تفيد التقارير ان ادارة الرئيس الامريكى جورج بوش منقسمة بين من يريدون تفكيك جماعة مجاهدى خلق الايرانية المعارضة المتمركزة بالعراق بهدف تحسين العلاقات مع ايران وهؤلاء الراغبين فى الابقاء على الجماعة كورقة ضغط على الحكومة الايرانية. وكانت القيادة العسكرية الامريكية في العراق قد أعلنت الليلة قبل الماضية ان منظمة (مجاهدي خلق) وافقت على نزع سلاحها والاستسلام للقوات الامريكية بعد مفاوضات استمرت يومين ودعت باقي الجماعات المسلحة الى ان تحذو حذوها.
بدوره اوضح مسؤول عسكري امريكي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح صحفي ان مقاتلي منظمة (مجاهدي خلق) وافقوا على تسليم جميع اسلحتهم وسمح لهم فقط بالاحتفاظ ببزاتهم العسكرية. واضاف ان اعضاء المنظمة سيعاملون على انهم اسرى حرب وسوف توفر لهم القوات الامريكية الحماية بسبب وجود مواقع عسكرية لجماعة موالية للنظام الايراني لم يكشف عنها يخشى ان تقوم بهجمات ضدهم. ونسب راديو لندن لمصادر عسكرية امريكية القول ان ذلك ليس استسلاما بل اتفاق على نزع السلاح وتجميع الالاف من المقاتلين داخل قواعدهم. وكان الامريكيون قد وافقوا الشهر الماضى على وقف اطلاق النار مع جماعة مجاهدى خلق التى نفذت هجمات ضد ايران ابان حكم صدام حسين للعراق. وساعد الرئيس العراقي صدام حسين لسنوات قتال مجاهدي خلق لعدوه الاقليمي ايران وهي نفسها ليست على علاقة طيبة مع الولايات المتحدة ولكن واشنطن مصممة على تطهير العراق من اي قوات مقاتلة مستقلة حتى عدو عدوها. وقالت القوات الامريكية ان النهاية السلمية لهذه المواجهة ستعزز الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للمساعدة في اقامة بيئة امنة ومضمونة للشعب العراقي.
في بداية الحرب للاطاحة بصدام قصفت القوات الامريكية قواعد مجاهدي خلق ولكنها وافقت على وقف اطلاق النار بعد سقوط بغداد الشهر الماضي شريطة انسحاب الثوار الى قواعدهم في مواقعغير قتالية. ولمجاهدي خلق الاف المقاتلين المسلحين وتنشر دبابات ومركبات قتالية ومدفعية وراجمات صواريخ قرب الحدود الايرانية.
وتقول جماعة مجاهدي خلق انها تشتبك يوميا مع القوات التي تدعمها ايران في شمال شرق العراق وتوقعت ان يؤدي نزع سلاحها الى تعزيز نفوذ طهران على الحكومة الجديدة في جارها الغربي.وتنفي ايران دعمها لاي قوات في العراق وانتقدت الولايات المتحدة بسبب كيلها بمكيالين في حربها على الارهاب بالسماح لمقاتلي مجاهدي خلق بالاحتفاظ باسلحتها.
يذكر ان (مجاهدى خلق) دعمت الثورة الاسلامية التى قادها الخمينى ضد نظام الشاه محمد رضا بهلوى الا ان الخلاف دب بعد انتصار الثورة بين مسعود رجوي زعيم مجاهدى خلق والخمينى بسبب اختلاف الايديولوجيات وبرامج الزعيمين.