كشفت مصادر دبلوماسية بالقاهرة أن مصر بدأت اتصالات عربية مكثفة للإعداد لعقد القمة العربية المقبلة بعد أن تم نقلها من المنامة إلى القاهرة وفي هذا السياق ستوجه مصر الدعوات للرؤساء والملوك والأمراء العرب خلال الأيام القليلة المقبلة للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد بالقاهرة في ظل ظروف دولية وإقليمية بالغة الحساسية.
وأضافت المصادر أن احمد ماهر وزير الخارجية المصري يعد لاجراء اتصالات حول الإعداد للقمة وسيزور عواصم عربية لبحث جدول الاعمال والبيان الذي سيخرج عنها والذي سيركز على قضيتين هما الأزمة العراقية والقضية الفلسطينية.
وتوقعت المصادر انخفاض مستوى المشاركة العربية في هذه القمة على مستوى القادة وكشفت ان تقديم موعد انعقاد القمة جاء كمحاولة أخيرة لإيجاد موقف عربي يدعم الحل السلمي للازمة العراقية التي تدخل مراحلها النهائية في ظل التهديد الأمريكي البريطاني لتوجيه ضربة عسكرية للعراق.
وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد اكد صباح أمس الأربعاء أن القمة العربية ستعقد في القاهرة برئاسة مملكة البحرين في أوائل مارس وانه يجري حالياً إرسال خطابات للقادة العرب بهذا الشأن على أن يتم عقد اجتماع وزراء الخارجية العرب منتصف هذا الشهر بالقاهرة.
وعلى صعيد اخر اعتبرت الأمانة العامة للجامعة العربية قبول مملكة البحرين نقل القمة العربية القادمة من المنامة إلى القاهرة يمثل انعكاساً لتفهم المنامة البحريني لضرورة تقديم موعد الاجتماع.
وقال السفير احمد بن حلي الأمين العام المساعد للجامعة إن الأهم في المرحلة المقبلة بعد قرار نقل القمة للقاهرة هو الاستمرار في الترتيبات لاجندة القمة حيث ستكون ذات بنود متعددة وليست ذات بند واحد يتعلق بالعراق كما يرى البعض مؤكداً أن قمة القاهرة ستشهد زخماً سياسياً كبيراً لانعقادها في توقيت حرج للغاية حيث ما زالت الولايات المتحدة تصر على ضرب العراق بزعم نزع أسلحة الدمار الشامل فيما تتصاعد الأوضاع داخل الأراضي المحتلة بشكل خطير بعد تشكيل الحكومة الجديدة في تل أبيب برئاسة الليكودي ارئيل شارون..
وأوضح أن إمكانية تعجيل القمة عن موعدها في 25 مارس المقبل وارد جداً ولكن سيكون من خلال المشاورات المكثفة مع الملوك والرؤساء والأمراء العرب حتى يكون الموعد والظرف مناسباً وقال إن موعد اجتماع وزراء الخارجية تحدد انعقاده في 16 فبراير الجاري لمناقشة تطورات الأوضاع الراهنة سواء في العراق او الأرض المحتلة بغرض تحديد البنود الوجستية للقمة. وفي تعليقه على موافقة بلاده نقل القمة للقاهرة قال السفير إبراهيم علي الماجد مندوب البحرين الدائم لدى الجامعة العربية إن بلاده يهمها في المقام الأول المصالح القومية للعالم العربي وطالما أن هناك أطرافا عربية رأت نقلها من المنامة للقاهرة فان بلاده رحبت بذلك مع الاحتفاظ بحقها في رئاسة القمة وقال ان حكومة بلاده تخضع نفسها دائماً في خدمة العالم العربي ويتجاوب بحس واع مع ما تراه القيادات العربية معرباً عن أمله في نجاح القمة في التجاوب مع طموحات الشارع العربي في تجنب حرب جديدة في المنطقة ودعم الامن والاستقرار الإقليمي.
ووصف الدكتور السفير أمين شلبي المدير التنفيذي للمركز المصري للشئون الخارجية أن نقل القمة العربية بالقاهرة وتعجيل موعدها بأنه قرار إيجابي ويأتي باتخاذ موقف عربي موحد من قلب الوطن العربي مصر ومقر جامعة الدول العربية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الضربة المحتملة على العراق والتي تتصارع المؤشرات والبيانات الأمريكية بقربها خلال الأسابيع القادمة.وان الأمر يعد من باب التنسيق وتحديد المواقف العربية لتفادي المخاطر التي تهدد المنطقة ووصف ترحيب دولة البحرين بنقل القمة إلى القاهرة بأنه يصب في المصلحة العامة ويعطي دلالة بأن القرارات التي سوف تتخذ موقعة باذن جامعة الدول العربية ودول المنطقة كاملة.