أعلنت صحيفتان بارزتان في اليابان أمس الخميس نقلا عن مصادر حكومية ان كوريا الشمالية تستعد لاجراء اختبار لاطلاق صاروخ متوسط المدى من طراز رودونج يمكنه الوصول الى جميع مناطق اليابان تقريبا.
وقالت صحيفة يوميوري شيمبون إن مقر الجيش الامريكي في اليابان نقل أمس الخميس معلومات إلى الحكومة تتعلق بهذا الموضوع وأن الجانب الرئيسي من هذه المعلومات جمعها قمر صناعي مخصص للتجسس. من جانبها ذكرت صحيفة مينيتشي شيمبون أن بيونج يانج نقلت براميل تحتوي على وقود سائل خاص بصواريخ رودونج. وأضافت يوميوري أنه لم يتأكد بعد ما إذا كانت بيونج يانج قد قامت بشحن الصاروخ رودونج بالوقود السائل في قواعد إطلاقه في شمال شرق كوريا الشمالية وأنحاء أخرى بها. لكن مسؤولين بالحكومة اليابانية قالوا للصحفيين انهم ليس لديهم اي معلومات عن اطلاق محتمل لاول صاروخ ذاتي الدفع تطلقه كوريا الشمالية منذ عام 1998 . واطلقت الدولة الشيوعية صاروخين قصيري المدى منذ اواخر فبراير في اطار مناورات تدريبية فيما يبدو.
وقالت صحيفة يوميوري شيمبون ان مركبات للجيش تجمعت حول بضعة مواقع لاطلاق الصواريخ لكن لم يتأكد بعد هل بدأت كوريا الشمالية في تزويد الصواريخ بالوقود.وذكرت الصحيفة ان المعلومات بان كوريا الشمالية ربما تعد لاطلاق صاروخ ذاتي الدفع نقلتها القيادة العسكرية الامريكية في اليابان الى الحكومة اليابانية. واضافت ان وكالة الدفاع اليابانية كثفت منذ ذلك الحين مراقبتها لكوريا الشمالية بارسال مدمرة مجهزة بنظام اجيس لرصد الصواريخ الى بحر اليابان.
لكن مسؤولين قالوا للصحفيين ان الحكومة ليس لديها اي معلومات تشير الى ان كوريا الشمالية تستعد لاطلاق صاروخ وان المدمرة موجودة في المنطقة في اطار عمليات روتينية.
وقال شينزو ابي نائب كبير امناء مجلس الوزراء ليس لدينا اي معلومات محددة بان كوريا الشمالية تجري استعدادات لاطلاق صاروخ ذاتي الدفع.
وزادت التوترات في شبه الجزيرة الكورية منذ ان قال مسؤولون امريكيون في اكتوبر الماضي ان كوريا الشمالية اعترفت بتخصيب اليورانيوم في خرق لاتفاقية موقعة عام 1994 . وتفاقم الوضع عندما انسحبت بيونج يانج من معاهدة حظرالانتشار النووي في وقت سابق من هذا العام.
ويقول محللون عسكريون ان كوريا الشمالية لديها نحو100 من صواريخ رودونج التي يبلغ مداها حوالي1300 كيلومتر. واطلقت كوريا الشمالية صاروخا من ذلك الطراز في مايو 1993 سقط في بحر اليابان ثم فاجأت العالم في عام 1998 باطلاق صاروخ ذاتي الدفع من طراز تايبودنج طار فوق اليابان. وقالت في وقت لاحق انها لن تجري المزيد من اختبارات الصواريخ. لكنها اعلنت اواخر العام الماضي ان وقف اختبارات الصواريخ لم يعد ساريا.
وقالت الصحيفة اليابانية ان القوات الامريكية في اليابان ارسلت سفينة لرصد الصواريخ الى قاعدة ساسيبو البحرية في جزيرة كيوشو بجنوب اليابان وطائرة استطلاع الى قاعدة كادينا الجوية في اوكيناوا.وقال متحدث باسم القوات الامريكية في اليابان انه لا يمكنه التعقيب على مسائل المخابرات او تحركات سفن او طائرات بعينها. لكنه اضاف ان القوات الامريكية تواصل القيام بمهام الاستطلاع في المجال الجوي الدولي والمياه الدولية بما في ذلك بحر اليابان.
وقد أطلقت كوريا الشمالية الاثنين الماضي صاروخا أرض- بحر قصير المدى فوق بحراليابان وهي خطوة قلل من خطورتها مسئولون بالمنطقة باعتبارها مجرد تدريب عسكري. وكان ذلك الصاروخ هو الثاني الذي تطلقه كوريا الشمالية فوق بحر اليابان في غضون أسبوعين فقط.
وكانت الدولة الشيوعية قد أجرت اختبارا على صاروخ قصير المدى للمرة الاولى في24 فبراير الماضي أي قبل يوم واحد من قيام رئيس كوريا الجنوبية الجديد رو مو هيون بتأدية اليمين القانونية رئيسا جديدا للبلاد.
وعلى صعيد آخر اتفقت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية على استئناف اعمال بناء خط للسكة الحديد للربط بينهما عبر المنطقة المنزوعة السلاح المقامة منذ حوالى خمسين عاما.
وينص هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه في اعقاب ثلاثة ايام من المفاوضات على المباشرة بالاعمال في نهاية مارس ابتداء من الحدود العسكرية في داخل المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين، كما جاء في بيان لوزارة الوحدة الكورية الجنوبية. واكدت وكالة الانباء الكورية الشمالية هذا الاتفاق موضحة ان احتفالا رسميا سيقام في مناسبة استئناف الاعمال في نهاية مارس داخل المنطقة المنزوعة السلاح التي يعود ترسيمها الى عام1953 عند انتهاء الحرب بين كوريا الشيوعية والجنوب الذي يحظى بدعم الامريكيين.