تقول منظمة العمل الدولية في تقرير أصدرته مؤخرا إن عدد العاطلين عن العمل في العالم قد ارتفع إلى 180 مليونا، ورجحت المنظمة أن يستمر عدد العاطلين في الارتفاع في المستقبل المنظور.
ويذكر التقرير الذي أصدرته المنظمة من مقرها في مدينة جنيف أن نسبة العاطلين عن العمل تبلغ في الوقت الراهن 6,5 في المائة من مجموع القوة العاملة في العالم. كما يشير التقرير الى ارتفاع كبير في عدد العاملين الذين يعانون الفقر.
والمخيف هو ان هذا الوضع ماض في التدهور. فقد أدى التباطؤ الذي أصاب الاقتصاد العالمي في السنتين الأخيرتين الى ارتفاع عدد العاطلين عن العمل بمعدل 20 مليون شخص.
وانفجرت الأزمة الاقتصادية في الأرجنتين على شكل تظاهرات ساخطة وكانت اشد مناطق العالم تأثرا الدول الصناعية في أمريكا اللاتينية حيث أدت الأزمة الاقتصادية الى ارتفاع معدل البطالة بنسبة عشرة في المائة. ففي الأرجنتين التي تضررت اقتصاديا اكثر من أية دولة أمريكية لاتينية أخرى في السنوات الأخيرة، بلغت نسبة البطالة 22 في المائة.
اما في دول افريقيا والشرق الاوسط، فيعاني الشباب بشكل خاص صعوبات جمة في العثور على عمل مناسب.
ففي بعض المناطق، تناهز نسبة البطالة في اوساط الشباب الـ 25 في المائة، بحيث يستعصي العثور على عمل مناسب حتى على خريجي الجامعات.
حتى اوروبا الغنية لم تفلت من أزمة البطالة، حيث يقول تقرير منظمة العمل إنه في الوقت الذي انخفضت فيه نسبة العاطلين عن العمل في عام 2001 بشكل طفيف، عاودت ارتفاعها ثانية في العام الماضي لتستقر على7.6 في المائة من القوة العاملة. ولكن الأرقام المجردة لا تعطي صورة كاملة للوضع.
فعدد الفقراء من العاملين - الذين يتقاضون اقل من دولار واحد في اليوم -
قد ارتفع ارتفاعا كبيرا بحيث يبلغ العدد الإجمالي للعاطلين وانصاف العاطلين والفقراء العاملين على نطاق العالم زهاء 730 مليون نسمة. وتعتقد منظمة العمل الدولية ان على الحكومات ايجاد اكثر من مليار فرصة عمل جديدة على مدى السنوات العشر المقبلة اذا كان لهدف الامم المتحدة في خفض عدد الفقراء في العالم الى النصف ان يتحقق. ويحذر التقرير من ان الحرب المحتملة على العراق وما قد يرافقها من ارتفاع في سعر النفط سيزيد الطين بلة ويساهم في زيادة عدد العاطلين عن العمل.