عقد المجلس الوزارى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماع دورته السادسة والثمانين يومى امس وامس الاول فى مدينة الدوحة بدولة قطر برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى وزير خارجية دولة قطر رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزارى . واستعرض المجلس الوزارى ما تم انجازه من خطوات تنفيذية ومتابعة لقرارات المجلس الاعلى فى دورته الماضية فى مجالات التعاون المشترك لدول المجلس وكذلك التطورات الاقليمية والعربية والدولية فى المجالات السياسية والعسكرية والامنية.وعبر عن عميق تقديره للجهود التى يبذلها الرئيس الحالى للمجلس الاعلى صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى امير دولة قطر حفظه الله فى هذا الاطار وفى تفعيل العمل المشترك فى شتى المجالات
كما اشاد بالجهود القيمة التى بذلها حضرة ملك مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى ال خليفة خلال ترؤسه اعمال الدورة العادية (15) لمجلس جامعة الدول العربية .
أولا : التعاون المشترك فى الجانب الاقتصادى
- استمع المجلس الوزارى الى تقرير من الامين العام عن الاليات والخطوات العملية التى اتخذت لتنفيذ قرار المجلس الاعلى فى دورته الثالثة والعشرين بشأن الجوانب الاقتصادية من وثيقة الآراء التى قدمها صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطنى فى المملكة العربية السعودية.
- كما استعرض المجلس عددا من محاضر اجتماعات اللجان الوزارية والهيئة الاستشارية وما توصلت اليه من قرارات وتوصيات وما رفع اليه من تقارير بشأن النظام الاساسى لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون والنظام الاساسى للمكتب التنفيذى لمدن مجلس التعاون ونتائج الاجتماع الثانى عشر للجنة التعاون العلمى والتقنى والتوصية بانشاء ادارة للعلوم والتقنية فى اطار تحديث الهيكل التنظيمي للامانة العامة .
- احاط المجلس علما بما اتخذته لجنة التعاون المائى من توصيات واجراءات فى اجتماعها الاول ومنها تحويل مركز الجبيل لابحاث تحلية المياه المالحة الى مركز اقليمى يخدم كافة دول المجلس والموافقة على الخطوط الرئيسية للسياسة المائية الاسترشادية المشتركة لدول مجلس التعاون .
- كما استعرض المجلس الوزارى ما توصلت اليه اجتماعات عدد من اللجان الوزارية الاخرى فى مجالات التعاون التجارى والزراعى والتعاون الصناعى واجتماعى لجنة التعاون المالى والاقتصادى واعرب عن ارتياحه للخطوات التى تمت وما تحقق من نتائج فى اطار عمل هذه اللجان.
- ناقش المجلس ايضا العلاقات الاقتصادية بين دول المجلس والدول والمجموعات الاقتصادية الدولية بما فى ذلك المفاوضات بشأن اقامة منطقة تجارة حرة بين الجانبين وعبر عن ارتياحه للجهود المبذولة لتطوير هذه العلاقات .
- وفى مجال شؤون الانسان والبيئة اطلع المجلس الوزارى على ما توصل اليه مجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية ومجلس وزراء الصحة ووزراء الاعلام ووزراء الشباب والرياضة ورؤساء اللجان الاولمبية من قرارات فيما يخص تقويم اللجان الفنية الشبابية وانشاء اتحاد رياضى خليجى والتعاون والتنسيق فى المجالات العمالية والاجتماعية والاعلامية والصحية والشبابية والرياضية .
- كما اطلع على نتائج اعمال اللجنة الفنية المكلفة بدراسة وضع المنظمات المتخصصة وعلاقتها بمجلس التعاون وعلى خطة عمل الفريق المكلف بدراسة التوجهات الصادرة عن المجلس الاعلى لمجلس التعاون بشأن التعليم . وفى مجال الشؤون العسكرية اطلع المجلس الوزارى على الخطوات التى تمت فى مجال التعاون العسكرى وعبر عن ارتياحه لما تم انجازه فى هذا المجال .
ثانيا : القضايا السياسية تابع المجلس الوزارى بقلق بالغ التطورات والاحداث الراهنة الخطرة والمتسارعة فى المنطققة والتى تقود الى حرب محتملة على العراق وانعكاسات وتداعيات ذلك على الامن والاستقرار فى منطقة الخليج والعالم. - اكد المجلس الوزارى مجددا على اهمية التزام العراق الفورى والكامل بتنفيذ قرار مجلس الامن 1441 الخاص بنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية واستكمال تطبيق القرارات الاخرى ذات الصلة وخاصة ما يتصل منها بالافراج عن الاسرى والمحتجزين من مواطنى دولة الكويت وغيرهم من رعايا الدول الاخرى واعادة كافة الممتلكات والارشيف الوطنى والوثائق والسجلات الرسمية الكويتية.
