@@ دع في الخلف كل هذه الاحلام.. دع كل الانتفاضات.. وكل الاصوات وانين الجرحى.. والثكالى.. والبائسين.. الباحثين عن مأوى دع كل هذا ونم..
@@ انت ياسيدي تسقط جزئيا وتستهلك على نحو لايرضيني.. وانت لايبقى منك شيء.. انك تقف على رأسك وليس رأسك ذا قيمة.. انك تهدد في جوف الارض.. وعلى اعمدة الصحف.. وهذا وحده لايكفي.. ولن تغير الكون.. ولا حال الدنيا!!
@@ ياسيدي مهدورة انسانيتي بكل هذا الرضا.. وانت منزوع الرأس بجانبي وماذا افعل برجل بلا رأس.. انك تغادرني.. وانت ملتصق بي ـ انت منفصل تماما ـ بارتعاشة شفتيك ورموش عينيك.. انك تمتطي كل احلامك وترحل!!
@@ لقد اخترتك يوميا واخفيتك في حدقاتي وفي سمعي وبصري واين انت تركتني.
@@ لقد هالك ياسيدي ان تكون واضحا.. وصريحا.. فانتعلتني ـ زوجة ـ وانت رأسك لك ورأسي ليس لي.
@@ لقد تركتني بيتا يسعى خلف سلاطه الصغيرة ليفف عليها وتصعد انت الى بيتك قبل ان ينهار.
@@ تركتني اطمر الضيق والقصير الذي يتلوى في العتمة ويتوه ولم تدعني اصل الى تلك الشوارع المضاءة لابصر معك وبك الطريق.
@@ إن لي قلبا ياسيدي لايكف عن الخفق والدعاء لك وطفلا. صغيرا تهتف انت من عينيه كل صباح.. انا قاصرة النبض والفهم.. ولكن لن ادعك تهرب مني.
@@ انت مساق بأحزانك وانت كل حزني..
وانت من يلتف الحرف حول عنقه.. ويعذبه ويشقيه وينتزعه مني.
@@ وانت من سفحت الليل من اجله واضعت عمري لن ادعك تهرب مني.. سأشنق كل هذه الحروف سأمزقها سأطعنها بالسكين ساحرقها بناري.. ناري انا التي اشعلتها انت ياسيدي الشجاع على امرأة..
ماذا يعني.. كل كلامك هذا.؟ وماذا تود ان تقول.؟ ولماذا كل هذا الاغتراب.؟ وماذا يمكن ان تكتشف تحت السموات السبع؟ وما الذي يمكن ان تواجهه.. او تحمل عبئه.. او تعمل على الخلاص منه وحدك.؟ الحرب.. وجدت قبل ان توجد.. والشر.. والموت والظلم.. والطغيان.. والنساء.. والدمار.. وكل من يصنعها هم في النهاية والبادية معا يرون انهم على حق..
@@ انت لاتدرك ان من يسعى الى الحرب يملك اصرارا شرسا على صناعة الموت.. وهؤلاء القتلة المحترفون.. لن يمنعهم احد.. ولكنهم سيموتون ايضا.. فذلك هو القدر الطبيعي لكل الطغاة على الارض.. والامر ببساطة ان الجميع يقضون في مواجهة الموت قتلة ومقتولين..
وبعد الموت ـ لا ازيد!!