كرر وزير الخارجية الامريكي كولن باول امس القول بان العراق انتهك التزاماته الدولية بازالة ترسانته من اسلحة الدمار الشامل وان (الوقت قد حان للتحرك).
وقال في طوكيو بعد محادثاته مع رئيس الوزراء جونيشيرو ونظيرته اليابانية يوريكو كواغوشي ان الوقت قد حان للتحرك، فهناك ادلة تدينه القرار (الصادر عن مجلس الامن الدولي) 1441 يقول انهم مذنبون و1441 يقول انهم لن يتداركوا الامر، فاذا لم يمتثلوا الان واذا لم يتعاونوا الان نستنجم عن ذلك عواقب وخيمة.
واعلن الرئيس الامريكي جورج بوش يوم امس الاول ان الولايات المتحدة ستقدم مطلع الاسبوع المقبل قرارا جديدا يسمح باستخدام القوة ضد العراق في حال انتهاكه لالتزاماته.
وعندما سئل باول حول دعم طوكيو المحتمل لواشنطن اثناء التصويت على هذا القرار، رد سنكون في مرحلة تحرك دبلوماسي مكثف بعد تقديم القرار الاسبوع المقبل ونأمل ان يقدم اولئك الذين يدعموننا مساعيهم الحميدة لاظهار هذا الدعم.
وكان رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي قد دعا وزير الخارجية الامريكي كولن باول لمواصلة جهوده والحصول على دعم دولي لاعتماد قرار ثان من الامم المتحدة حول نزع الاسلحة العراقية.
وبحسب مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية، قال كويزومي خلال لقائه مع باول في طوكيو (نثمن الجهود الحثيثة التي تبذلها الولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي). ونأمل ان تواصلوا هذه الجهود.
وقال ان واشنطن تأمل باجراء تصويت على قرار جديد بعيد تقديم تقرير رئيسي المفتشين الدوليين حول تعاون العراق الى مجلس الامن الدولي في السابع من مارس المقبل.
واكدت وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كواغوشي امس ان طوكيو لم تقرر بعد ما اذا كانت ستدعم الحرب المحتملة ضد العراق بقيادة الولايات المتحدة.
وقالت في مناقشة تلفزيونية ان موقف الحكومة اليابانية الحالي هو انه لم يحن بعد وقت اتخاذ قرار بهذا الشأن مضيفة ان الجدل القائم حول اللجوء او عدم اللجوء الى القوة يحدث انقساما في المجتمع الدولي ويتيح للعراق كسب الوقت لتجنب الحرب. واكدت ان اليابان ليست (من حيث المبدأ) معارضة لتعزيز عمليات التفتيش الدولية لازالة الاسلحة العراقية مثلما اقترحت فرنسا والمانيا ودول اخرى، لكنها تشكك في جدواها في حال لم يتعاون العراق مع المفتشين. وقالت نشكك في فاعلية مواصلة عمليات التفتيش اذا استمر العراق في عدم التعاون. يتوجب على العراق تقديم الادلة على تدمير ترسانته من اسلحة الدمار الشامل، مستطردة بالطبع نريد حل المسألة بطريقة سلمية.
من جهته يبدأ وزير الدفاع البريطاني جيفري هون اليوم جولة عمل رسمية في عدد من الدول الخليجية التي تعتبر من الحلفاء الرئيسيين لبلاده.
وسيستهل هون جولته بزيارة الى الكويت حيث سيقابل القطاعات العسكرية البريطانية هناك وسيحمل خطابا رسميا من حكومته.
وتأتي جولة هون وسط انتقادات لاذعة وجهت اليه لتمتعه باجازة خاصة فيما ألغيت اجازات الاف من منتسبي القطاعات العسكرية البريطانية استعدادا لحرب محتملة في منطقة الخليج0
وأكدت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية أن هون أخذ استراحة قصيرة الاسبوع الماضي فيما كان مجلس العموم في عطلة منتصف الفصل التشريعي.
الا أن المتحدثة رفضت تأكيد تقارير تحدثت عن اصطحاب هون زوجته وأطفاله الى رحلة للتزلج على الجليد في مصيف تشامونى فوق جبال الالب الفرنسية.
