في استغلال لانشغال العالم بتطورات الوضع على الساحة العراقية واصل العدو الاسرائيلي حملته الدامية التي تستهدف قتل واعتقال المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني وتدمير بيوتهم في المناطق المحتلة.
فقد أفاد مصدر امني فلسطيني انه عثر صباح أمس الثلاثاء على جثتي فلسطينيين شرق دير البلح وسط قطاع غزة شمال مستوطنة كفر داروم قتلا فجر أمس برصاص الجيش الاسرائيلي. وقال المصدر الامني انه "عثر صباح امس على جثتي فلسطينيين قتلا فجرا برصاص الجيش الاسرائيلي شرق دير البلح شمال مستوطنة كفر داروم وسط قطاع غزة".واضاف "ان الجيش الاسرائيلي ما زال يمنع سيارات الاسعاف من نقل الجثتين اللتين وجدتا في احدى المزارع الفلسطينية على بعد عشرات الامتار من السياج الامني لمستوطنة كفر داروم شرق دير البلح في المنطقة الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة".
واشار شهود عيان الى "ان الفلسطينيين كانا مسلحين وان اطلاق نار كثيف وقع في الساعة الثانية فجرا بالتوقيت المحلي من قبل الجنود الاسرائيليين المتمركزين على حدود المستوطنة حيث فتحوا نيران رشاشاتهم الثقيلة باتجاههما". ولم تعرف هوية القتيلين او الجهة التى ينتميان اليها.
وبذلك يرتفع الى 3069 عدد القتلى منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في نهاية سبتمبر 2000 بينهم 2298 فلسطينيا و713 اسرائيليا.
وقال شهود ومصادر عسكرية ان القوات الاسرائيلية اشتبكت أمس الثلاثاء مع مسلحين فلسطينيين في مدينة الخليل المقسمة بالضفة الغربية بعد مقتل جندي اسرائيلي في كمين. واستمرت المصادمات الفلسطينية الاسرائيلية في اطار الحملة التي بدأت منذ 29 شهرا للمطالبة بالاستقلال في الوقت الذي يستعد فيه مشرعون فلسطينيون لتقديم قرار باستحداث منصب رئيس للوزراء للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للتصديق عليه.
واعلن الجيش الاسرائيلي أمس الثلاثاء ان مسلحين فلسطينيين قتلوا جنديا اسرائيليا واصابوا خمسة في هجوم بالرصاص بمدينة الخليل المقسمة اعقبته معركة شرسة مع القوات الاسرائيلية. وتنامى التوتر في منطقة الخليل منذ ان تنكر مسلحون فلسطينيون في هيئة يهود متدينين وتسللوا الى مستوطنة كريات اربع اليهودية المتاخمة لمدينة الخليل حيث قتلوا رجلا وزوجته بالرصاص في عطلة السبت اليهودية قبل ان تقتلهم القوات الاسرائيلية. وفي هجوم الخليل اطلق المسلحون الفلسطينيون الرصاص على الاسرائيليين بالقرب من الحرم الابراهيمي.
وذكرت محطات الاذاعة ان معركة اندلعت بالاسلحة النارية بين المسلحين الفلسطينيين وجنود اسرائيليين هرعوا الى المكان. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الجنود الاسرائيليين طوقوا مبنى قريبا من المكان تحصن داخله المسلحون وطالبوهم بالاستسلام ثم اطلقوا صاروخا من قاذفة تحمل على الكتف على الطوابق العليا من المبنى.واعلن الجيش الاسرائيلي ان المعركة تجددت ثم بدأت بعد ذلك جرافات الجيش في ازالة المنزل. وقال مصدر عسكري اسرائيلي انه عثر بين انقاض المنزل على جثة فلسطيني يعتقد انه احد المسلحين.
واستؤنف اطلاق الرصاص من منطقة المنزل المهدم والمنازل المجاورة صباح أمس وردت القوات الاسرائيلية على النيران. وقال مصدر عسكري: قواتنا تواصل نشاطها حتى الان. وشهدت الخليل كثيرا من اعمال العنف منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي في سبتمبر 2000. ويعيش في المدينة المقسمة نحو 400 يهودي في جيوب استيطانية شديدة التحصين بين 120 الف فلسطيني.
