ارسل الرئيس الامريكى جورج دبليو بوش الى الكونجرس مشروع ميزانية الولايات المتحدة الامريكية للعام المالى 2004م والتى سيبدأ العمل بها في الاول من شهر اكتوبر القادم .
واوضح الرئيس بوش فى خطابه للكونجرس المرفق بالميزانية ان مشروع ميزانيته الجديدة يتعامل مع الموضوعات التى تعتبرها الولايات المتحدة الامريكية حاليا اولى اولوياتها وهى الحرب ضد الارهاب الدولى وتأمين الامن الداخلى بالاضافة الى حفز نمو اقتصادى على المدى الطويل. ويبلغ حجم الانفاق فى الميزانية الامريكية المقترحة نحو 23ر2 تريليون دولار .
وتشتمل على زيادات كبيرة فى حجم مبالغ الاستقطاعات الضريبية تقدر بنحو 670 بليون دولار يأمل الرئيس الامريكى ان تضع الميزانية المزيد من الاموال فى ايدى المواطنين الامريكيين وبالتالى زيادة انفاق المستهلكين الذى يعتبر المؤشر الحافز لعودة ارتفاع معدلات نمو الاقتصاد الامريكى الذى يعاني الكثير من المشاكل حاليا. كما تشتمل الميزانية على زيادات فى الانفاق على برامج الرعاية الاجتماعية الحكومية وزيادات كبيرة فى ميزانيتى وزارتى الدفاع والامن الداخلى الجديدة.
ورغم ان مشروع الميزانية الجديدة يقلص عمليات الانفاق للعديد من الوكالات الحكومية الاخرى الا ان حجم العجز فيها يصل الى مبلغ قياسى يقدر بنحو 307 بلايين دولار مقارنة بالعجز فى ميزانية العام المالى الحالى الذى يقدر بمبلغ 304 بلايين دولار.
ويتوقع الخبراء الماليون الامريكيون ان يبلغ مجموع العجز فى ميزانية الولايات المتحدة الامريكية خلال السنوات الخمس القادمة مبلغ 08ر1 تريليون دولار.
وقد عزا الرئيس بوش ارتفاع العجز فى الميزانية الى مجموعة من الاسباب التى حددها بالركود الاقتصادى والحرب التى لم يكن للولايات المتحدة الامريكية اى خيار فيها.
يذكر انه ينبغى للادارة الامريكية ومن خلفها الاعضاء الجمهوريون فى الكونجرس الامريكى التوصل الى اتفاق صعب خلال الاشهر القليلة المقبلة مع اعضاء الحزب الديمقراطى بخصوص عمليات الانفاق فى الميزانية الجديدة.
وينتقد الزعماء الديمقراطيون فى الكونجرس الامريكى الميزانية الجديدة بصورة حادة وبخاصة فيما يتعلق ببرامج الاستقطاعات الضريبية التى تعتبرها الادارة الامريكية حجر الزاوية فى برنامجها لحفز الاقتصاد الامريكى فيما يعتبرها الديمقراطيون غير واقعية فى الوقت الحالى الذى تتحضر فيه الولايات المتحدة الامريكية لخوض الحرب ضد العراق. وقد اشتملت الميزانية الجديدة على زيادة فى انفاق وزارة الدفاع تقدر بنسبة 2ر4 بالمائة من الميزانية الحالية ولا يشتمل ذلك على تكاليف عمليات الحشد الامريكى استعدادا للحرب المحتملة ضد العراق ولا تكاليف الحرب اذا ما قررت الولايات المتحدة خوضها.