اكد علي خامنئي مرشد الثورة الاسلامية الايرانية في خطاب بثته وكالة الانباء الايرانية ليل الاثنين الثلاثاء، رفضه استئناف العلاقات بين ايران والولايات المتحدة مؤكدا ان ذلك يعني الاستسلام للعدو. وقال خامنئي في خطاب امام طلاب في جامعة شهيد بهشتي في طهران ان البعض يتحدثون في الايام الاخيرة عن ضرورة عدم تفويت فرصة استئناف الحوار، متسائلا هل يعني الاستسلام للعدو عدم تفويت الفرصة؟.
ويشير خامنئي بذلك خصوصا الى الرسالة التي نشرت الاربعاء الماضي ووقعها 153 نائبا اصلاحيا دعوا الى تطبيع العلاقات مع الاسرة الدولية حتى لا يلقى بلدهم المصير الذي واجهه العراق. ودعا النواب الى تحويل التهديدات الموجهة لايران الى فرصة يجب انتهازها. وقال خامنئي ان الاستسلام الى العدو ليس حلا ولم يؤد سوى الى رفع معنوياته وتشديد مطالبه. يذكر ان العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن قطعت في 1980 بعد الثورة الاسلامية في 1979 وعملية احتجاز العاملين في السفارة الامريكية في العاصمة الايرانية رهائن.
وبعد الحرب الامريكية على العراق وتطويق ايران من قبل القوات الامريكية الموجودة ايضا في افغانستان بدأ الايرانيون يعيدون النظر في رفضهم التاريخي للحوار مع الولايات المتحدة متجنبين في الوقت نفسه التراجع عن المبادىء الاساسية للجمهورية الاسلامية. ووجه النواب الاصلاحيون الايرانيون الاربعاء الماضي نداء الى المحافظين الذين يتمتعون بنفوذ قوي في الجمهورية الاسلامية لفتح الباب للاصلاحات وتطبيع العلاقات مع العالم الخارجي والا فانهم معرضون لمواجهة نفس مصير صدام حسين.
وحذر النواب من ان ايران في وضع حرج وان الحكومة الايرانية تواجه خطر فقدان تأييد شعب انتخبها من اجل تنفيذ الاصلاحات.
وقال خامنئي ان التشكيك في فاعلية النظام وقيم ومعتقدات الثورة يخدم المصالح الاميريكية، معبرا عن اسفه لوجود بعض العناصر التي تساعد العدو بوعي او بدون وعي، لتوجد الظروف المادية لعملية عسكرية او شبه عسكرية.
واوضح ان الولايات المتحدة تحتاج لمهاجمة اي بلد ان تتمكن من تقسيم الشعب ويكون هناك عناصر يقبلون الاستسلام (...) لكن الامريكيين يعرفون جيدا ان اي نزعة للمغامرة من جانبهم في ايران سيكون مصيرها الفشل.
وتابع ان الايرانيين ورغم شعورهم ببعض الاستياء يثقون بمسؤولي النظام والشبان الايرانيون مستعدون للتضحية بدمائهم بحماس للدفاع عن الجمهورية الاسلامية.
من جهة اخرى التقى الرئيس الايراني محمد خاتمي الذي يقوم حاليا بزيارة للبنان أمس في اليوم الثاني من زيارته مع الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله. وقالت محطة المنار التي يديرها حزب الله ان نصر الله الذي كان على رأس وفد من الحزب، اشار بعد اللقاء الى التهديدات التي تتعرض لها سوريا ولبنان والشعب الفلسطيني وايران وهدفها خدمة مصالح الكيان الصهيوني المحتل وخدمة شروطه وامنه على حساب شعوب هذه المنطقة.
واكد طبعا نحن موقفنا هو رفض هذه التهديدات وتتهم واشنطن حزب الله بالتورط في عمليات ارهابية واسعة وهجمات عبر الحدود اللبنانية على القوات الاسرائيلية في مزارع شبعا المتنازع عليها. وقال نصر الله انه شكر خاتمي والقيادة والشعب الايراني على وقوفه الى جانب لبنان في مقاومة الاحتلال. واكد ان هذه المساندة لها دور كبير جدا في انجاز الانتصار الذي حققته المقاومة. وكان خاتمي قد وصل الى لبنان الاثنين في زيارة تاريخية تستمر ثلاثة ايام وسط ترحيب من اللبنانيين . وهو اول رئيس ايراني يزور لبنان منذ الثورة الاسلامية في 1979.