإسراع بالاعتراف بأن هذه النتيجة ستعجل من تصحيح سياسات الحزب في أنحاء ألمانيا. وأظهرت نتائج رسمية أولية أن الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ المعارض حقق انتصارا مدويا في ولايتي (هسه وسكسونيا السفلى) الرئيسيتين في أقصى الغرب من ألمانيا.
وفاز الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض المهيمن في ولاية (هسه) بنسبة 8.48 % في تلك الولاية مقابل نسبة مزرية بلغت 1.29 % للحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شرويدر مستشار ألمانيا. و تمثل خسارة للحزب الاشتراكي الديمقراطي نسبتها عشر نقاط مئوية مقارنة بنتيجة في انتخابات الولايات السابقة عام 1999 بينما تمثل أسوأ نتيجة للاشتراكيين الديمقراطيين في ولاية هسه منذ الحرب العالمية الثانية. كما فاز الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض في ولاية ساكسونيا السفلي بنسبة 3.48 % مقابل 4.33 % حصل عليها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، أي أنه خسر أكثر من 14 % من أصوات الناخبين مقارنة بما حققه من نتيجة في انتخابات الولايات السابقة. وكانت الهزيمة الفادحة في ولاية ساكسونيا السفلي من نصيب سيجمار جابريل رئيس وزراء الولاية من الحزب الحاكم والذي كان يعتبره البعض بأنه ولي عهد شرويدر. وتعتبر هزيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ولاية ساكسونيا السفلي صفعة رمزية مدوية في وجه شرويدر في ضوء أنها مسقط رأسه حيث ظل رئيسا لوزرائها في الفترة من 1990 حتى 1998. أما النجاحات الكبيرة التي حققها الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض فتعتبر أكبر من مجرد كونها شأن داخلي يخص ألمانيا فقط. فقد سمحت هذه الانتصارات للمسيحيين الديمقراطيين ببسط هيمنتهم بشكل حاسم على مجلس الشيوخ بالبرلمان الفيدرالي الذي يمثل الولايات الفدرالية الألمانية. ويتعين على شرويدر الان أكثر من أي وقت مضى على الإطلاق التوصل إلى اتفاقات مع الحزب المحافظين المعارضين إذا أراد نيل موافقة مجلس الشيوخ على أي مشروعات قوانين أو قرارات يطرحها حزبه من ألان فصاعدا. من جهة أخرى، قال السكرتير العام للحزب المسيحي الديمقراطي المعارض لورنز ماير يجب أن نجبر الحكومة على تغيير اتجاهها ، مضيفا أن حزبه لن يخلق أي عقبة. وبادر زعماء بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم إلى الإسراع في الإقرار بهزيمة الحزب وهم يلعقون جراحهم.- وقال أولف شولتز السكرتير العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شرويدر ليس هناك مخرجا سوى بحث نتائج هذه الانتخابات بهدوء . وأكد شولتز أن نتائج الانتخابات في (هسه وساكسونيا السفلي) لها تأثير واضح على مستوى ألمانيا بأسرها، داعيا الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض إلى التعاون في حكم البلاد. وأوضح هذه رسالة على المستوى الوطني وسنأخذها على محمل الجد ، في إشارة إلى احتمال حدوث تحول في التوجهات السياسية للحكومة. وتعهد شولتز بأن الائتلاف الحاكم بزعامة شرويدر والمكون من حزبه الاشتراكي الديمقراطي والشريك الأصغر الخضر سيعملان على الإسراع في الإصلاحات، غير أنه لم يدل بأي تفاصيل أخرى. وبدأت الضربات الحادة السريعة تنهال على رأس شرويدر بعد ساعات فقط من إغلاق مراكز الاقتراع ، فمن جانبها حملت هايكو ماس سكرتيرة عام الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية سارلاند المستشار شرويدر المسئولية بالكامل عن الهزيمة النكراء وتعهدت بإجراء مناقشة في الحزب حول ما إذا كانت الحكومة تقوم بتسيير الأمور على نحو صحيح من عدمه. وحذرت ماس قائلة سنجري نقاشا بشأن اتجاهات سياسة حزبنا الاشتراكي الديمقراطي . ومن جهة ثانية شرع أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض الرئيسي في ألمانيا في الاحتفال على نطاق واسع بانتصاراتهم المدوية في انتخابات الولايات. وقال رولاند كوخ رئيس وزراء ولاية هسه عن الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض والذي أعيد انتخابه ياله من يوم عظيم للحزب في هسه . ويتوقع الكثير من المحللين بأن الفائز الأكبر في انتخابات الولايات سيتحدى شرويدر أو أي مرشح عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات العامة القادمة التي تشهدها ألمانيا عام 2006. ويبدو أن خسائر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في كلتا الولايتين (هسه وساكسونيا السفلي) يرتبطان بوضوح بتراجع شعبية الحزب بزعامة شرويدر على المستوى الوطني في ألمانيا.