من ريو جرانده في أقصى شمال أمريكا اللاتينية إلى تييرا دي فويجو في أقصى جنوب القارة قوبلت خطط الولايات المتحدة باستخدام القوة لنزع أسلحة العراق بمعارضة شبه إجماعية.
ويستعصي على الكثيرين فهم كيف أن الزعيم العراقي صدام حسين يهدد السلام العالمي. بل على العكس، فإن الحشد العسكري الجديد من جانب واشنطن أثار مشاعر استياء قديمة وأحيا ذكريات التدخل الامريكي المستمر في شئون منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية على مدى القرن الماضي.كما يخشى كثيرون في أمريكا اللاتينية من التداعيات الاقتصادية للحرب. وثمة بلدان من المنطقة هما المكسيك وشيلي ستكونان طبقا لنظام العضوية الدوري ضمن الاعضاء غير الدائمين بمجلس الامن الدولي حيث يجري بحث القضية. فمع حلول نهاية الاسبوع القادم ستتقدم الولايات المتحدة وبريطانيا على الارجح باقتراح بإجراء تصويت في مجلس الامن بشأن توجيه إنذار نهائي لبغداد يتم تنفيذه بالقوة العسكرية. وقد التقى وزراء خارجية دول سوق أمريكا الجنوبية المشتركة (ميركوسور) وهي الارجنتين والبرازيل وباراجواي وأورجواي، ومعهم وزيري خارجية كل من بوليفيا وشيلي، العضوين المنتسبن، مؤخرا حيث أعلنوا أن الخيارات الدبلوماسية لم تستنفد بعد. وطالبوا بأن ترفض شيلي الالحاح الامريكي على شن حرب فورية. وأكد رئيس وزراء الارجنتين الفريدو اتناسوف الاثنين مجددا أن بلاده لن تشارك في أي حرب على عكس ما حدث عام 1991 عندما انضمت بوينس أيرس إلى التحالف الذي قام بطرد صدام من الكويت. وقالت شعوب أمريكا اللاتينية في استطلاعات الرأي "لا" حازمة لدعم الولايات المتحدة في أي حرب قادمة. وفي وسائل الاعلام ازدادت حدة المقالات التي تدين سياسة واشنطن.