عزيزي رئيس التحرير
يستغل السفاح شارون هذه الأيام انشغال العالم بالحرب المرتقبة على العراق ليقوم بتطهير عرقي وقتل للفلسطينيين . بينما واشنطن كل يوم تطلق تصريحات بأن ما يهمها أن يسود السلام العالم. واشنطن انقضت على رئيس جمهورية يوغسلافيا ميلوسوفيتش واتهمته بارتكاب جرائم حرب والحقيقة أن ميلوسوفيتش ارتكب فعلا هو مساعدوه جرائم حرب ضد المسلمين والكاثوليك الكروات . وهو قابع الآن في السجن بينما السفاح شارون الذي تجاوز في مجازره مجازر كل مجرم وكل جبار عنيد وهو مجرم العصر بلا منازع رغم كل هذا وواشنطن قد وضعت على فم المسؤولين فيها شريطا لاصقا حتى لا يتطرقون إلى هذه المذابح المريعة والتي بالتأكيد سوف تزيد من أعمال العنف المضاد. إذا لا يجوز السكوت على هكذا جرائم في ظل صمت بارد ومظلم. لقد قدمت واشنطن ما يسمى بخطة الطريق الصحيح ولم نجد أية صحة في هذه الخطة أو خارطة الطريق الصحيح. وفي حالة عدم حل قضية الشرق الأوسط لن يحدث أي استقرار في البلاد العربية. الآن واشنطن تعد العدة للعدوان على العراق وأصبحت الأمور واضحة ومكشوفة بعد اجتماع مجلس الأمن وتقرير كل من البرادعي وبليكس الايجابيان حول العراق. لكن واشنطن تريد الموقع والنقط ولا يهمها الدماء البريئة التي تراق وبالتالي وبعد العدوان على العراق ربما تختفي فلسطين من الخريطة وسيكفي الدولة العبرية أن تعين "مختارا "باللهجة الشامية (عمدة) ينوب عن الشعب الفلسطيني.
إن اجتماع مجلس الأمن الأخير أوضح بما لا يدع مجالا للشك أن العالم بأكمله حكومات وشعوبا تعارض الحرب وذلك لإدراكها الهدف الذي تسعى إليه واشنطن وكان بإمكان واشنطن ان تعلن كما أعلنت تجاه كوريا الشمالية بإنه من الممكن التفاهم بشكل سلمي لما فيه مصلحة البلدين. يجب على واشنطن وتل ابيب أن تفهما أنه لا يمكن إبادة شعب بأكمله وأنها ستواجه صعوبات قد يعقبها كوارث لن تتوقعها واشنطن...إن الله لا يحب المعتدين .
د. عبدالاله المحمود ـ الدمام