(كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز.. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور) آل عمران. من سنة الله في الكون الا يدوم احد، ولو كانت الدنيا تدوم لواحد، لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها المخلد، وبعض الناس تموت اجسادهم ولكن ذكراهم تبقى في القلوب وتجري على الالسنة.. وكما قيل: (فالذكرى للانسان عمر ثان).
ووالدنا الشيخ عبدالعزيز بن حمد القصيبي ـ يرحمه الله ـ واحد من هذه الشخصيات التي وان توارت اجسادها عن الانظار، الا ان آثارها الطيبة تبقى في النفوس حية، وتمتد لتعم باعماله الطيبة من كانوا حوله، من الاخوة والاهل والاصدقاء والاقرباء بل كل من تعاملوا معه واحسوا بما يتمتع به من كريم صفات وحب للخير وبذل انساني جزاه الله عنه خير الجزاء (يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم).
منذ ان عرفته، كانت العلاقة بيننا علاقة الوالد بولده، وفي اكثر من موقف كان التعبير الصريح بهذه العلاقة يزيد من محبتي وتقديري لهذا الوالد الفذ، لقد كان ـ يرحمه الله ـ نموذجا لفعل الخير في صمت ومساعدا سخيا لكل محتاج في السر والعلن، وطيبا طيبة قلب لا تدارى، وما تقدمت اليه بأمر مقنع له علاقة بجامع القصيبي بحي الدوحة الا وكانت التلبية بكرم وأريحية.
العزاء في مثل الوالد القصيبي، لا يقدم لاخوانه وابنائه واقاربه فحسب، انما العزاء لكل من عرف الراحل الكريم ولمس خصاله الحميدة واحس بحبه للمسارعة في الخير، واذا كان فقيدنا قد غادر دار الفناء الى دار الخلود والبقاء، فان الخير لا ينقطع والبركة باقية باذنه تعالى في اخيه الشيخ سليمان نسأل الله ان يبارك في عمره وعمله واهله، والبركة في ابن الشيخ عبدالعزيز الاخ سعود جعله الله خير خلف لخير سلف واسأل الله ان يبارك في بقية الاسرة.. الذين نقول لهم: عظم الله اجركم، واجاركم في مصابكم، وغفر الله للشيخ الوالد وجمعنا واياه في مستقر رحمته.. (انا لله وانا اليه راجعون). مدير عام تعليم البنات بالمنطقة الشرقية
امام وخطيب جامع القصيبي بالظهران