في سعيه لحرب ضد العراق يلاحظ محللون أن أمضى سلاح يستحدمه الرئيس الامريكي جورج بوش في خطبه هو قدرته على خلق جو يوحي بأن الهجوم على بغداد حتمي.
هذا رغم اصرار الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني جيرهارد شرودر على ان الحرب ضد العراق ليست حتمية. وهذا أيضا رأي زعماء الحركة المناهضة للحرب وبعض خبراء السياسة الخارجية.
ولكن الاغلبية في المؤسسة السياسية بواشنطن ووسائل الاعلام الامريكية يعتقدون ان الحرب لا مناص منها ومعظم الامريكيين يوافقون على انه خلال شهور ستتساقط القنابل على بغداد ولا يمكن وقفها.
قال جوزيف سربسيوني من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: اشاعة جو من حتمية الحرب جزء مهم من استراتيجية ادارة بوش التي سلطت الاضواء على الحشد العسكري والتحرك في الامم المتحدة وقضايا فرعية تناقش النفقات والعواقب. وقالت فيليس بينيس من معهد دراسة السياسات وهي منظمة ليبرالية تعارض الحرب ان بوش أحرق كل الجسور بخطبه الرنانة.
عندما يقول رئيس أقوى دولة في العالم مرة تلو المرة أن هذا الشيء سيحدث ويرسل قوات عسكرية ضخمة الى المنطقة فان كثيرين يعتقدون انه لا جدوى او ربما يستحيل وقف الحرب..
المأزق الذي يقف فيه بوش حاليا ان الباب بات مغلقا امام احتمال التوصل الى أسلوب مشرف ومقبول يحقق نزع سلاح العراق. ولكن محللين كثيرين يعتقدون انه اذا لم يرسل بوش تحذيرا قويا لبغداد بشأن مخالفة قرارات الامم المتحدة بنزع سلاح العراق فان صدام حسين لن يأخذ واشنطن محمل الجد.
ويعتقد النائب الديمقراطي السابق توم اندروز احد زعماء الحركة المناوئة للحرب في الولايات المتحدة ان نشر جو من حتمية الحرب من اهم وسائل ادارة بوش.
قال يجب علينا ان نوضح ان الحرب ليست حتمية. انها ديمقراطية وأصوات الشعب مهمة. ويجاول زعماء أجانب ازالة شعور سائد بأنه لا بديل عن الحرب. قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك هذا الاسبوع بعد لقائه مع رئيس وزراء أسبانيا خوسيه ماريا أزنار احد أكبر المؤيدين الاوروبيين لبوش الحرب ليست حتمية. الحرب من أفظع الحلول. وحاول عنان توصيل الرسالة نفسها لقمة عدم الانحياز في كوالالمبور. قال اعتقد انه حتى الان الحرب غير حتمية. عاد المفتشون الى العراق قبل شهور قليلة وبدأوا يصلون الى نتائج ويجب تمكينهم من الاستمرار حتى يتم تدمير كل اسلحة الدمار الشامل أو العثور عليها. وقال شرودر بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس الاول الاربعاء لا أريد التكهن.. ولكنني ما زلت أمل وأتوقع انه بوجود النيات الحسنة لكل الاطراف في هذه العملية فانه يمكن التوصل الى حل سلمي. وفي استطلاع للرأي اجرته شبكة (سي. ان. ان) ومجلة تايم قال 75 في المئة ان حرب العراق حتمية بالمقارنة مع 63 في المئة في يناير كانون الثاني بينما قال 20 في المئة انه يمكن تجنب الحرب. وفي الشهر الماضي قال 31 في المئة انه يمكن تجنب صراع مسلح.