اعلن وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد ان كوريا الشمالية ستتمكن من صنع (خمسة او ستة) اسلحة نووية اذا استمرت في جمع المادة الانشطارية بالوتيرة الحالية. وبعد ان تم تقليده وساما على متن حاملة الطائرات انتربيد التي حولت الى متحف في نيويورك، قال ان: الولايات المتحدة قادرة على فعل كثير من الأمور على الصعيد العسكري، لكن في الحقيقة لا نستطيع الشيء الكثير بمفردنا على الصعيد السياسي والاقتصادي، نحن بحاجة للدعم. واضاف: لدينا مشكلة كبيرة، مشيرا الى ان وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) قدرت انهم (الكوريون الشماليون) يملكون سلاحا او سلاحين نوويين، وانهم قادرون على انتاج ما يكفي من المعدات النووية بحلول الصيف لصنع ستة اسلحة. واعتبر ان ذلك يشكل تهديدا لكوريا الجنوبية واليابان ولكنه يمثل ايضا خطرا حقيقيا على العالم.
وأكد ان كوريا الشمالية هي البلد الاكثر انتاجا في العالم للصواريخ وتحتاج واشنطن لمساعدة دول اخرى لمواجهة التهديد الممثل في بيونغ يانغ ، مشيرا الى امكانية ان سيكون بعد خمس او عشر سنوات ما بين اربعة الي ستة دول اخرى لديها اسلحة نووية، عدد منها مدرج على لائحة الدول المساندة للارهاب.
من جهة اخرى اثارت مقالات افتتاحية لصحف كورية جنوبية أمس ان خطاب الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونج حول فضيحة دفع أموال الى كوريا الشمالية المزيد من الأسئلة مما يستدعي التحقيق في الامر بشكل شامل.
وذكرت صحيفة ديلي جونجانج: ما قاله الرئيس كيم داي جونج أمس... ايجاد المزيد من الاسئلة ، وأضافت: ليس من الصعب تخيل أن هناك شيئا أكثر خطورة يحاولون اخفاءه. وكان الرئيس البالغ من العمر 78 عاما والذي لم يتبق امامه سوى أيام على تركه منصبه قد اعتذر يوم امس الاول عن فضيحة قيام شركة هيونداي ميرشنت مارين المحدودة بتحويل مبلغ 500 مليون دولار لكوريا الشمالية.
ودعا رجال السياسة الى عدم اثارة الموضوع وسط التوتر الذي تشهده الساحة بسبب الموقف النووي لكوريا الشمالية والحرب المحتملة ضد العراق، ولم يعترف كيم بأنه أخطأ شخصيا.
ونفى مستشاره الاعلى ليم دونج وون استخدام الاموال في حث زعيم كوريا الشمالية كيم جونج ايل لعقد قمة مهمة في عام 2000 .
كما نفت شركة هيونداي ارتكابها أي خطأ، وقالت ان الاموال كانت مخصصة لصفقة عمل عادية تتعلق بمشروع كوري شمالي.
وقالت صحيفة كوريا تايمز: يجب أن يجرى تحقيق كامل حول مساعدته - كيم داي جونج- الغريبة لهيونداي ويجب أن يتحمل المسؤولية كل من تورط في الممارسات غير المشروعة. ومن المرجح أن تحظى الفضيحة بأهمية كبيرة ضمن جدول اعمال الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب نوه مو هيون بعد توليه منصبه رسميا في الخامس والعشرين من فبراير الجاري.
وشددت صحيفة تشوسون ايلبو في مقالها الافتتاحي: يجب على الحكومة الجديدة اخراج الصورة الحقيقية للفضيحة إلى النور. وقال حزب المعارضة الرئيسي في كوريا الجنوبية الذي يسيطر على البرلمان الاول ان خطاب كيمأثار المزيد من الاسئلة والشكوك ودعا إلى تعيين قاض مستقل للتحقيق.
وكان كيم داي جونج قد فاز بجائزة نوبل للسلام عن سياسة (الشمس المشرقة) التي تهدف الى المصالحة مع كوريا الشمالية الشيوعية.
وتعطل هذا التوجه بسبب الازمة بين بيونج يانج وواشنطن حول سياسة حافة الهاوية النووية الكورية الشمالية.
و أظهر استطلاع للرأى العام فى كوريا الجنوبية أن 57 % من المواطنين الكوريين يرغبون فى رحيل القوات الامريكية المرابطة بالبلاد والبالغ عددها 37 الفا أو على الاقل تخفيض تلك الاعداد ، وذلك فى مقابل 40 % فقط من المؤيدين لبقائها كما هي.
ويعكس الاستطلاع اقتناع معظم الشعب الكوري الجنوبي بأن التواجد العسكري الامريكى يزيد من حدة التوتر فى شبه الجزيرة الكورية خاصة مع الاتجاه المتشدد لادارة الرئيس الامريكى جورج بوش ازاء كوريا الشمالية الذى لا يحظى بقبول فى الجنوب الكوري.
كما يظهر الاستطلاع تبرم الرأي العام من توالي الحوادث التي يتورط فيها الجنود الامريكيون المتواجدون فى كوريا الجنوبية وكثرة الجرائم التى يرتكبها بعضهم وكان آخرها تلك التى حكمت فيها محكمة عسكرية امريكية أمس بادانة ثلاثة من هؤلاء الجنود فى جريمة مشينة للاخلاق.