أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب اختتام قمتهما في باريس أمس أن اعلانا ثلاثيا فرنسيا ـ روسيا ـ المانيا حول الوضع في العراق قد تم التوقيع عليه ويدعو الاعلان المشترك الى متابعة عمل المفتشين وتعزيزه ماديا.وفي اشارة واضحة الى قيام تحالف جديد قال البيان: ان روسيا وفرنسا والمانيا ينسقون عملهم بشكل كامل ودقيق وأن موقفهم ينضم الى مواقف غالبية الدول ضمن اطار مجلس الامن. وأكد أن الحوار حول طرق التوصل الى نزع أسلحة العراق يجب أن يستمر بروح الصداقة والاحترام التي تميز علاقات الدول الثلاث مع الولايات المتحدة ومع الدول الاخرى.
واوضح البيان أنه بالنسبة للدول الثلاث (روسيا وفرنسا والمانيا) فان القرار 1441 الذي تبناه مجلس الامن الدولى بالاجماع يقدم اطارا لكل الاحتمالات وجميعها لم تستنفد بعد وأن المفتشين قد توصلوا الى نتائج.
وقال: ان الدول الثلاث تشجع متابعة المفتشين عملهم وتعزيزه بالوسائل المادية والبشرية والتقنية وكل الوسائل العملية .. ويصرون على اعطاء كل الفرص لنزع سلاح العراق بسلام. ودعا البيان العراق الى تقديم كل مساعدة ايجابية للمفتشين وتحمل مسؤولياته كاملة.
وفي وقت متزامن مع القمة الفرنسية الروسية، اعلن الامين العام لمنظمة حلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون ان الدول الـ 19 الاعضاء فشلت خلال اجتماعها بعد ظهر امس في بروكسل فى الاتفاق على التحضيرات المحتملة لحرب العراق، مشيرا الى اجتماع ثالث خلال يومين سيعقد صباح غد الأربعاء في بروكسل.
وأقر بأن: لدينا مشكلة جدية يجب تسويتها .. غالبية الدول شددت على ضرورة الخروج بشكل عاجل من المأزق الذي وصلت اليه دول الحلف الأطلسي (ناتو) الذي يواجه احدى اخطر الازمات في تاريخه بعد الفيتو الذي لجأت اليه فرنسا وبلجيكا والمانيا صباح امس ضد الطلب الامريكي لتقديم الدعم لحرب العراق وتأمين حماية لتركيا.
ورفضت وزارة الخارجية الامريكية الحديث عن ازمة، واكتفى المتحدث باسمها ريتشارد باوتشر بالقول للصحفيين أن القضية الآن ان نعرف ما سيقوم به الحلف الاطلسي بخصوص البند الرابع من ميثاقه.
وقد استندت تركيا الى هذا البند من الميثاق التأسيسي للحلف الاطلسي الذي ينص على اجراء مشاورات بين الحلفاء عندما تعتبر احدى هذه الدول ان وحدة اراضيها او امنها مهدد.
واضاف باوتشر من المخيب ان يكون بعض الحلفاء اتخذ القرار بعدم الموافقة على خطة عسكرية احترازية لحماية تركيا في اشارة الى رفض فرنسا والمانيا وبلجيكا تقديم الدعم لتركيا معتبرة انه لا حاجة لذلك في الوقت الحاضر. واعتبر امرا اساسيا ان يلتزم (حلفاء الولايات المتحدة داخل الحلف الاطلسي) بمسؤولياتهم الجوهرية، مشيرا الى ان غالبية كبرى من دول الحلف الاطلسي تشمل 16 دولة من اصل 19 وافقت على خطة مساعدة تركيا.
وقد ابدى وزير الخارجية الامريكي كولن باول امتعاضه مما حصل داخل الحلف الاطلسي ودعا اعضاء الحلف الى ان يدركوا ان عليهم التزاما بمساعدة عضو في الحلف طلب المساعدة في اشارة الى تركيا.
واعلن وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد من جهته ان فرنسا والمانيا وبلجيكا ترتكب خطأ مؤسفا بعرقلة المطالب الامريكية بالحصول على دعم حلف شمال الاطلسي في حال نشوب حرب في العراق.
وقال رامسفلد للصحفيين في البنتاغون ان التخطيط سيستمر خارج اطار الحلف اذا اقتضى الامر مشيرا الى انه واثق من ان الحلف سيجد سبيلا للتوصل الى ذلك في النهاية.
واعتبر السفير الامريكي لدى الحلف نيكولا بيرنز ان الحلف يواجه ازمة مصداقية.