أعلنت الهند امس أن الاقتراح الرسمي الذي طرحته باكستان بشأن إخلاء منطقة جنوب آسيا من الاسلحة النووية لا يمكن قبوله حيث ان برنامج الهند النووي ليس كما صورته باكستان على وجه التحديد ولكنه يقوم على أساس الموقف الأمني في القارة. وذكرت صحيفة انديان اكسبريس ان رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايى قال ردا على مناقشات استمرت ساعتين في البرلمان بشأن العلاقات بين الهند وباكستان إن البرنامج النووي الباكستاني محوره الهند. واضاف إن الهند في المقابل لها اهتمامات أخرى في المنطقة فيما قال مراقبون إنه إشارة واضحة إلى بروز الصين كقوة عسكرية رئيسية.
وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف اقترح في الآونة الاخيرة أن تعمل نيودلهي وإسلام اباد معا نحو إخلاء جنوب آسيا من الاسلحة النووية بمجرد التوصل إلى حل لمشكلة كشمير. وقال رئيس الوزراء الهندي أمام البرلمان: تقوم النظرية النووية للهند على عدم المبادرة بالاستخدام بينما لا تتبع باكستان هذا المبدأ. وعن عرض مشرف توقيع اتفاق بعدم شن حرب فقال: ما الذي تعنيه هذه العبارة؟ كان الاجدر طرح فكرة توقيع اتفاق بشأن عدم شن حرب بالوكالة.
وتتهم الهند باكستان بدعم تمويل الارهاب في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين وهو ما تنفيه باكستان. وفي بادرة تستهدف كسر جمود العلاقات بين البلدين منذ 18 شهرا تبادل رئيسا وزراء الدولتين الحديث هاتفيا الشهر الماضي وقررا إعادة تبادل السفراء واستئناف الرحلات الجوية. في الوقت نفسه ابلغ فاجبايى البرلمان بأن مشكلة الإرهاب عبر الحدود ملحة ومهمة لاستمرار الحوار بين الجانبين.
من جهة اخرى اجرت الهند امس بنجاح تجربة على صاروخ (جو- جو) جديد يطلق عليه اسم استرا ويصل مداه الى ما بين 25 الى 40 كيلومترا، كما اعلن مسؤولون في الدفاع.
والصاروخ الهندي الصنع اطلق من موقع في منطقة شنديبور على بعد حوالي 200 كم من بوبانسوار، عاصمة ولاية اوريسا الشرقية.
وجرت التجربة قبل ساعات من وصول مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج الى نيودلهي في مهمة مساعي حميدة بين الهند وباكستان.
وبحسب خبراء عسكريين، فان صاروخ استرا عبارة عن صاروخ تكتيكي ينضم الى برنامج تطوير الصواريخ الهندية. واضاف الخبراء ان الصاروخ الجديد قد تستخدمه طائرة قتالية خفيفة طورتها الهند منذ 1983. وسيكون من الضروري اجراء تجارب اخرى قبل تثبيت المشروع. وتواصل الهند العمل على برنامج طموح لتطوير الصواريخ. واعلن وزير الدفاع جورج فرنانديس الاربعاء الماضي انه سيتم هذه السنة نشر صاروخي اغني-1 واغني-2 القادرين على نقل شحنات نووية باتجاه اهداف تقع على التوالي على بعد 700 والفي كم.
