في رد على التهديدات الأميركية والبريطانية المبطنة للأمم المتحدة بالعمل على سقوطها إن لم تقبل استخدام القوة ضد العراق، قال احد مساعدي الامين العام كوفي انان أمس ان احتمال رفض مجلس الامن السماح باستخدام القوة ضد العراق لا يعني ان المنظمة الدولية تفقد سبب وجودها.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال ادوارد مورتيمر المسؤول عن الفريق الذي يكتب خطابات كوفي انان الخميس ان حصر جدوى الامم المتحدة بهذه الازمة وحدها، ايا تكن خطورتها، يبدو امرا مبالغا فيه.
ومنذ طرح مسألة نزع سلاح العراق في الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر الماضي، دعا الرئيس الاميركي جورج بوش الامم المتحدة الى فرض احترام قراراتها خشية ان تفقد مصداقيتها، وكرر وزير خارجيته كولن باول الاربعاء القول ان على مجلس الامن الا يهرب مما يخبئه المستقبل، وحذر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الامم المتحدة من مصير عصبة الامم التي اختفت لانها لم تستخدم القوة كما قال.
واعتبر مورتيمر ان مسؤولية البحث عن اجابة مشتركة تقع على عاتق الجميع. ومن يختار تخطي الامم المتحدة والتحرك بصورة منفردة من دون ان يأخذ في الاعتبار رأي زملائه في مجلس الامن يتحمل قسطا كبيرا من مسؤولية الفشل.
وخلص مورتيمر الى القول: نحتاج الى تعاون جميع الدول ولاسيما الاقوى منها اذا ما اردنا النجاح في اقامة نظام دولي جدير بهذا الاسم.
دب روسي لتعليم انان التوازن
إلى ذلك اهدى وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف كوفي انان دبا خشبيا واقفا على حبل بهلوان، يمثل الامين العام للامم المتحدة في الدور الذي يضطلع به للحفاظ على وحدة مجلس الامن حول مسألة العراق.
وقد عرض فريد ايكهارد المتحدث باسم الامين العام الهدية خلال المؤتمر الصحافي اليومي أول أمس.. ويبدو الدب واقفا بشكل متوازن على حبل مشدود بين وتدين مغروسين في قاعدة كتب عليها باللغة الانكليزية (هذا هو صانع السلام)، ويحمل الدب على صدره ميزانا كتبت على كل من كفتيه كلمتا (حرب) و(سلام)، وأمنت توازنه خمس كرات تحمل كل منها اسم احدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا).
وقال ايكهارد ان تحريك واحدة من هذه الكرات يدفع بالدب الى السقوط. واضاف ان ايفانوف سلم الامين العام هذه الهدية بعد الغداء الذي اعقب يوم الاربعاء عرض وزير الخارجية الاميركي كولن باول ادلة اميركية تفيد ان العراق يخفي اسلحة دمار شامل.
