اجمل مافي مقابلة كبير مذيعي السي بي اس الامريكية دان راذر للرئيس العراقي صدام حسين طلب المناظرة تلفزيونيا مع الرئيس بوش أمام الرأي العام العالمي.. وهذا الطلب في ذاته يعد ضربة معلم كما نقول ويسجل تفوقا لصالح الرئيس صدام في حرب الدبلوماسية والمقترحات الامريكية ـ البريطانية من جانب والمقترحات المضادة من المانيا وفرنسا في الجانب الآخر من مجلس الأمن.. ويبدو ان الرئيس صدام يلعب هذه المرة بذكاء وبأدوات الغرب المتحضر المتمثلة في الحوار الحر والاحتكام لسلطة الرأي العام وصوت الشعب لاصوت الصواريخ والقنابل.. ولنا ان نتخيل فيما لو وافق الرئيس بوش على هذه المناظرة التلفزيونية كيف وماذا سيكون عليه الحوار بين الرجلين في هذا الجو المحموم لحرب وشيكة في خلال أيام لا اسابيع او اشهر من حيث المبدأ وكما قلت فان صدام ارتفعت معنوياته بالمواقف البرلمانية والشعبية المناوئة لمشروع الحرب الامريكي البريطاني ويتوجه بذكاء لاحراج امريكا بمناظرة مع رئيسها حول مبررات وعدالة الحرب على شعب العراق ونظامه السياسي.. والسؤال طبعا هنا حتى وان لم يوافق الرئيس بوش وهو لن يفعل بالتأكيد, فالأكيد ان صدام حقق لنفسه نقاطا ايجابية وفي صالحه وقد بدا رجلا متحضرا وسياسيا واضحا مكشوفا وليس لديه ما يخشى من تفنيد حجج امريكا ومبرراتها لاستخدام القوة على دولة لا تمثل أي تهديد على امريكا وشعبها ومصالحها يستحق كل هذه الحملة العسكرية التي ستطال دمويتها كلا الطرفين مع فارق القوة وموازينها بين امريكا والعراق الرأي العام العالمي المناوئ للحرب الامريكية البريطانية ليس صحيحا انه متيم بنظام صدام ويجب ان لايفهم منه منافحة عن وجود صدام السياسي المثخن بالمآسي للعراقيين انفسهم قبل الجيران والخلان حوله وانما تصدى لمنهجية استئصالية تكبر يوما عن يوم في واشنطن ويخشى منها على العالم كله ان هي مضت في هذا الاتجاه الذي سيجعل الحريات والسيادة والشرعية متأرجحة والعالم كله يعرف حقيقة الرجلين صدام بتاريخه الدموي وتفكيره العبثي وبوش بمطامحه السياسية ولعبة مصالحه المكشوفة للعالم كله.. ولذلك فلن تحقق المناظرة لكليهما أي سبق قدر ماستكون مادة للفرجة على مناطحة غرائبية من النادر حدوثها.