وبينت أنه هون كان على اتصال بالمكتب في كافة أنحائه ويتعامل مع العمل يوميا.
وكان قائد اللواء المدرع السابع البريطاني (جرذان الصحراء) أثناء حرب الخليج 1991 اللواء الركن باتريك كوردنجلي قد انتقد توقيت اجازة هون.
اما في اسرائيل فذكرت صحيفة (يديعوت احرونوت) الاسرائيلية امس ان اخر موعد لشن الهجوم الامريكى المحتمل على العراق هو منتصف مارس المقبل .
ونسبت الصحيفة النبأ الى مصادر امريكية لم تحددها.
فيما ذكرت الصحف البريطانية امس ان مجلس الامن الدولي سيدعى في منتصف مارس المقبل لعقد جلسة للتصويت على مشروع قرار جديد، يقدم من قبل لندن وواشنطن ويتضمن اعطاء مهلة ثلاثة اسابيع للرئيس العراقي صدام حسين لنزع اسلحته او ان يواجه حربا.
واجرى رئيس الوزراء البريطاني مؤتمرا هاتفيا بهذا الخصوص مع الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيسي الحكومتين الايطالي سيلفيو برلوسكوني والاسباني خوسيه ماريا اثنار.
وحسب صحيفة (صاندي تايمز) فان بلير نصح بشدة خلال الاتصال الهاتفي بوش بقبول فكرة توجيه انذار للعراق لتدمير اسلحة الدمار الشامل في مدة ثلاثة اسابيع او ان يواجه حربا.
ونقلت الصحيفة عن ناطق باسم رئيس الحكومة البريطانية ان صدام حسين سيوضع في اخر المطاف امام تحدي ان يقبل ما يطلب منه بالكامل، وهذه المهلة ستعتبر الفرصة الاخيرة له.
من جانب اخر، اشارت صحيفتا (صاندي تلغراف) و(الاوبزرفر) الى ان مشروع القرار الاميركي البريطاني الجديد سيشير بوضوح الى ان العراق في (انتهاك مادي) للقرار 1441.
ومن جانب اخر، اوضحت الصحيفة ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيوجه خطابا الى مجلس العموم غدا لشرح هذه التحضيرات الاخيرة.
وسيسبق كلمة بلير نقاش برلماني حول الازمة في جلسة موسعة تخصص لهذا الشأن الاربعاء المقبل حيث من المتوقع ان يواجه المعسكر المتشدد ضد العراق والذي يتبنى بلير موقفهم انتقادات متعددة حتى من قبل اعضاء في حزب العمال الحاكم.
وتقول صحيفة (الاندبندنت) بان بلير مازال يأمل بالتمكن من تجنب انشقاق في حكومته وخطر هزيمة برلمانية طالما بقيت الطريق مفتوحة امام حرب محتملة في الامم المتحدة.
وفي اثينا ذكرت أنباء صحفية أن الجنرال الامريكى المتقاعد أنتونى زينى سيلتقى باثنين من كبار الضباط العراقيين فى العاصمة اليونانية يوم الاربعاء المقبل فى اطار الجهود التى يبذلها الاتحاد الاوروبى لتفادى نشوب حرب فى العراق.
وقالت صحيفة (تو فيما) اليونانية الواسعة الانتشار امس ان الجنرال زينى الذى وصفته بانه الممثل الشخصى للرئيس الامريكى جورج بوش سيلتقى فى مدينة اثينا باثنين من كبار ضباط الجيش العراقى من بغداد فى اجتماع نادر بين البلدين بموافقة الرئيس العراقى صدام حسين.
اما في استراليا فاكد وزير الخارجية الكسندر داونرامس أن القرار الثاني لمجلس الامن الدولى والخاص بالعراق والذى يجرى حاليا اعداده من جانب كل من بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية سيعطى للعراق مهلة أياما قليلة لنزع سلاحه قبل مهاجمته من جانب قوات تقودها الولايات المتحدة الامريكية.
