أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ومعالي وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفليد في مؤتمر صحفي مشترك عقداه عقب مباحثاتهما أمس أن انتهاء مهمة القوات الامريكية في المملكة بهدف تنفيذ قرارات الامم المتحدة ومغادرتها المملكة لايعني وجود خلاف بين البلدين وان مغادرة تلك القوات مرتبطة بانتهاء مهمتها في ضوء التطورات التي حدثت في المنطقة.
وقال معالي وزير الدفاع الأمريكي: بداية أود القول ان الاجتماع الذي حظينا به كان لقاء جيدا جدا ونحن نقدر كرم الضيافة التي حظينا بها من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
واضاف: أما في مايتعلق بتواجد القوات لقد قمنا بمناقشة التغيرات التي تحدث في المنطقة التي أصبحت أكثر أمنا بعد التغير الذي حصل في النظام بالعراق وفي نهاية عملية مراقبة الجنوب (العراقي) والتحرير الناجح للشعب العراقي ناقشنا معا موضوع اعادة ترتيب قواتنا في المنطقة وبالاتفاق المشترك الآن، القوات التي حضرت الى هنا سوف يتسنى لها المغادرة والعودة .. وسوف نغادر حقيقة ونحن نشعر بالامتنان على الدعم والتعاون الذي أوضحته المملكة العربية السعودية ومع الوقت أتوقع أن قواتنا في المنطقة سوف تتقلص .. لاحاجة هنا للقول بأن ذلك بلاشك يعكس التعاون والصداقة الوثيقة بين البلدين.
وفي سؤال عن مغادرة القوات الامريكية هل كان بطلب من المملكة أجاب سمو النائب الثاني قائلا: أولا كما أوضح معالي الوزير الآن ان هذه القوات كانت لمراقبة الاجواء العراقية وبعد أن انتهت هذه المهمة أصبح وجودها لا لزوم له لكن لايعنى هذا أننا طلبنا أنها تغادر ولكن اتفقنا على أنه مادام هناك انتهاء لمهمتها المستمرة من قبل سنوات عديدة فبقاؤها الان لا لزوم له أبدا ولكن هذا لا يعنى أن ليس هناك صداقة بين البلدين.
وعن مدى مستقبل التعاون السعودي الامريكي في المرحلة المقبلة وفي ظل المستجدات الراهنة أجاب سموه: التعاون بين البلدين مستمر قبل حرب الصحراء وسيتوفر بعد حرب العراق ممثلة ببعثة التدريب العسكرية الموجودة منذ سنوات ونتعاون معها في كل جديد وكل تقنية حديثه لصالح قواتنا المسلحة .. وهذا يعني الثقة المتبادلة بين البلدين.
وفي سؤال حول العلاقة بين البلدين في ضوء التغيرات التي حدثت في المنطقة، أجاب رامسفيلد: بلاشك أن تحرير العراق غير الظروف والاجواء الامنية في المنطقة تغيرت عنما كانت عليه منذ ستة أسابيع العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية هى علاقات متعددة الجوانب سياسية اقتصادية اضافة الى العلاقات العسكرية بين البلدين.
وأيد معاليه ما ذكره سموه بشأن التعاون بين البلدين وانه سيتركز على التدريب والمناورات المختلفة المشتركة بما يتناسب مع واقعنا اليوم.
وحول عدم تعامل الولايات المتحدة الامريكية مع اسرى جوانتنامو وفقا لمعاهدة جنيف، قال رامسفيلد: أعتقد من الانصاف في القول بان تعامل الولايات المتحدة الامريكية في مايتعلق بمعتقلي جوانتنامو تتمشى مع معاهدة جنيف، لقد زار ممثلو الصليب الاحمر المعتقلين هناك .. وهناك تواجد مستمر لممثلي الصليب الاحمر والعديد من الدول قامت بزيارة المعتقلين من خلال ممثلين لها اضافة الى حقيقة ان المعتقلين هناك يتم التعامل معهم بشكل انسانى مناسب.
واضاف معاليه: المعلومات الاستخباراتية التي يتم الاستحصال عليها من المعتقلين مهمة فيما يتعلق بمكافحة الارهاب العالمي والولايات المتحدة لاتقوم باعتقال هؤلاء لأنها ترغب فقط في اعتقالهم فهؤلاء الاشخاص تم اعتقالهم والقبض عليهم في ميادين الحرب وتم اعتقالهم لأن المعلومات الموجودة لديهم تساعدنا وتساعد العالم في مواجهة أية اعمال ارهابية في المستقبل.
وفي مايتعلق بوجود اسلحة دمار شامل في العراق تم العثور عليها اجاب الوزير الامريكي: نظام صدام حسين كان ناجحا جدا لتثبيت انفسهم للتعامل والعيش مع وجود المفتشين الدوليين لمدة سنوات مضت وكانوا يخفون ما كانوا يقومون به وكانوا يعلمون به ويخفونه.. المفتشون حصلوا على شيء قريب جدا.. وباعتقادي بأن اسلحة الدمار الشامل لن يتم الحصول عليها فقط من خلال احداث مختلفة او اكتشاف مفاجئ لها.. بل سيتم العثور عليها عندما نعثر على الاشخاص الذين يعلمون تماما مكان اخفاء هذه الاسلحة.. الذين كانوا لهم علاقة مباشرة بالبرنامج ولهم علاقة مباشرة باخفاء هذه الاسلحة.. هذا هو الوضع حتى الآن .. لقد سمعتم بالتأكيد عن الاخبار التي تقول اننا قبضنا على بعض القادة الكبار فكل يوم يتم القبض على واحد اواثنين اوثلاثة .. غير انه لم يتم اكتشاف هؤلاء القادة ..وأشار الى تعاون الشعب العراقي في هذا الصدد وقال تمكنا من القيام بهذه الاعمال بشكل ناجح بسب التعاون الذى لقيناه من الشعب العراقي.
