قد لا يعرف الكثيرون أن مفاوضات الأهلي المصري مع اللاعب محمد بركات لم تبدأ الموسم الماضي فقط حينما أعلن اللاعب نيته فى ترك ناديه السابق الإسماعيلي بشكل نهائي ، و لكن حكاية الأهلى المصري مع محمد بركات بدأت قبل ذلك بأكثر من عشر سنوات و بالتحديد عام 1992 حيث كان الاحتراف في بداية تطبيقه في مصر و كان نجوم مصر كلهم فى ناديي الأهلي و الزمالك و دخل معهما الإسماعيلي بعد أن اعتمد على سياسة الاعتماد على الشباب ، و لكن جماهير الكرة المصرية كلها فوجئت بفتى صغير يلعب فى نادى السكة الحديد و تألق هذا اللاعب بشدة و أحرج لاعبي الأهلي و الزمالك فى مباراتهما مع السكة مما دفع بمسؤولى الفريقين إلى التفاوض معه و تضييق الخناق عليه و كل ناد منهما يقدم له الإغراءات للفوز بتوقيعه . و ساعد ذلك مسؤولي السكة إلى رفع سعر اللاعب إلى مبلغ خرافى جعل مسؤولي الزمالك ينسحبون من المفاوضات لأن الزمالك وقتها كان يعيش عصرا ذهبيا و كان فريقه عامر بالنجوم ، أما الأهلي فاستمر في مفاوضاته، و لكن فى وسط هذه المفاوضات أصيب اللاعب إصابة بالغة و ابتعد عن الملاعب و لكى تكتمل الدراما انسحب مسؤولو الأهلي من المفاوضات رافضين ضم لاعب مصاب و مهدد بالاعتزال و كان من نتيجة ابتعاد بركات عن الملاعب هبوط السكة الحديد إلى دوري الدرجة الثانية و كان من الطبيعي أن يقابل إعلان ضم بركات إلى الإسماعيلي بالكثير من السخرية خاصة من مسؤولي الأهلي، لكن مسؤولي الإسماعيلي تمسكوا به و عالجوه حتى عاد للملاعب و تألق و صنع لنفسه اسما فى عالم النجومية . و لم يكتف القدر بذلك بل أصيب بركات بعد فترة قصيرة عن الملاعب بعد أن مرض بالغدة الدرقية و استغرق علاجه عاما كاملا تحمل فيه مسؤولو الإسماعيلي الكثير من أجل علاجه و رفضوا الاستغناء عنه رغم أنه لو كان قد مرض بهذا المرض فى ناد آخر لكان قد استغنى عنه فورا و حدثت المعجزة و شفى بركات و عاد أفضل مما كان بفضل وفاء مسؤولي الإسماعيلي له . و فى الفترة الأخيرة عاد عدلى القيعى إمبراطور صفقات الأهلى المصري إلى ملاحقة بركات في محاولة لضمه من نادى أهلى جدة، و لكن السؤال هو هل يمكن أن تنتهى حكاية بركات مع الأهلي المصري باللعب بين صفوفه ؟