قبل أكثر من 3 أعوام تقاعد طاهر علي الغراش (63 عاماً) من عمله فراشاً وحارساً في إحدى المدارس بمدينة الهفوف، عاد إلى مسقط رأسه مدينة المبرز في الأحساء، ولكنه كان يشعر بالملل والضجر من الجلوس في المنزل وتسلم راتبه التقاعدي، فقرر ان يعود إلى العمل، ولكن ماذا يعمل؟
ولأنه كان يستعمل خلال سنوات عمله التي دامت قرابة نصف قرن الدراجة الهوائية، ولأنه كان حينها يذهب إلى محلات تصليح تلك الدراجات لإصلاح ما يصيبها من خلل، لذا قرر ان يفتح محلاً صغيراً في شارع عين الحار بالمبرز، يصلح فيه السياكل.
يقول الغراش: الدراجات الهوائية (السياكل) وسيلة للتنقل بين الأماكن.. رخيصة، عملية، سهلة الإصلاح، مخاطرها أقل من مخاطر الدراجات النارية وحتى السيارات، لذا كنت استخدمها في عملي كمراسل بين الدوائر الحكومية التي كنت أعمل في إحداها، فضلاً أنني لا أعرف قيادة السيارة.
تنقل بين الوظائف
في طفولته عمل الغراش في مشروع (مزيرع) الذي تشرف عليه إدارة البيطرة التابعة لإدارة مشروع الري والصرف بالأحساء، برفقة والده، كان أجره اليومي ريالين، فيما كانت أجرة والده 5 ريالات، وفيما بعد عمل في بلدية الأحساء براتب شهري 150 ريالاً، ثم التحق بوزارة المعارف فراشاً وحارساً، حيث عمل فيها 14 عاماً. وحين تقاعد قرر ان يعمل في تصليح الدراجات، يقول: تعلمت هذه المهنة بالاعتماد على النفس، فلقد اشتريت دراجة مستعملة، وقمت بتفكيكها وإعادة تركيبها، مع تغيير بعض القطع التالفة، لكي أتعرف على القطع وكيفية تركيبها، فاكتسبت الخبرة في يوم واحد تقريباً.. كنت مستعجلاً، لكي أعمل، حتى أقضي على الفراغ الذي كنت أعيشه.
معدات وإصلاحات
فيما بعد اشترى الغراش عدة العمل، المكون من كل من: زرادية، سكروب، سبانة، قطاعة أسلاك، مطرقة، ماطور هواء صغير لتعبئة العجلات بالهواء.
أما حين سألناه عن ما يقوم بإصلاحه في الدراجة، قال: تصليح الرنق (الإطار)، الفرامل، تغيير الاستك (المطاط الداخلي للإطار)، أو تغييره إذا كان فيه ثقب يتسرب منه الهواء.
البعض لا يدفع
أما عن الأجرة فهي تتراوح بين 6 إلى 30 ريالاً. ورغم ذلك يقول: بعض الزبائن يدفعون نصف الإجرة، على ان يدفعوا النصف الباقي فيما بعد، وبعضهم يدفع ما تبقى فعلاً، ولكن البعض لا يدفع، خصوصاً الأطفال.. يقول: أنا أسامحهم، لأنني لا أعرف ظروفهم التي حالت دون الدفع، الله يحفظهم جميعاً، وأجري سأتسلمه، ولكن من الله سبحانه وتعالى، والمسامح كريم.
يشتري الغراش قطع الغيار من المحلات التجارية، التي تبيع أيضاً الدراجات الهوائية الجديدة.
الزبائن أطفال ومراهقون
أغلب زبائن المحل هم من الأطفال والشباب (8 إلى 18 عاماً) بالإضافة إلى بعض كبار السن، الذين يقودون الدراجات، رغم أنهم قلة.. أما عن مواسم العمل فهي في العطلات الدراسية وفي إجازات نهاية الأسبوع.
ينصح الغراش الجميع بقيادة الدراجة الهوائية، ويفضلها على السيارات، ولكنه في الوقت نفسه ينصحهم بعدم استخدام الدراجة في الشوارع العامة، أو في ساعات الليل، خوفاً من وقوع حوادث الدهس، التي قد يتعرضون لها.. يقول: الدراجات تمكن الإنسان من التغلب على الكسل والخمول، كما أنها وسيلة سهلة للتنقل وكسب المعيشة.