اكمل خبراء الامم المتحدة المكلفين بنزع سلاح العراق امس الخميس ثلاثة اشهر من عمليات التفتيش في العراق من دون ان يواجهوا عراقيل اساسية، الا ان رغبة العراق في نزع سلاحه لا تزال تثير الشكوك.واصرار الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا على استخدام القوة ضده استعصى على فهم المجتمع الدولي
وكان مفتشو لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية وعددهم نحو المائة قد استأنفوا اعمالهم في السابع والعشرين من نوفمبر الماضي وقاموا بنحو 800 عملية تفتيش شملت اكثر من 600 موقع في بغداد وفي المحافظات الاخرى. واعلنوا ان بغداد تنتج صواريخ من نوع الصمود-2 اكدوا ان مداها يفوق ال150 كلم الذي تسمح به الامم المتحدة وطلبوا تدميرها بحلول الاول من مارس المقبل المصادف ليوم غد السبت ولم يعلن بعد العراق موقفا من هذا الطلب، الا ان مصادر دبلوماسية في بغداد تقول ان الجواب سيكون ايجابيا خصوصا انه سيأتي قبل ايام من موعد التقرير الذي سيقدمه رئيسا فريقي المفتشين هانس بليكس ومحمد البرادعي الى مجلس الامن في السابع من الشهر المقبل. ويعتبر بليكس والبرادعي ان عملية نزع السلاح لا يمكن ان تكتمل من دون تعاون انشط من جانب العراق وهو استنتاج قد تكون عواقبه وخيمة على بغداد في الوقت الذي يناقش مجلس الامن مشروع قرار امريكي يفتح الطريق امام استخدام القوة. ومع اقتراب هذه الاستحقاقات حرصت بغداد على ابداء حسن نيتها وسلمت بليكس رسائل عدة فيها وثائق وادلة على تدمير اسلحة بيولوجية وكيميائية. كما سلمت بغداد المفتشين لائحة جديدة تضم اسماء 38 عالما شاركوا في تدمير اسلحة وعناصر بيولوجية بعد ان كانت سلمتهم قبلا لائحة اخرى تضم اسماء 83 عالما كيميائيا مطلع فبراير الجاري. وهي المرة الاولى التي يتم فيها تحقيق تقدم في المجال البيولوجي منذ سنوات اذ فشل مفتشو اللجنة السابقة (انسكوم) في اماطة اللثام عن هذه الاسلحة خلال مهمتهم التي امتدت من عام 1991 الى عام 1998. كما سحبت بغداد الشروط التي كانت قد وضعتها مقابل السماح لطائرات التجسس الامريكية من نوع يو-2 بالتحليق في الاجواء العراقية ووافقت على هذا التحليق ابتداء من السابع عشر من الشهر الجاري. ولا يزال الملف المتعلق بمقابلة العلماء على انفراد يتعثر حيث اصر القسم الاكبر من العلماء الذي استدعتهم لجنة انموفيك على وجود ممثل عن الحكومة العراقية خلال المقابلة مع المفتشين وعلى تسجيل مضمون المقابلة. واعتبر دبلوماسي غربي مقيم في بغداد انه من المتوقع ان يقدم بليكس تقريرا غير قاطع الى مجلس الامن، سيجد فيه كل من الطرف الداعي الى الحرب والطرف المعادي لها ضالته. وقد ألمح بليكس الى هذا الاحتمال بنفسه. وقال ايضا في حديث نشرته صحيفة دي تسايت الالمانية الاسبوعية انه لا يزال من غير الواضح اليوم ما اذا كان العراق يريد فعلا التعاون مع المفتشين. واضاف بليكس ان بغداد تعاونت اجمالا خلال الاسابيع الماضية معتبرا في الوقت نفسه انه بوسع العراق بذل المزيد وان ذلك سيلاحظ.