وقال دونر(الذى كان يتحدث الى شبكة تليفزيون ناين نتورك) ان استراليا تناقش القرار حاليا مع واشنطن ولندن وأنه من المتوقع أن يكون جاهزا لعرضه على مجلس الامن هذا الاسبوع0
وأضاف ان القرار الثانى لن يطلق على الفور عملا عسكريا ولكنه سيعطى بغداد أياما قليلة للاذعان لمطالب نزع التسلح الموجودة فى القرار الاول رقم 1441 ، مشيرا الى أن القرار الثانى سيكون بمثابة رسالة الى صدام حسين بأن أمامه أياما قليلة للمغادرة. واكد وزير الخارجية الاسترالى انه يتعين على صدام اما أن يغير سياسته بصورة جذرية أو سيكون هناك عمل عسكرى، وسيتم نزع سلاحه بالقوة. وقال انه يتوقع أن يصدر القرار وأن تمتنع فرنسا (أكبر صوت معارض للحرب مع العراق) عن التصويت بدلا من استخدام حق الفيتو الذى تملكه للاعتراض عليه. وأشار الوزير الاسترالى الى أنه سيناقش القرار الجديد مع نظيره الامريكى كولن باول فى سول الاسبوع الحالى حيث سيحضران حفل تنصيب الرئيس الكورى الجنوبى الجديد (روه مو هاين)وقال ان لدينا اتصالات يومية مع واشنطن بخصوص هذه المسألة.
من مهمته وصل بغداد مساء امس الاول رئيس الوزراء الروسي الاسبق يفغيني بريماكوف كما ذكر مصدر دبلوماسي رافضا تحديد موضوع زيارته.
وبحسب مصادر قريبة من الرئاسة الروسية فان بريماكوف جاء الى العراق بطلب من الكرملين في مهمة وساطة. وتعذر الحصول على اي تفاصيل بشأن جدول اعماله لدى المسؤولين العراقيين او السفارة الروسية في بغداد. وبريماكوف الذي شغل ايضا منصب وزير الخارجية في روسيا مختص في شؤون المنطقة.
وكان الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشيف ارسله سنة 1990 الى بغداد في مهمة وساطة قبيل حرب الخليج الثانية 1991.
وابدى رئيس الوزراء الماليزى مهاتير محمد امس تخوفه ان لايؤدى اى هجوم على العراق سوى لاغضاب المسلمين الذين تثور حولهم الشكوك منذ هجمات سبتمبر 2001 وقال رئيس الوزراء الماليزى الذى تستضيف بلاده قمة دول عدم الانحياز ان العالم يعيش حالة ذعر ويسمح للخوف من المسلمين بأن يؤثر على السياسة الدولية. واضاف تتملكنا المخاوف الى حد كبير، نخاف ان نركب الطائرات ومن الذهاب الى دول بعينها، ونخاف من اناس بعينهم.
من ناحية ثانية اظهر المرشحون الديموقراطيون للانتخابات الرئاسية العام المقبل انقساماتهم حول الاستراتيجية التي ينبغي اعتمادها حيال العراق وذلك في خطاباتهم الاولى التي القوها في واشنطن يومي الجمعة والسبت امام الهيئات الوطنية لحزبهم. ومن المتوقع ان يتقدم ثمانية مرشحين في المعسكر الديموقراطي للانتخابات الرئاسية.- وقال ممثل كارولاينا الشمالية السناتور الديموقراطي المعتدل جون ادوارز اعتقد انه يجب نزع اسلحة صدام حسين بكل الوسائل بما فيها القوة.
واعلن السناتور جوزف ليبرمن (كونيكتيكت) الذي كان ترشح على لائحة آل غور لمنصب نائب الرئيس اثناء الانتخابات الرئاسية الاخيرة العام 2000، وكذلك ديك جيهارت، الزعيم السابق للاقلية الديموقراطية في مجلس النواب، انهما يؤيدان تدخلا عسكريا ضد العراق اثناء خطابيهما. الا ان ممثل اوهايو، دنيس كوسينيه الذي سيشارك في السباق الى البيت الابيض لتعزيز الفريق المعارض للحرب، اعتبر ان العراق تم احتواؤه ويمكن الاستمرار في ذلك، وعمليات الامم المتحدة للتفتيش عن اسلحته ضرورية، اما الحرب فلا. ودافع عن هذا الموقف ايضا الناشط الاسود النيويوركي ال شاربتون .