وكانت معركة الخليل احدث حلقة في المصادمات الفلسطينية الاسرائيلية التي قلصت آمال الولايات المتحدة في اعادة الهدوء الى المنطقة وهي تسعى لكسب التأييد الدولي لحرب محتملة ضد العراق. وأفادت مصادر فلسطينية أمس أن فلسطينيا أصيب بجراح متوسطة عندما فتحت قوات الاحتلال الاسرائيلى نيران أسلحتها الرشاشة شمال غرب محافظة رفح. ونقلت المصادر عن شهود عيان أن راتب ملاحى الطوبجى "34 عاما" أصيب بعيار نارى فى الساق اليسرى وهو بداخل منزله. وأضاف الشهود أن جنود الاحتلال المتمركزين على أبراج المراقبة العسكرية المحيطة بمستوطنة موراغ فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة بشكل عشوائى صوب منازل المواطنين الفلسطينيين مما أدى الى اصابة الطوبجى.
وقامت القوات الاسرائيلية أمس باعتقال العشرات من الفلسطينيين فى العديد من المناطق الفلسطينية المختلفة فى الضفة الغربية وقطاع غزة0 وذكرت مصادر فى الجيش الاسرائيلى أنها اعتقلت ثلاثة فلسطينيين فى بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة من نشطاء ينتمون الى حركة حماس ولجان المقاومة0 كما أشارت نفس المصادر الى أن الجيش الاسرائيلى اعتقل 10 فلسطينيين فى أنحاء مختلفة من الضفة الغربية00 ففى الخليل اعتقل الجيش الاسرائيلى فلسطينيين من نشطاء حركة حماس تزعم تورطهم فى عملية اطلاق النار التى وقعت فى كريات أربع ليلة السبت والتى اسفرت عن مقتل اسرائيليين أما باقى المعتقلين فكانوا من مخيم الدهيشة ومخيم الاعمرى والبيرة وقطنة ونابلس. ومن جهة اخرى نسفت قوات الاحتلال الاسرائيلية أمس منزلا فلسطينيا فى منطقة رأس الجورة فى محافظة الخليل مما ادى الى احداث أضرار بالغة فى المنازل المجاورة وفى هذا الوقت مازالت القوات الاسرائيلية تقوم باقتحام ومداهمة العديد من منازل المواطنين الفلسطينيين فى المنطقة.
وفي جنين (الضفة الغربية) قالت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي نسف صباح أمس منزل عائلة انيس جرادات23عاما المسؤول المحلي في الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي والمطلوب للامن الاسرائيلي بتهمة شن هجمات على اسرائيل. وذكرت هذه المصادر ان العسكريين الاسرائيليين نسفوا بالديناميت منزل جرادات بعد ان امرت افراده الاثني عشر باخلائه.
يشار الى ان الجيش الاسرائيلي نسف منذ اغسطس الماضي اكثر من 160 منزلا في الضفة الغربية وقطاع غزة يملكها فلسطينيون تتهمهم اسرائيل بأنهم شاركوا في هجمات على اسرائيل او على المستوطنين والعسكريين في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقد نددت المنظمات الانسانية ومنظمات حقوق الانسان في العالم بهذه السياسة التى تصفها اسرائيل بالرادعة وترى فيها المنظمات عقابا جماعيا.
وعلى صعيد آخر أعرب مركز حقوقى فلسطينى امس عن تخوفه وقلقه البالغ ازاء المخطط الاستيطانى الكبير فى القدس الشريف. وأوضح مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن مخطط ما يسمى مشروع القدس الكبرى الممتدة من مستوطنة غوش عتصيون جنوبا وحتى مشارف رام الله شمالا ومن منطقة الاغوار شرقا وتحديدا فى المنطقة المعروفة بغوش أدوميم وحتى حدود بيت شيمش غربا أنه سيلحق أضرارا بالغة بحقوق المواطنين الفلسطينيين سواء القاطنون داخل الحدود المصطنعة للقدس أو فى القرى والبلدات المتاخمة للمدينة المقدسة من خلال تحويل هذه المناطق والاحياء الى كنتونات معزولة عن بعضها البعض وحرمان المواطنين فيها من حقوق الانسانية الطبيعية وأولها حقهم فى السكن والاقامة والتصرف الحر بأراضيهم.