أعربت كوريا الشمالية أمس عن شعورها بالاحباط بسبب رفض الولايات المتحدة الدخول معها في مفاوضات مباشرة حول ما يسمى بالأزمة النووية. و تسعى الحكومة الكورية في الوقت نفسه الى ايجاد حل سلمى لازمتها النووية مع الولايات المتحدة . وقالت انها ستنتقم من اى هجوم قد يشن عليها. وأكد مسؤول كبير بوزارة الخارجية الكورية الشمالية (رى هوى تشول ) ان بلاده ليس لديها أي نية لانتاج أسلحة نووية مضيفا بان الجيش والشعب الكوري الشمالي سينتقم اذا اعتدت الولايات المتحدة على بوصة واحدة من الاراضى أو المياه أو الاجواء الكورية.
واعلن دبلوماسي امريكي الليلة قبل الماضية ان مجلس الامن الدولي سيؤجل على الارجح النظر في الملف النووى لكوريا الشمالية والذى سترفع اليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا بهذا الخصوص. وقال عندما نحصل على الملف سوف نجري مشاورات مع زملائنا في مجلس الامن لنرى متى سنبدأ المحادثات الرسمية حول هذا الملف. ويمكن نظريا ان يقرر مجلس الامن اتخاذ عقوبات ضد بيونج يانج لخرقها تعهداتها الدولية بالتخلي عن معاهدة الحد من نشر الاسلحة النووية وبطردها مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين كانوا يراقبون منشآتها. واعلنت الولايات المتحدة مع ذلك انها لن تطالب بعقوبات من اجل طمأنة شركائها خصوصا موسكو المتحفظة جدا على نقل الملف الى الامم المتحدة. من جهة اخرى أعلنت روسيا ان رفع قضية برنامج كوريا الشمالية النووي الى مجلس الامن الدولى سيكون عديم الفائدة ومن شأنه ان يثير ردود فعل سلبية لدى بيونج يانج
ودعا الكسندر لوسيوكوف نائب وزير الخارجية الروسى أمس الى تسوية الازمة الحالية في شبه الجزيرة الكورية بالوسائل الدبلوماسية.
ويعتزم مجلس مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفع قضية برامج كوريا الشمالية النووية الى مجلس الامن للنظر فيها حيث يرى انه سيتسنى التوصل الى اجماع اذا كانت المذكرة التي سترفع في هذا الشأن لا تعنى فرض عقوبات اوتوماتيكيا على بيونج يانج.
وبعثت كوريا الشمالية الى موسكو عشية مناقشة القضية في وكالة الطاقة الذرية عمدة العاصمة (ريانغ مانغ جيرا ) لاجراء مباحثات مع المسئولين الروس حول الازمة الحالية.
واعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا معارضته لفرض الامم المتحدة عقوبات على كوريا الشمالية، معتبرا انها ستثير تصعيدا جديدا مع هذا البلد بشأن برنامجه النووي.
ودعا سولانا في ختام زيارة الى سيول استغرقت ثلاثة ايام الى اجراء مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، معتبرا ان مثل هذه المفاوضات ستشكل عنصرا مهما في تسوية الازمة المستمرة منذ اربعة اشهر.
وقال خلال مؤتر صحفي في مطلق الاحوال، انني انصح بمحاولة اتخاذ تدابير لا تشكل تصعيدا.
وادلى سولانا بتصريحاته هذه قبل بضع ساعات من اجتماع استثنائي للهيئة القيادية للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الازمة النووية القائمة مع كوريا الشمالية.
واكد لا اعتقد ان الوقت مناسب لفرض عقوبات. اعتقد ان العقوبات ستؤدي الى نتيجة معاكسة لما نريد التوصل اليه، وهو حل الأزمة.
ورحب المسؤول الاوروبي بأي مقاربة متعددة الاطراف من اجل تهدئة التوتر، ان كانت تؤدي الى عقد مفاوضات ثنائية بين واشنطن وبيونج يانج بشأن البرنامج النووي الكوري الشمالي. وقال ليس لدي اي اعتراض على مقاربة متعددة الاطراف حيال هذا البلد. لكن اي مبادرة كهذه ينبغي ان تتضمن آلية تؤدي الى مقاربة ثنائية وحوار بين الدولتين.
