اعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ان واشنطن تفكر في خفض عدد قواتها في اوروبا الغربية لا سيما في المانيا في اطار اعادة انتشار على المستوى العالمي. وقال رامسفيلد في لقاء مع المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يتمركز في المانيا عدد كبير من العسكريين الامريكيين. كان ذلك مهما خلال الحرب الباردة في مواجهة تهديد الاتحاد السوفيتي. بالتأكيد الامر لم يعد كذلك حاليا. وبعد ان تحدث عن احتمال اعادة نشر القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية لتأمين قدرة اكبر على التحرك لها، قال ان ذلك ينطبق على اوروبا الغربية حيث واجهنا مؤخرا صعوبات في تحرك للقوات لم يسمح بنقل الجنود بالقطارات في النمسا.
وكان رامسفيلد يلمح الى عرقلة النمسا البلد المحايد هذا الشهر مرور مئات من جنود فرقة المشاة الاولى في المانيا التي كانت متوجهة الى تركيا تمهيدا لحرب محتملة على العراق. وقال ان قائد القوات الأمريكية في اوروبا الجنرال جيمس جونز سيقدم مقترحات. وأكد جونز يوم الاثنين ان محادثات مكثفة تجرى مع الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي لسحب 116 الف عسكري من اوروبا الغربية يتمركز 70 الفا منهم في المانيا واعادة نشر القوات باتجاه اوروبا الشرقية. وأكد جونز في قاعدة شتوتجارت الأمريكية (جنوب غرب المانيا) انه اقترح شبكة من القواعد تتمركز فيها القوات لفترة اقصر وطبقا للحاجات العسكرية. واضاف ان ذلك سيتيح للجنود التدخل في اكثر من منطقة. وتغطي القيادة العسكرية الأمريكية في اوروبا العمليات في افريقيا ايضا وقادرة على ارسال تعزيزات الى الشرق الاوسط. وأكد ان الامر لا يعني اننا سنستوطن في اوروبا الشرقية كما استوطنا في اوروبا الغربية في القرن العشرين ردا على التهديد السوفيتي. وقال لدينا منذ فترة طويلة توجه غرب ـ شرق. واوضح الجنرال جونز الذي يتولى ايضا قيادة قوات الحلفاء في اوروبا، ان اولى عمليات اعادة الانتشار ستبدأ بعيد اواخر يوليو المقبل مؤكدا ان القيادة الاوروبية هي على مفترق طرق بين قرنين. ونفى الجنرال ايضا ان يكون الهدف من اعادة الانتشار معاقبة المانيا التي تعارض تدخلا عسكريا في العراق.