أعلن ضباط امريكيون امس الجمعة ان حركة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة المسلحة التي مقرها العراق سلمت كافة نقاط التفتيش التابعة لها للقوات الامريكية بموجب اتفاق سابق لوقف اطلاق النار.
الا ان اللفتنانت كولونيل جون ميلر اضاف ان (مجاهدي خلق) لا تزال تحتل حوالي خمسة معسكرات تحرسها الدبابات والمدفعية والعربات المدرعة قرب الحدود الايرانية. وتعتبر وزارة الخارجية الامريكية والاتحاد الاوروبي والحكومة الايرانية مجاهدي خلق منالمنظمات الارهابية بينما تزعم الحركة انها تقاتل ضد اضطهاد الحكومة الاسلامية في طهران. ويلتزم الضباط الامريكيون الصمت حيال مناقشاتهم مع مجاهدي خلق ومستقبل مقاتليها في العراق في الوقت الذي تتم فيه اقامة حكومة تمثيلية جديدة لتحل محل نظام صدام حسين المخلوع. وبموجب وقف اطلاق النار فعلى مجاهدي خلق جمع اسلحتها الثقيلة في مناطق محددة والامتناع عن القيام بأية اعمال عدوانية ضد قوات التحالف. الا ان الاتفاق يسمح لمقاتلي الحركة بحمل الاسلحة الخفيفة والدفاع عن انفسهم ضد الجماعات المناوئة. وتشاهد دبابات مجاهدي خلق واسلحتها الثقيلة وهي تحرس مواقع استراتيجية بالقرب من قواعدها في شمال شرق بعقوبة عاصمة محافظة ديالى العراقية حتى بعد دخول القوات الامريكية تلك المنطقة لاول مرة هذا الاسبوع . وانتقدت طهران بشدة الاتفاق وقالت انه يظهر نفاق واشنطن في الحرب ضد الارهاب. وقد يواجه مقاتلو (مجاهدي خلق) اعمالا انتقامية قاسية اذا ما عادوا الا ايران الا ان دخولهم الى الولايات المتحدة سيعزز المزاعم بان واشنطن تتبع سياسة ازدواجية المعايير في قتالها ضد الارهاب. الا ان الحركة التي حظيت بدعم صدام حسين ربما تكون مصدرا قيما للمعلومات حول اساليب العمل الداخلية في حزب البعث. كما ان الحركة تشاطر الولايات المتحدة هدفها في منع تسلل العملاء الايرانيين او النفوذ الايراني عبر الحدود الى العراق. وتقاتل الحركة فيلق بدر، الميليشيا الشيعية العراقية الموالية لايران والتي يقول الجيش الامريكي انها تمثل تهديدا للمنطقة. وفيلق بدر هو الجناح المسلح لمنظمة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق التي قاتلت نظام صدام حسين ويشارك حاليا في المحادثات التي تترأسها الولايات المتحدة حول مستقبل الحكومة العراقية. هذه المنظمة هي واحدة من خمس مجموعات معارضة عقدت جولة اخرى من المحادثات مع مسؤولين امريكيين ببغداد حول تشكيلة الحكومة العراقية المستقبلية. ويتخذ المجلس من ايران مقرا له الا ان الحكومة الايرانية تنفي اية علاقة لها به.