وحول وجود مخاوف لدى الرأي العام العربي من أن تكون هناك أجندة امريكية في المنطقة وما هي طبيعة السياسة الدفاعية الامريكية في المنطقة قال الوزير رامسفيلد: لا يوجد لدينا سياسة دفاعية لدينا سياسة قومية وهي سياسة الرئيس. ثانيا لا يوجد لدينا أية اجندة مخفية أو غير معلنة الولايات المتحدة الامريكية ومع وجود الاعلام الحر لدينا لا يمكننا أن نخفي أى شئ حتى الاشياء التي نحاول ونبذل قصارى جهدنا لاخفائها يتم اعلانها .. سياستنا واضحة.
وعن نظرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حيال عودة العراق للمحيط العربي والخليجي بعد انتهاء نظام صدام حسين قال سموه: هذا هو أملنا طوال حياتنا أن نكون دائما وأبدا يدا واحدة لكن بكل أسف صدام حسين فرق الامة العربية قبل أن يفرق دول الخليج مع العراق ولكنا نأمل ان شاء الله أن شعب العراق الموحد العربي المسلم يكون خير جيل يظهر ان شاء الله ويعمل من اجل دينه وعروبته. وعن رأي سموه في مدى وجود تهديد ايراني للحكومة العراقية المدنية أو لأمن المنطقة قال: لا اتصور أن هناك نظرة من حكومة ايران عدائية ضد العراق ولا اتصور أن العراق يميل الى أن يندمج في أية دولة اخرى بل هو دولة عربية متحررة نأمل له ان شاء الله كل خير وتقدم. وكان سمو النائب الثاني قد استقبل في وقت سابق أمس معالي وزير الدفاع الأمريكي والوفد المرافق في قصره بالعزيزية وعقدا اجتماعا بدأه سموه بكلمة جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم .. معالي الوزير الصديق .. الزملاء الكرام .. أحييكم تحية الاسلام وتحية العروبة لان الاسلام هو اسلام المحبة والوئام والعدل ولذلك نأمل أن تكون كل علاقتنا على هذه المبدأ .. كما أرجو أن تحمل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الامير عبدالله بن عبدالعزيز وتحيات الشعب السعودي الى فخامة الرئيس جورج بوش.
وأضاف سموه: أؤكد العلاقة المتينة القائمة بين الدولتين من أيام الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت .. فمهما أتى عليها من ضباب أو شوائب فهي طبيعة البشر .. ولكن القواعد سليمة .. وأرحب بكم وأشكركم على ذلك.
من جانبه شكر معالي الوزير دونالد رامسفليد سمو النائب الثاني على كرم الضيافة وعلى هذا الاهتمام الرفيع المستوى وقال: أرجو أن تنقلوا أطيب تحياتنا من فخامة الرئيس جورج بوش الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. وأكد الوزير الامريكي على عمق الصداقة والشراكة بين البلدين مقدرا مايقوم به صاحب السمو الملكي الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الامريكية من أعمال للارتقاء والوصول الى علاقة طيبة وجيدة بين البلدين الصديقين. وبعد ذلك بدأت جلسة المباحثات التي حضرها من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية وصاحب السمو الملكي الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الامريكية ومعالي رئيس هيئة الاركان العامة الفريق الاول الركن صالح المحيا.
وحضر الاجتماع من الجانب الامريكي سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى المملكة روبرت جوردن وقائد القيادة المركزية الامريكية الفريق اول تومي فرانكس ومساعد وزير الدفاع لشؤون الامن الدولي بيتر رودمان ومساعدة وزير الدفاع للشؤون العامة فكتوريا كلارك.
وقد أقام سمو النائب الثاني حفل غداء تكريما لمعالي الوزير الأمريكي والوفد المرافق، حضره صاحب السمو الامير بندر بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود وصاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالعزيز وزير الاشغال العامة والاسكان وصاحب السمو الامير فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود مساعد وزير الدفاع والطيران لشئون الطيران المدني وصاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشئون العسكرية وأصحاب السمو الملكي الامراء.
وقد غادر معالي وزير الدفاع الامريكي الرياض بعد زيارته القصيرة للمملكة وكان في وداعه في مطار قاعدة الرياض الجوية رئيس هيئة الاركان العامة الفريق الاول الركن صالح بن علي المحيا ونائب رئيس هيئة الاركان العامة الفريق سلطان بن عادي المطيرى وقادة أفرع القوات المسلحة والسفير الامريكي لدى المملكة والفريق أول فرانكس ورئيس بعثة التدريب العسكرية الامريكية بالمملكة اللواء فاراج والملحق العسكري الامريكي لدى المملكة العقيد شاين.