فى إطار مشاركة وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف فى معرض خرائط الجزيرة العربية المقام حاليا فى كلية الدراسات الشرقية والأفريقية فى جامعة لندن القى وكيل الوزارة الدكتور سعد بن عبد العزيز الراشد محاضرة بعنوان درب زبيدة وطرق الحج استعرض خلالها الوضع التاريخى والحضارى والهدف الانسانى الذى اقيم من اجله درب زبيدة لخدمة الحجيج والتجار المتوجهين الى مكة المكرمة فى بداية العصر العباسى الاول.
واشار المحاضر الى الاهتمامات التى بذلها بعض خلفاء الدولة العباسية فى عمارة طريق درب زبيدة من والى مكة المكرمة والمدينة المنورة انطلاقا من مدينة الكوفة او البصرة مرورا بادوار الوزراء والولاة لصيانة هذا الطريق.
وقال ان هذه الطريق اقيمت ببادرة من زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة العباسى هارون وانها كانت مجهزة بالعديد من الاستراحات واماكن الضيافة واعلام البريد وخزانات المياه والتسهيلات المختلفة الأخرى من بدايتها عند الكوفة او البصرة حتى مكة الكرمة والمدينة المنورة.
وتناول الدكتور الراشد التوسعات المختلفة التى مرت على الحرمين الشريفين وحتى توسعة الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله فى مكة المكرمة والمدينة المنورة فى العصور الاسلامية المتعددة وقال ان التوسعة التى نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين فى العصر الحديث تعد الاكبر فى التاريخ الاسلامي.
واضاف ان الحرم المكى يتسع الآن لاكثر من مليون و500 الف مصل فى الفترة الواحدة مقابل 1500 مصل فى العصور الاسلامية الغابرة.
وقال ان المسجد النبوى فى عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين يتسع لاكثر من 750 الف مصل ويرتفع العدد الى مليون و200 الف فى موسم الحج. واكد الدكتور الراشد ان حكومة خادم الحرمين الشريفين تقوم حاليا بما كان يقوم به خلفاء المسلمين فى العصور الاسلامية الماضية بالسهر على خدمة وسلامة الحجيج. واشار الى ان الحرمين الشريفين فى مكة المكرمة والمدينة المنورة مجهزين الآن بكل وسائل الراحة للتسهيل على ضيوف الرحمن وقال انهما مجهزان بالمياه العذبة والكهرباء والتكييف على مدار الساعة اضافة الى تسهيلات اخرى لتعليم النشء الجديد.
كما اظهر الدكتور الراشد بالصور والشرائح التوضيحية الملونة المعالم الاثرية وبقايا القصور والحصون والبرك والآبار التى كانت قد اقيمت على طريق درب زبيدة فى بداية العصر العباسي.
كما عرض نماذج مختلفة من النقوش الاسلامية المختلفة التى عثر عليها على جوانب طريق زبيدة وقال : فى المتحف السعودى هناك عينات ومقتيات كثيرة فخارية وزجاجية وخزفية وعملات معدنية اخرى عثر عليها فى وقت سابق على طول درب زبيدة. كما استعرض الدكتور الراشد وضع طريق زبيدة فى عهد المقتدر بالله فى القرن الرابع الهجرى وقال ان الطريق فى عهد المقتدر لم تكن آمنة نسبيا بسبب هجمات القرامطة وندرة المياه فى استراحات الطريق مشيرا الى ان الخليفة المقتدر خصص اموالا كثيرة لصيانة الطريق المؤدية الى مكة الكرمة والمدينة المنورة بعد ان عين لها ولاة وحراسا للسهر على راحة الحجاج.
وخلص الدكتور الراشد الى القول ان المواقع الاثرية والثراث الحضارى الغنى يعد مصدرا مهما لجذب السياح الاجانب لزيارة المملكة العربية السعودية وقال ان هناك اكثر من 4000 موقع اثرى تم تسجيلها فى المملكة كما ان هناك الكثير من المقتنيات الاثرية النادرة موجودة فى المتحف السعودي.
وحضر المحاضرة التى اقيمت فى قاعة بروناى بكلية الدراسات الشرقية والافريقية فى جامعة لندن جمع من اساتذة ومسؤولي وطلبة الجامعة اضافة الى عدد كبير من الباحثين والمتخصصين بالآثار والحضارة الاسلامية وصحافيين ومفكرين واعضاء من جمعية الصداقة السعودية البريطانية.