يزمع الرئيس الأمريكي جورج بوش استغلال شعبيته الكبيرة التي اكتسبها لدوره كزعيم حرب انتصر في العراق من اجل خوض المعركة الصعبة على الجبهة الاقتصادية في الولايات المتحدة التي ترتهن بها اعادة انتخابه في نوفمبر 2004.
ورأى توماس مان الخبير السياسي بمعهد بروكنجز ان مشاهد وصول بوش الخميس في طائرة تابعة للبحرية الأمريكية الى حاملة الطائرات ابراهام لينكولن قبالة شواطئ كاليفورنيا والخطاب الذي القاه على القوات الأمريكية لاعلان انتصار الولايات المتحدة في معركة العراق كانا بمثابة عملية اعلامية متقنة. وتابع مان انها خلاصة الحملة التسويقية للترويج لرئيس منتصر، غير انه اعتبر في ما يتعلق بالمواضيع الاساسية ان كلمة بوش القت مزيدا من الغموض على واقع ما بعد الحرب في العراق والروابط المفترضة لنظام صدام حسين مع تنظيم القاعدة الارهابي.
ويظهر ان بوش يعتزم خوض معركته للفوز بولاية ثانية في البيت الابيض في نوفمبر 2004 بصفته القائد الاعلى للقوات الأمريكية الذي يواصل بنجاح مكافحة التهديد اللارهابي وضمان الامن الداخلي في الولايات المتحدة. وشدد الرئيس في كلمته الخميس على ان حملة العراق تمثل انتصارا في الحرب على الارهاب التي اطلقت في11سبتمبر2001 ولا تزال مستمرة.
ورأى دنيس غولدفورد الخبير السياسي في جامعة دريك (ايوا) ان البيت الابيض يعتزم الاستمرار في تعبئة الرأي العام على الصعيد الامني حيث يحظى الرئيس الجمهوري وحزبه بتقدم كبير على الديموقراطيين الذين يعتبرون بصورة اجمالية من مؤيدي السلام. وافاد ان 60% على الاقل من الأمريكيين بحسب استطلاعات الرأي تضع ثقتها في الجمهوريين لصيانة الامن القومي مقابل 20% تثق اكثر في الديموقراطيين. وسيراهن بوش بالتالي على هذا المكسب للتعويض عن المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد الأمريكي والتي تهدد بتكرار فشل جورج بوش الاب الانتخابي عام 1992رغم انتصاره على صدام حسين عام1991في معركة تحرير الكويت. ومني الرئيس السابق آنذاك بفشل امام بيل كلينتون الحاكم غير المعروف رغم انه كان يتمتع بشعبية تفوق شعبية ابنه اليوم، بسبب الانكماش الذي عانى منه الاقتصاد بشكل متواصل. غير ان غولدفورد اعتبر ان البيت الابيض في عهد جورج بوش الابن مسيسا اكثر منه في عهد والده وهو بذلك اقرب الى ولاية رونالد ريجان.