- التأكيد فى الوقت نفسه على ضرورة تهيئة الظروف والاسباب وبذل كل ما امكن من جهود مكثفة لتجنب حرب محتملة مدمرة على العراق واعطاء المفتشين الدوليين والجهود الدبلوماسية العربية والدولية مهلة كافية من الوقت لتحقيق التوصل الى النزع الكامل لاسلحة الدمار الشامل العراقية والبناء على ما تحقق فى هذا الشأن تنفيذا لقرار مجلس الامن 1441 والقرارات الدولية الاخرى ذات الصلة. رحبت دول المجلس بقبول العراق غير المشروط تنفيذ القرار 1441 والتعاون الذى يبديه مع المفتشين الدوليين ، واكد المجلس مجددا مواقفه الثابتة من ضرورة احترام استقلال العراق ووحدة اراضيه وسلامته الاقليمية.
مبادرة دولة الامارات العربية المتحدة
حرصا من دول مجلس التعاون على سلامة وامن العراق شعبا وارضا وسعيا للحفاظ على امن واستقرار منطقة الخليج والعالم العربى ومن منطلق تجنيب العراق وشعبه الشقيق المزيد من المعاناة والدمار وويلات الحروب التى عانى منها على مدى العقدين الماضيين وما تولد عن ذلك من انعكاسات سلبية وتبعات على المنطقة واستقرارها ، فان دول المجلس تعرب عن تقديرها البالغ لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة على جهوده الخيرة التى تهدف الى دفع الشر عن الشعب العراقى وتجنيبه مغبة العمل العسكرى وذلك لما عرف عن سموه من حكمة وبعد نظر وبما اتسمت به فترة حكمة من مواقف قومية لا يرقى اليها الشك هدفها وغايتها مصلحة الدول العربية والانسان العربى .
ومن هذا المنطلق ولاهمية الافكار التى طرحها سموه فى مبادرته بخصوص العراق وبما ان الفرصة لم تتح لهذه المبادرة المهمة لكى تستعرض فى مؤتمر القمة العربى الذى تم انعقاده غرة شهر مارس الجارى فى شرم الشيخ بمصر ولحشد الدعم والتأييد اللازم لها ولكونها شأنا عربيا فان المجلس يرى ضرورة طرحها فى الاطار العربى لمناقشتها وتقييمها .
- بحث المجلس الوزارى قضية احتلال جمهورية ايران الاسلامية الجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى) التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة مستذكرا ومؤكدا على موقفه وقراراته السابقة فى هذا الشأن. وبعد اطلاعه على الاتصالات والزيارات الهامة المتبادلة بين دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية ايران الاسلامية اعرب المجلس عن تطلعه الى التوصل الى حل سلمى يؤدى الى انهاء الاحتلال الايرانى لجزر دولة الامارات العربية المتحدة الثلاث ويسهم فى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطوير التعاون بين دول المجلس وجمهورية ايران الاسلامية وترسيخ الامن والاستقرار فى المنطقة. واكد المجلس الوزارى على موقفه الثابت من دعم حق دولة الامارات العربية المتحدة الكامل فى سيادتها على جزرها الثلاث وعلى المياه الاقليمية والاقليم الجوى والجرف القارى والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءا لا يتجزأ من دولة الامارات العربية المتحدة.
وبعد تقييم شامل استذكر المجلس الوزارى تكليف المجلس الاعلى له الاستمرار بالنظر فى كل الوسائل السلمية التى تؤدي الى اعادة حق دولة الامارت العربية المتحدة فى جزرها الثلاث.
وتابع المجلس الوزارى بقلق بالغ تطورات وتداعيات مسيرة السلام فى الشرق الاوسط واستمرار التدهور الخطير للاوضاع فى الاراضى الفلسطينية المحتلة الناتج عن مواصلة قوات الاحتلال الاسرائيلى ممارساتها الارهاربية ضد ابناء الشعب الفلسطينى وقيادته مستغلا فى ذلك انشغال العالم بتطورات الازمة العراقية . ودان المجلس هذه الاعمال الوحشية ليؤكد مجددا ان انتهاء الاحتلال الاسرائيلى للاراضى الفلسطينية والعربية التى احتلتها عام 1967 وتمكين الشعب الفلسطينى من حقه فى تقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطنى وعاصمتها القدس الشريف وفقا لما نصت عليه مبادرة السلام العربية هو المخرج من دوامة العنف والسبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم فى منطقة الشرق الاوسط وتجنيب المنطقة والعالم حربا قد تفضى الى نتائج وخيمة وكارثة انسانية. وطالب المجلس الوزارى المجتمع الدولى بعدم اغفال ما يتعرض له ابناء الشعب الفلسطينى فى غمرة الاحداث والتطورات المتعلقة بالازمة العراقية والعمل على الضغط على اسرائيل لوقف هذه الممارسات الدموية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى وليتمكن الفلسطينيون من اجراء الانتخابات التشريعية والاصلاحات المطلوبة منهم تمهيدا لاستئناف المفاوضات بين الجانبين .
وجدد المجلس الوزارى مطالبته المجتمع الدولى بالعمل على جعل منطقة الشرق الاوسط بما فيها منطقة الخليج خالية من كافة انواع اسلحة الدمار الشامل بما فيها الاسلحة النووية.
وشدد المجلس الوزارى على ضرورة انضمام اسرائيل الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية واخضاع كافة منشآتها النووية لنظام التفتيش الدولى التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.